اشتباكات في ملكال بولاية النيل الاعلى النفطية رغم الدعوت لوقف القتال، وتعزيزات بستة آلاف جندي للقوات الدولية. جوبا - تدور معارك الاربعاء بين جيش جنوب السودان وحركة التمرد من اجل السيطرة على ملكال عاصمة ولاية النيل الاعلى النفطية في شمال البلاد، ومجلس الامن الدولي يجيز ارسال نحو ستة الاف جندي دولي اضافي لتعزيز قوة الاممالمتحدة وقال وزير الاعلام الجنوب سوداني مايكل مكوي "تدور معارك في ملكال منذ هذا الصباح بين القوات الحكومية والمتمردين"، نافيا ان يكون المتمردون استولوا على هذه المدينة الهامة. وقد استعاد الجيش الثلاثاء السيطرة على مدينة اخرى هامة وهي بور عاصمة ولاية جونقلي الواقعة على بعد مئتي كلم الى شمال جوبا. واسفرت المعارك بين القوات الموالية للرئيس الجنوب سوداني سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار الذي انضم الى التمرد، الاف القتلى كما ادت الى نزوح عشرات الاف بحسب الاممالمتحدة. وتعد السيطرة على الولايات النفطية في شمال البلاد رهانا استراتيجيا بالنسبة للطرفين. واليوم الاربعاء ما زال المتمردون يسيطرون على بنتيو عاصمة ولاية الوحدة، الولاية النفطية الرئيسية، لكن القوات الحكومية قالت انها تستعد لاستعادة المدينة. واجاز مجلس الامن الدولي الثلاثاء ارسال نحو ستة الاف جندي دولي اضافي لتعزيز قوة الاممالمتحدة في جنوب السودان (مينوس) حيث استعادت القوات الحكومية من المتمردين مدينة بور رغم الدعوات الى وقف القتال. وحث وزير الخارجية الاميركي جون كيري طرفي النزاع على وقف القتال والتحاور. وصرح مسؤول اميركي ان كيري دعا الثلاثاء خلال اتصال هاتفي مع مشار الى "وقف القتال وبدء مفاوضات سياسية". وتبنى مجلس الامن باجماع اعضائه ال15 قرارا يرفع السقف المسموح به لعديد جنود قوة الاممالمتحدة من سبعة الاف الى 12 الفا و500 جندي، فيما سيبلغ عديد عناصر الشرطة 1323 عنصرا بعدما كان 900. وبذلك، تصبح قوة مينوس ثالث بعثة اممية لحفظ السلام في العالم لجهة عدد الجنود الدوليين، بعد بعثتي جمهورية الكونغو الديموقراطية ودارفور. لكن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ابلغ المجلس بان اعادة الانتشار هذه "لن تتم بين ليلة وضحاها" وان الاممالمتحدة "لا يمكنها حماية جميع المدنيين" في جنوب السودان. واضاف ان هذا الامر يعود الى طرفي النزاع عبر الدعوة الى مفاوضات بين الرئيس سلفا كير وخصمه نائبه السابق رياك مشار. وحصيلة المعارك التي اندلعت في 15 كانون الاول/ديسمبر ثقيلة. واكد رئيس البعثة الانسانية للامم المتحدة في البلاد مساء الثلاثاء ان الاف السودانيين الجنوبيين قتلوا في اسبوع من المواجهات العنيفة بين قوات الرئيس سلفا كير وخصمه رياك مشار. وقال توبي لانزر للصحافيين "ليس هناك ادنى شك بالنسبة الي، الحصيلة بلغت الاف" القتلى. ورغم دعوات المجتمع الدولي الى التهدئة والحوار، استعاد الجيش الحكومي الثلاثاء السيطرة على مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي على بعد مئتي كلم شمال جوبا، وفق ما اعلن وزير الاعلام مايكل ماكوي. وقال الوزير ان "الجيش سيطر على بور مساء، قوات التمرد تفر، اننا نسيطر عليها مجددا". ويشهد جنوب السودان مواجهات عنيفة منذ اتهم الرئيس كير نائبه السابق الذي اقيل في تموز/يوليو بتنفيذ محاولة انقلاب قبل اسبوع. ونفى مشار هذا الامر متهما كير بانه يريد القضاء على خصومه. ولجأ 45 الف مدني على الاقل من جنوب السودان الى قواعد الاممالمتحدة بينهم 20 الفا في العاصمة جوبا بحسب ما افادت الاممالمتحدة الثلاثاء. وفر مئات الاف الاشخاص الاخرين على الارجح الى الادغال. واضحت المعارك تطال نصف الولايات العشر التي تكون جنوب السودان. ويستخدم طرفا النزاع كير ومشار في حربهما قبيلتيهما الدينكا (كير) والنوير (مشار). وتهدد المعارك الانتاج النفطي في جنوب السودان حيث يمثل النفط 95 بالمئة من عائدات البلاد. ونقل محللون في مجموعة "جي بي سي" للطاقة عن وزير النفط في جنوب السودان قوله ان "انتاج النفط في جنوب السودان في تراجع ما يؤدي الى خسائر تبلغ 45 الف برميل يوميا". واضافوا انه "مع اقتراب نهاية العام تتزايد مخاطر وقف انتاج النفط في البلاد والتي تبلغ 250 الف برميل يوميا".