تسود مدينة (الفاشر) حالة من التوتر والخوف منذ ليلة أمس إثر الإشتباك الذي نشب بين القوات (المشتركة) المسنود لها مهمة تأمين مدينة الفاشر وعناصر من (مليشيا) الجنجويد في حي (المنار) جنوبالفاشر وقتل فيه احد عناصر المليشيا. وكانت ليلة أمس عصيبة على سكان المدينة بسبب تبادل إطلاق النار الكثيف بين (القوة المشتركة) وعناصر المليشيا، وتعود بداية الأحداث لتعرض طوف (القوة المشتركة) لإطلاق نار من عناصر المليشيا، ما ادى الى الإشتباك بين الطرفين. وقد تجمع عناصر الجنجويد المدججين بالسلاح صباح اليوم على متن خمس سيارات لاندكروزر امام رئاسة الشرطة بالمدينة لمداهمته مطالبين بتسليمهم رجل منهم قتل الليلة الماضية، وكادت أن تحدث إشتباكات بين الطرفين لولا وصول تعزيزات من قوات (الشرطة العسكرية) التي تمكنت من إبعاد المليشيات، وجابت سيارات الجنجويد المحملة بالسلاح شوارع الفاشر في منظر أثار رعب المدنيين من إنفلات وإشتباكات وشيكة ستحدث. وتشهد مدينة الفاشر منذ بضع شهور زيادة ملحوظة في عمليات السلب والسرقة والقتل التي تقوم بها عناصر المليشيات ووصلت مرحلة مطاردة المدنيين في وضح النهار في شوارع المدينة. الإنفلات الأمني شبه الرسمي الذي يمارسه عناصر الجنجويد التابعين لحرس الحدود والإحتياطي المركزي دفع بعدد كبير من المدنيين لإمتلاك الأسلحة للدفاع عن أنفسهم، بعد رؤيتهم هذه المليشيات تعيث فساداً في المدينة دون حسمهم من قبل الدولة أو تدخل لقوات الاممالمتحدة التي تجوب المدينة هي الأخرى بتعزيزات عسكرية كبيرة. وقد ارتفعت الروح المعنوية للجنجويد على حساب القوات الاخرى بعد وصف الوالي (كبر) لهم بالقوات النظامية عقب الإشتباك الذي دار بينهم وقوات الشرطة شرق الفاشر وقتل وجرح فيه اكثر من خمسة من رجال الشرطة، وقد منع الوالي (كبر) طوف (القوات المشتركة) من التوخل في الأحياء الشرقية التي تكثر فيها مليشيات الجنجويد بحجة أنها احياء تتواجد فيها قوات نظامية. ومايزال دوي الاعيرة النارية يسمع من وقت لآخر في مدينة الفاشر هذه الليلة دون معرفة إن كان مصدرها سيارات الجنجويد التي تجوب المدينة ام مطاردة من قبل (القوات المشتركة) للمتفلتين الردود