بشرى الفاضل: إطلالة السبت 8 فبراير 2014 نأمل أن تسفر المشاورات التي تجريها إدارة جامعة الخرطوم مع أساتذة الجامعة بهدف إطلاق مبادرة للحوار الوطني مع الأحزاب والكيانات السياسية عن إخراج مبادرة يرضى عنها الوسط السياسي فبلادنا في مأزق يكشف عنه هذا الحراك اليومي للبحث عن حلول.تسعدني هذه المبادرة من الجامعة العريقة وأنا ابن سرحتها وكل خطوة منها في سبيل الوطن تجد منا كل تأييد. وللجامعة تاريخ من المبادرات المماثلة لعل أشهرها رئاسة مديرها وقتها البروفيسور النذير دفع الله ل(مؤتمر المائدة المستديرة ) الذي عقد عقب ثورة أكتوبر بالخرطوم في 16 مارس 1965 لمناقشة وضع الجنوب وكان تعذر عقد المؤتمر بجوبا لأسباب أمنية وكان قد بدأ بها المناقشة الداخلية لشرح المبادرة الجديدة داخلياً في أروقة الجامعة قبل الانطلاق للإقناع بها خارجياً في الساحة السياسية نأمل ألا تقتصر على الشرح وحده ففي الجامعة عقول على إطلاع تام بتعقيدات الوضع السياسي في بلدنا ، وسيكون لمساهمتها في وضع الأطر السليمة العملية للمبادرة دور كبير في نجاحها. ومما هو إيجابي إعلان جامعة الخرطوم (أنها تسعى لتقديم رؤية قومية تحقق المصلحة الوطنية، وقد أعدت البيانات والدراسات التي تعين القوى السياسية لإدارة حوار وطني مثمر يشارك الجميع فيه دون استثناء لأحد. لتهيئة المناخ الملائم لإدارة حوار شفاف يساعد في عملية بناء الثقة بين جميع مكونات المجتمع السوداني،و أن مبادرة الجامعة تسعى لإدراك السلام وهي شاملة وغير محصورة،وأن الجامعة بصدد إنزالها إلى الواقع السياسي في الأيام القادمة(.. نحن في انتظار جامعتنا حادية للركب. لم تم تجاهل مبادرة الميرغني مبادرة الميرغني التي استهلها بالآية الكريمة (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) التي أورد فيها كل ما ظلت تطالب به قوى الإجماع الوطني لم تجد صدى لها وسط قوى الإجماع الوطني لأن العبرة ليست بالكلام بل بالمواقف فطارح المبادرة موجود في الضفة الأخرى التي تعارضها المعارضة بينما نصف عضوية حزبه في الشاطئ المقابل موازية في معارضتها للنظام لمواقف قوى الإجماع الوطني. وانتقدت بعض أحزاب معارضة بالمكشوف الزعيم ومبادرته مشيرة إلى أن الدعوة للم الشمل الأحرى أن يقوم بها السيد الميرغني لفصائل حزبه المتشظية المشارك بعضها في الحكومة. ولم تشفع للمبادرة دعوة الميرغني بأن تتم دعوة جهات دولية وإقليمية للحضور مؤتمر الحوار الوطنى الشامل كمراقبين سماها وقال هى (جامعة الدول العربية، الاتحاد الأفريقي. الأممالمتحدة، الإتحادالأوربى، الولاياتالمتحدةالأمريكية،الصين،روسيا،الدول الشقيقة والصديقة للسودان) فالعبرة ليست بالحشد ولا وجاهة الطرح بل بوجاهة المواقف وعدم التفرق الذي دعت له الآية الكريمة. قال مصنوع قال يبدو أن اسحق فضل الله يعتبرنا جوقة أطفال تشاهد مسرحية متقنة الصنع من صنع الحركة الإسلامية حين كتب من خلال ترقيمه العجيب من النقاط والفواصل الذي (قطعه من رأسه) يقول:(الإسلاميون كانوا بالفعل يطلقون الأسلوب الذي يجودونه جيداً. مخادعة العالم. ولأن الخطر على السودان والإنقاذ فيما يقول اسحق كان يقترب باندفاع عنيف. ولتفادي ذلك الخطر كان الثلاثة البشير وعلي عثمان والترابي يصنعون مخطط انشقاق الإسلاميين شعبي ووطني). يمضي اسحق في محاولة خداع الأطفال فيقول: (والمخطط يوضع بمنطق أنه إن عرف الناس كل الناس أن الانشقاق مخطط مخادع عرفت المخابرات العالمية أن الانشقاق مخطط مخادع.. وهكذا كان الانشقاق يصمم بحيث يخدع العالم كله. وحتى اليوم يؤمن كثير من الناس والإسلاميون معهم. أن انشقاق الإسلاميين حقيقي. والانشقاق المصنوع كان مرحلة تنتهي في التاسعة من مساء الثلاثاء الماضية والترابي يجلس بين الصادق وغازي للاستماع إلى خطاب البشير). بهذا التصور يحاول أسحق فضل الله أن يقنعنا أن المؤتمر الشعبي أصبح مانعة صواعق فوق المؤتمر الوطني. وختم اسحق مقاله مشيراً لكمال عمر بان الدرس انتهى وأن قادة الإسلاميين أذكى خلق الله في الأرض! كرر اسحق مسألة الذكاء هذه ولعله وحده الذي يصدق الآن أن انشقاق الإسلاميين مصنوع. أو في حالة صدق طرحه العجيب هذا فيكون هؤلاء القادة هم أذكى ممثلين دراميين في السودان والعالم وكل التراشق والاعتقالات التي تمت منذ عام 1999 كانت سيناريوهات معدة سلفاً! سيناريوهات مصنوعة. لعل اسحق فضل الله استند إلى قول الدكتور غندور مساعد رئيس الجمهورية القيادي بالوطني حين قال له في معرض رده على سسؤال من إسحق حول دعوة الترابي للاستماع لخطاب الرئيس البشير (الترابي لا تأتي به دعوة. الترابي ونحن اجتمعنا مائة مرة .. سراً). لابد أن اسحق قام بتحليل هذه الجملة وتوصل للاستنتاج أعلاه بأن انشقاق الحزبين مصنوع . قال مصنوع قال! وقال مخادعة العالم ! إنما تخادعون أنفسكم.