رفض الاتحاد العام للطلاب السودانيين البيان الذي أصدره وزير التعليم العالي بخصوص إرجاء النظر في قضية الطلاب الشماليين بالجامعات الجنوبية حتى التاسع من يوليو القادم باعتبارها إحدى القضايا العالقة، واعتبر رئيس الاتحاد غازي حميدة بيان الوزير مكايدة سياسية وأنه يريد الزج بالقضية في المعترك السياسي، مشيراً إلى أنها قضية خدمية. وأكد غازي حرصهم على توفيق أوضاع الطلاب لضمان مستقبلهم، معلناً عن رفع الأمر لرئيس الجمهورية لوضع العلاج الناجع للقضية. وقال إن الاستبيان الذي أجراه الاتحاد وسط الطلاب كشف عن أن نسبة 69% ترغب في إنشاء جامعة جديدة في مجمع الكدرو و16% يرغبون في التوزيع على الجامعات الشمالية و13% يؤيدون المواصلة في الجنوب، مشيراً إلى أنها ستصبح جامعات دولة أجنبية، وقال إن الجامعة الجديدة ستدرس بحسب المنهج في الجامعات الجنوبية الحالية دون تغيير. وفي السياق استنكر عدد من الطلاب إدخال مشكلتهم في العراك السياسي بين الشريكين دون الحرص على مستقبلهم الأكاديمي، موضحين أنه ليس لديهم شأن بالصراع السياسي بين الجانبين. الى ذلك وصفت اللجنة العليا لمتابعة أوضاع الشماليين بالجامعات الجنوبية وزير التعليم العالي والبحث العلمي الاتحادي بيتر أدوك بالمتناقض، على خلفية البيان الذي أصدره حول أوضاع الجامعات الجنوبية الثلاث «جوبا، بحر الغزال وأعالي النيل». وقالت اللجنة في ردها على البيان إن الوزير ناقض نفسه حين أمر مديري الجامعات الثلاث بإنهاء وجود تلك الجامعات بالشمال قبل نهاية الفترة الانتقالية، رغم علمه بضعف الإمكانيات والبنى التحتية بالجنوب وأنه هدد بتطبيق لوائح الخدمة على المنسوبين الشماليين بالجامعات بفصلهم حال عدم ذهابهم إلى الجنوب. ورحبت اللجنة بالقرار السياسي بإنشاء جامعة جديدة للشماليين المعنيين بمجمع الكدرو في إطار ترتيبات ما بعد الانفصال، وقالت إن القرار الرئاسي الذي استند إليه الوزير صدر عام 2002م قبل توقيع اتفاقية السلام. وذكرت الوزير الاتحادي بأن توجيهات وزير التعليم العالي بحكومة الجنوب للجامعات الجنوبية بترحيل منسوبيها دون إشارة للشماليين يعتبر تحدياً له. وأكد اللجنة أن هيئة التدريس والعاملين بالجامعات الثلاث معينون بموجب قانون العمل وليسوا متعاقدين كما ذكر الوزير. وأمنت اللجنة على إصدار قرار رئاسي عاجل بإنشاء الجامعة الجديدة وتعيين إدارة لها لترتيب كافة الأوضاع، وطالبت بالعمل على التنسيق مع الجهات المناظرة في دولة الجنوب لتوفيق أوضاع جميع المنسوبين لضمان الاعتراف المتبادل وإيجاد اتفاقيات بين الجامعة الجديدة والجامعات الثلاث للتواصل والتعاون. وكشفت اللجنة في تعميم صحفي تسلمت «الأهرام اليوم» نسخة منه عن تكوين لجان فرعية قالت إنها تعكف على وضع مقترحات للمساعدة في ترتيب أوضاع الجامعة الوليدة في كافة شؤونها. وقررت اللجنة بالإجماع عدم الذهاب للجنوب تفادياً لأن لا يصبحوا رعايا أجانب في ظل الظروف الراهنة بالجنوب واقترحت تشكيل لجنة قومية لدعم الجامعة الجديدة.
