لم يعد هناك ما يدهش من نظام الانقاذ , كل أفعال السوء باتت مجربة , لكن يحيرنى على المستوى الشخصى دكتور التجانى السيسى رئيس السلطة الانتقالية لدارفور , الذى اختبر سوء الانقاذ من أول وهله تقلد فيها منصبه , لكنه استمرأ الوضع وأخذ يردد ذات الكلام الذى ساهم فى تفاقم الأوضاع فى الاقليم . نموذج لحديث السسيسى أمام ورشة السلم الاجتماعى بعاصمة ولاية وسط دارفور حيث قال وفقا لما جاء فى صحيفة اليوم التالى الصادرة صباح الاحد أول أمس (الدولة دى لو ماعندها قوات مسلحة قوية وشرطة وجهاز قوى أى زول حيشيل القانون فى ايدو , والله اذا لم يتم بسط هيبة الدولة سيؤتى الوطن من دارفور وهذه شهادتى لله) !! ترى ماذا يقصد دكتور السيسى بهيبة الدولة ؟ هل يقصد القوة العسكرية التى تفعل فعلها فى دارفور جنوب كردفان والنيل الأزرق ؟ ماهو مفهومه لهيبة الدولة وهو الذى وصل سدة الحكم باتفاقية (سلام) عملت الدولة بكل قوتها على الالتفاف عليها وافراغها من محتواها بل وافرغت سلطته الاقليمية من مصادر قوتها وهيبتها وجعلتها تابعة للأجهزة الولائية ؟ الدكتور السيسى سبق له الحديث عن (تجييش) القبائل وقال فى حديث صحفى سابق إن كل القبائل تملك السلاح ولها قوات ولم ينف انه هو شخصيا جزء من الازمة فى دارفور . يبدو ان دكتور السيسى فقد القدرة على إدارة دفة الأمور فى الاتجاه الصحيح , المطلوب منه الآن تحمل مسئوليته أمام شعب دارفور اولا وامام كل السودانيين ليقول الحقيقة كاملة... من الذى يقف وراء تدمير الدولة فى السودان ويقف وراء تفكيكها لصالح الكيانات الصغيرة؟ ومن الذى يملك القرار لكنز السلاح والاتجار به وتوزيعه لتحقيق أهداف سياسية وعنصرية ؟ ومن الذى يسعى لتفتيت وحدة السودان وتغيير ديمغرافيته وخلط أوراق مجتمعه لتحقيق غايات لاتمت بصلة لمصلحة السودان ودارفور ؟ لا اعتقد ان المعلومات غائبة عن دكتور السيسى الا اذا اختار ان يمضى للنهاية فى حالة الغبيوبة التى يعيشها الآن .... الميدان