كوَّن الشاعر محمد أحمد سوركتي ثنائية غنائية ناجحة مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز؛ رفدا عبرها الساحة الفنية بمجموعة من الأغنيات أشهرها "يا زول يا طيب" و"فرايحية"؛ وكان سوركتي يستعد لدعم هذه الثنائية بأغنيات جديدة ولكن الظروف الصحية التي مر بها الحوت قبل رحيله قادت محمد احمد الى أن يؤجلها. الخرطوم :رندة بخاري اللقاء الأول في العام 1990 م التقى الشاعر محمد أحمد سوركتي بالفنان الشاب محمود عبدالعزيز فكلاهما من أبناء بحري ووقتئذ كان محمود من المرتادين الي مركز شباب بحري فاستمع محمد أحمد الى صوته الذي أسره؛ ولم يخفِ اعجابه به وبحكم اقامتهما في حي واحد؛ ربطتهما علاقة جيرة فتحمس له ومن ثم أجرى معه حواراً للصفحة الفنية لجريدة "الدار" التي كان يعمل بها؛ وقال سوركتي بفخر ل(الأهرام اليوم) (أنا أول صحفي أجري حواراً مع محمود؛ ويومها كتبت مانشيت لازلت أذكره حتى هذه اللحظة؛ وهو يا "فنانين السودان جاكم بلا"؛ والحوار كان أيضاً في العام تسعين). من "على قدر الشوق" الى "فرايجيحة" آداؤه الرائع للأغنيات هو الذي شجع الشاعر محمد أحمد سوركتي الى مده ببعض الأغنيات التي لحنها الملحن ناصر عبدالعزيز وهو أيضاً تربطني به علاقة صداقة؛ واختار الحوت أربعة أعمال وهي "الله يكون في عونك" .."فرايحية" ..."كدة برضو تفوت وتنسانا"؛ ثم توالت الأعمال بيينا؛ وقدمنا معاً "يازول يا طيب" التي صاغ لحنها هي وأغنية بحراوي محمد زين العابدين وقبل ذلك كان محمود طلب مني أن أسمح له بآداء أغنية "على قدر الشوق" التي يؤديها الفنان يوسف الموصلي وسمحت له لأنني من خلال متابعتي له لاحظت آداءه لتلك الأغنية وبقية الأغاني باحساس عالي. حدث لمرة واحدة يعض الشعراء كثيراً ما يشكون من تعديل وحذف بعض المطربين خاصة أن تعديلاتهم هذه قد لاتشكل اضافة حقيقية للأغنية دفعنا الى سوركتي بسؤال مفاده هل كان محمود يجري بعض التعديلات على مفردات الأغاني التي قدمها له ؟! صمت محمد أحمد لبرهة قبل أن يجيبنا قائلاً: نعم؛ ولكن حدث لمرة واحدة؛ وكان تعديلاً جميلاً لأغنية "يازول يا طيب"؛ فالنص الأصلي يقول :(يا زول يا طيب للآخر ما بتعب جد الا الشاطر؛ ومابعرف غير طعم الأحزان)؛ وعدلها محمود للآتي (يا زول يا طيب للآخر ما بتعب ياناس الشاطر؛ ومابعرف يوم طعم الأحزان) فأنا كتبته بتشاؤم فجاء هو وأضاف اليه؛ فأصبح به شيء من التفاؤل. ثنائيتهما الثانية الحزن كسى نبرات صوت الشاعر محمد أحمد سوركتي وهو يتحدث عن ثنائيته الثانية التي شاءت الأقدار أن لاتبصر النور بعد أن أغمض محمود اغماضته الأخيرة رغم انهما قاما بتسجيل الموسيقى؛ وكانا ينتظران فقط تسجيل صوت محمود الذي تدهورته صحته فجأة الى أن فارق الحياة بالأردن؛ والأعمال التي كان سيقدمها هي "بحراوي" .."والله زمان" و"زمن غدار"؛ والأغنيات لحنها أيضاً محمد زين العابدين ولكن فجأة تكاثرت عليه الأمراض وودع الفانية .