أكد حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان أن التقرير الذي قدمه المبعوث الأمريكي للسودان، دونالد بوث، للرئاسة الأمريكية بشأن خطاب الرئيس عمر البشير حول الوفاق الوطني حمل مؤشرات إيجابية تصب لصالح التحول الإيجابي المتدرج في علاقات الخرطوم وواشنطن. جاء ذلك في تصريحات لمسؤول العلاقات الخارجية بالحزب "الدرديري محمد أحمد" لصحيفة "أخبار اليوم" وقال فيها "إن مجرد حدوث تحول أمريكي بقراءة الاحداث السودانية بأي درجة من الواقعية هو أمر ينظر اليه حزب المؤتمر الوطني بعين الرضا"، مذكرا ً بأن موقف الإدارة الأمريكية تجاه السودان ظل متعنتا لسنوات عديدة. وتابع قائلا "إن الحيز الكبير من المناقشات الذي حظي به خطاب البشير أمام أهم دائرة لصنع القرار في الولاياتالمتحدة من خلال التقرير الذي قدمه لها، دونالد بوث، نعتبره مؤشرا يعكس مدي اهتمام الإدارة الأمريكية بالشأن السوداني بما يمكن تفسيره بأن رسالة السودان قد وصلت إليهم الأمر الذي يسهل عملية الاختراق الإيجابي في العلاقات لصالح السودان". وكشف الدرديري النقاب عن أن الفترة المقبلة ستشهد حراكا مكثفا لنقل سياسات الإصلاح التي أعلنها الرئيس البشير للمجتمع الدولي عبر خطوات عملية واضحة المعالم لأن العالم الخارجي يريد الأفعال أكثر من الأقوال. وتابع قائلا "إن التبشير بسياسات الإصلاح سيكون بصورة قومية جامعة تعكس مدى الاستجابة الكبيرة لها"، مؤكدا أن تقدما ملحوظا تشهده هذه المبادرة على أرض الواقع وسيتحول إلى رؤية جامعة خلال الفترة المقبلة. وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد أكد في الثامن من فبراير الماضي الالتزام بالحوار الوطني مع الأحزاب والقوى السياسية المؤتلفة والمعارضة للحكومة من أجل تحقيق الاستقرار في البلاد، ومواجهة التحديات المقبلة. وقال البشير، في كلمة لها أمام الاجتماع الاستثنائي لحزب "المؤتمر الوطني" الحاكم "إن السودان مقبل على مرحلة جديدة هامة وحيوية تتطلب مشاركة الشعب السوداني في العملية السياسية التي تبدأ بإصلاح الحزب والدولة، ومن ثم الإصلاح الشامل في السلام والحرية والاقتصاد والهوية السودانية". وأكد أن الحوار سيكون شاملا للجميع حتى الحركات المسلحة والمتمردين؛ شريطة أن يتخلوا عن العنف والعمل المسلح لتحقيق أهدافهم، والارتضاء بالحوار السلمي، والاحتكام للشعب السوداني ليفوض من يريد أن يفوضه لحكم البلاد. وأوضح أن تحديات المرحلة المقبلة تتمثل في الاستعداد المبكر للانتخابات العامة التي ستكون في العام المقبل. وقال "نحن لانتحدث عن تأجيل الانتخابات، ولا نرى ضرورة لذلك، وإنما نسعى لإحداث توافق وطني قبل الدخول إلى الانتخابات لتتم بمشاركة معظم القوى السياسية، وفي أجواء تتسم بالنزاهة والشفافية تعطي الشعب السوداني الحرية الكافية في اختيار من يمثله في المرحلة المقبلة لقيادة البلاد لمواجهة التحديات". ودعا الرئيس السوداني كافة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى "تهيئة أنفسها لهذه المرحلة"