أضرم رجلان مصريان النار في نفسيهما اليوم الثلاثاء في ثالث محاولة انتحار بالموت حرقا خلال يومين. وأوضح مسؤولون أمنيون أن رجلا أشعل النار في نفسه أمام مجلس الشعب (البرلمان) وسط القاهرة قبل أن يتمكن مواطنون مارون من إخماد الحريق واستدعاء سيارة إسعاف لنقله إلى المستشفى. وعرّف المسؤولون الرجل بأنه محام يدعى محمد فاروق إلا أنهم نفوا علمهم بدوافع إقدامه على الانتحار بهذه الطريقة. وفي الإسكندرية أفاد مسؤولون أمنيون أن شابا أضرم النيران في نفسه بعد أن وقف فوق سطح بيته محاولا الانتحار وسط ذهول سكان العمارات المجاورة والمارة في الشارع الذي يطل عليه المبنى في منطقة خورشيد بالمدينة الساحلية. وأضاف المسؤولون أن الشاب وهو عاطل عن العمل، نقل إلى مستشفى قريب وهو في حالة خطيرة ويعاني من حروق شديدة بمختلف أنحاء الجسم، وأن النيابة تجري تحقيقا بدوافع إقدامهما على الانتحار. وكان رجل مصري قد أقدم على الانتحار أمس بعد أن أضرم النار في نفسه أمام مجلس الشعب احتجاجا على قيام السلطات المحلية بحجب حصته الشهرية من الخبز المدعم من الدولة. وقام عبده عبد المنعم (50 عاما) وهو صاحب مطعم من مدينة القنطرة القريبة من الإسماعيلية على قناة السويس، برش البنزين على جسده ثم أشعل النيران فيه لكن شرطيا كان قريبا منه نجح في إطفاء. وقال مصور لوكالة فرانس برس إنه لم يسمح للصحفيين بمقابلة الرجل، وأكدت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الرجل أراد الاحتجاج على عدم حصوله على "كوبونات لشراء الخبز الذي يستخدمه في إعداد المأكولات في مطعمه". وسارع عدد من أقطاب الحكومة إلى التقليل من شأن إقدام عبد المنعم على إشعال النار في نفسه في حادث يذكر بالشاب محمد البوعزيزي الذي شكل انتحاره بالطريقة نفسها الشرارة التي أطلقت "ثورة الياسمين" في تونس. وسارع رئيس مجلس الشورى صفوت الشريف إلى وضع هذا الحادث في سياق المشكلات البيروقراطية، نافيا عنه أي صفة اجتماعية أو سياسية. لكنه قال "إذا كانت جهة إدارية ما تعنتت معه فيجب أن تحاسبها الحكومة ويأخذ المواطن حقه". من جهته قال وزير الشؤون القانونية والبرلمانية مفيد شهاب إنه ينبغي "عدم استباق الأحداث في مثل هذه الموضوعات والقفز إلى نتائج نحددها نتيجة استنتاجات. والأمانة تقتضي أن ننتظر نهاية التحقيقات". ويأتي هذا الحادث في مناخ من الاهتمام الكبير في مصر بالوضع في تونس حيث بدأت الاحتجاجات الشعبية التي انتهت برحيل الرئيس زين العابدين بن علي. واحتفل عشرات المصريين بسقوط الرئيس التونسي مساء الجمعة أمام السفارة التونسية في القاهرة وهم يهتفون "اسمعوا كلام التونسيين، الدور عليكو يا مصريين