لدى وصول طائرة نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه أرض مطار الرياض، لفت انتباهي وجود والي البحر الأحمر محمد طاهر إيلا بجانب السفير السوداني في السعودية عبد الحافظ إبراهيم. وعقب انتهاء مراسم الاستقبال اتجه الوفد إلى قصر المؤتمرات قبيل التوجه إلى قصر اليمامة لنقل رسالة من الرئيس عمر البشير إلى نائب خادم الحرمين الشريفين. وخلال جلسة الوفد السوداني في قصر المؤتمرات فترة قصيرة، سأل طه إيلا عن صحته فرد إيلا: أنا «جئت لي ناس النور» ، قبل أن يطلق ضحكة مجلجلة ثم واصل حديثه: حتى نائب الرئيس عندما جاءنا مع أسرته في بورتسودان أول الشهر الجاري للاستجمام، قالت بعض الصحف انه ذهب غاضبا ،وتدخلت وقلت له سنقول إن طه جاءك لعقد لقاء سري معك لإعادتك إلى السودان، فضحك الجميع. لم يتجاوز لقاء نائب الرئيس مع إيلا نحو نصف ساعة في طاولة غداء حضرها جميع أعضاء الوفد السوداني والسفير السعودي فيصل بن معلا، كانت بعيدا عن السياسة، وان لم تخلُ من مناقشة أوضاع الصحافة السودانية وهمومها، وكانت صريحة حتى كادت أن تتحول إلى محاكمة لأداء الصحافة، لكني قلت لهم ومن بينهم أربعة وزراء سينصلح حال الصحافة عندما تنصلح الأوضاع السياسية والاقتصادية ، لأن «الحال من بعضه». لم يمض وفد نائب الرئيس في الرياض أكثر من ثلاث ساعات قبل أن يغادرها إلى المدينةالمنورة ومن ثم إلى مكةالمكرمة. وقلل إيلا في حديثه مع «الصحافة» من الشائعات الرائجة عن مغادرته إلى السعودية غاضبا ، وقال انه في السعودية منذ أسبوعين لإجراء فحوصات طبية، موضحا أنه عقد لقاءً مع أبناء ولايته ورابطة أبناء القضارف، وناقش معهم هموم المنطقة وأهلها ،كما التقى عدداً من المستثمرين، وسيعقد لقاءات مماثلة الأسبوع المقبل، مشيرا إلى انه تم توفير ثلاثة أطنان من الأدوية، وهناك اتصالات للحصول على معدات طبية. وعن الحديث عن خلافه مع مستشار الرئيس مصطفى عثمان إسماعيل حول مؤتمر المانحين حول الشرق الذي عقد في الكويت مؤخرا، قال إيلا إن أموال مؤتمر المانحين قروض ومنح تأتي عبر آلية متفق عليها وفق إجراءات وضوابط معروفة لتنفيذ مشروعات محددة، ولذلك فان الحديث عن خلافات بشأنها ليس له أي صحة وهو بعيد عن الواقع. وعن طول فترة وجوده في السعودية، قال إيلا، إن وجوده في السعودية لم يتجاوز أسبوعين، مبينا انه غادر في أغسطس الماضي ولايته لأكثر من ثلاثة أشهر أمضاها في مصر ولم ترافق تلك الفترة أية شائعات،واتهم جهات - لم يسمها - بترويج شائعات عن تمرده مستهدفة إحداث بلبلة وخلق حالة من عدم الاستقرار، مستغلة الظروف التي تعيشها البلاد. ودافع إيلا عن شرق السودان، وقال إن أهله لا يشعرون بالتهميش وليست لديهم عقدة دونية ولا يرون أن هناك «زول أحسن منهم حتى يهمشهم»، وليست لهم مشكلة عرق أو دين، وذلك في إشارة حول ما نشرته صحيفة «صوت برؤوت» الناطقة باسم الحزب الحاكم في البحر الأحمر عن مطلب أهل الشرق بحق تقرير مصيره. وأضاف إيلا انه صاحب رسالة ويحمل قضية وفكرا لأكثر من أربعين عاما ، وان تاريخه يحدث عن نفسه، وان من يروجون للشائعات عن تمرده لديهم أهداف سياسية وينسجون من وحي خيالهم قصصاً وحكايات بعيدة عن الواقع.