ظهرعلماء الفضائيات لمحاربة الإستنارة. إنهم أحفاد الذين كتبوا المنشورات المسيئة للدين ونسبوها للشيوعيين حينها قال الإمام عبد الرحمن المهدي: ( الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ) عنما قتل عبود الأنصار في المولد لم يتمكن أحد منهم أن يدين أو يستنكر، بل ادانه الحزب الشيوعي . والذين خرجوا في مظاهرات للمطالبه بحل الحزب بعد أن نفضوا الغبار من عباءتهم لم يخرجوا مرة واحدة للتنديد بالنظام الإستبدادي الأول وضد جرائمه، بل إستفادوا من جو الحرية التي ناضلت لتحقيقها القوى الحية من عمال وزراع وطلبة وفي مقدمتهم الحزب الشيوعي، وكذلك عندما هزمهم الأستاذ محمود محمد طه فكرياً تآمروا مع السلطة لتصفيته جسدياً وهزمهم بإبتسامته وتحديه للموت فتواروا جبناً. كان من المفترض أن تتم محاكمة قضاة السلطة، ولكن الصادق المهدي رفض الإستمرار في المحاكمة بحجة أنها كيد سياسي، ولكن تدخله هو الكيد السياسي، لأن من أدبيات الحزب الجمهوري مفردة تقول : ( الطائفية هي العدو الأول للسودان) وبما أننى لا أتفق مع ذلك الطرح، بل أعتقد أن الديكتاتورية هي العدو الأول لشعب السودان. واليوم عندما إستحكمت الحلقات حول عنق النظام بفشله الذريع بدأ أدعياء الدين يصرخون خوفا على الفتات الذي يجدونه من السلطة. في عام 1988 م عندما تم الإئتلاف الثلاثي ووقف في الجانب الآخر النواب الثلاثة الذين يمثلون المعارضة الشيوعية فتساءل أحد النواب: ما مصير هؤلاء الذين وقفوا ضد الإجماع؟ لكن بعد(6)أشهر فقط إنهار إئتلافهم ووضح جليا صواب رأي المعارضة الشيوعية. واليوم تجمعوا بإسم جديد(أهل القبلة) لضرب المعارضين لنظام القهر؟ نهب أموال الشعب وإفقاره. وأخيرا تم تجميع كل الذين إنقلبوا عليهم في يونيو1989 لتحميلهم أوزار الجرائم التي ارتكبت في ربع قرن والهروب من المسؤولية ومن المحاسبة، ولكن هيهات فالعدالة ستأخذ مجراها والحقوق لا تسقط بالتقادم. الميدان