بعد انتهاء عملية الاقتراع للاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان، واستعداد كافة الأطراف لانفصال متوقع لجنوب السودان عن شماله على ضوء النتائج الأولية لعملية فرز الأصوات، تظل كثير من المخاوف تحيط بالطرفين بسبب وجود عدد من القضايا العالقة، منها مصير الطلاب الشماليين المنتسبين إلى الجامعات الجنوبية والعكس في حال تمت عملية الانفصال، حيث أصبح مستقبل هؤلاء الطلاب مجهولاً، خاصة بعد أن حسمت الجامعات الجنوبية الثلاث بالشمال وهي (جوبا – أعالي النيل – بحر الغزال) أمرها وانتقلت من الشمال إلى جنوب السودان. وزاد من هذه المخاوف الجدل السياسي المتصاعد حول منح الجنسية المزدوجة للجنوبيين من عدمها، حيث ألمح عدد من السياسيين الشماليين أن الجنوبيين بالشمال سيعاملون كأجانب في حال اختاروا الانفصال عن الشمال. وفي تصريحات خاصة ب"العربية.نت" أوضح الأمين العام لوزارة التعليم العالي الدكتور عمر المقلي أن قرار نقل الجامعات الجنوبية إلي جنوب السودان ليس له علاقة بموضوع الاستفتاء أو الانفصال، وأن قرار نقلها اتخذه مجلس الوزراء قبل عدة سنوات. وفي سؤال حول معالجة أوضاع هؤلاء الطلاب، قال المقلي إن هذا الأمر يدخل في إطار الترتيبات الجارية لمرحلة ما بعد الاستفتاء، وهو قرار سيادي يتم اتخاذه بواسطة قيادة الدولة. وكشف المقلي ل"العربية.نت" أن أكثر من 10 آلاف طالب شمالي يدرسون في الجامعات الجنوبية الثلاث. وكان الدكتور عمر محمد الشيخ مدير هيئة البحث العلمي والتخطيط بوزارة التعليم العالي، قد كشف في وقت سابق خلال ندوة أقيمت بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا حول "الاستفتاء وقضايا التعليم"، أن عدد الطلاب الجنوبيين الذين يدرسون في الجامعات الجنوبية بالشمال حوالي (20) ألف طالب، بينما يبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس من الجنوبيين في هذه الجامعات (1384). وكشف في الندوة ان تقديرات غير رسمية تشير إلى أن هناك حوالي (50) ألف طالب جنوبي يدرسون بالشمال في المراحل المختلفة "الأساس، الثانوي، الجامعات". 3 حلول متاحة وفي اتصال هاتفي مع "العربية.نت" قال رئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين غازي بابكر حميدة إنهم في الاتحاد لديهم جهود متصلة مع وزارة التعليم العالي لحل مشكلة الطلاب الشماليين بالجامعات الجنوبية حال الانفصال. وأوضح أن هناك ثلاث حلول لمعالجة هذا الأمر: الأول إنشاء جامعة جديدة، والثاني توزيع الطلاب على الجامعات الشمالية المختلفة، والثالث أن يذهب الطلاب الشماليين لمزاولة دراستهم في مقر هذه الجامعات بالجنوب. وأضاف حميدة "نحن في الاتحاد عملنا استبيانات ووضعنا فيها الخيارات الثلاثة وتم ملؤها بواسطة الطلاب، قرابة خمسة آلاف طالب وطالبة من الشمال في الجامعات الجنوبية"، وتم رفع رأي هؤلاء الطلاب إلى وزارة التعليم العالي لاتخاذ القرار المناسب عقب الاستفتاء. وكشف غازي أن المؤشرات الأولية للاستبيان تشير إلى أن غالبية الطلاب الشماليين بنسبة 90% يحبذون استيعابهم في جامعة جديدة بالشمال. ويرى بعض المراقبين أن وضع الطلاب الجنوبيين في الشمال أكثر تعقيداً إذا ما قادت حوارات ترتيبات قضايا مابعد الاستفتاء التي تجري بين الشريكين "المؤتمر الوطني والحركة الشعبية" إلى عدم الاتفاق على منح الجنسية المزدوجة للمواطنين شمالاً وجنوباً حال الانفصال. العربية