اصدر القضاء التونسي مذكرة جلب دولية بحق الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي في حين ينتظر الاعلان عن تعديل وزاري هام الاربعاء لتهدئة غضب الشارع التونسي على الحكومة الموقتة واوضح الوزير خلال مؤتمر صحافي في مقر الوزارة بالعاصمة ان بن علي وزوجته متهمان ب "اقتناء اشياء حسية منقولة وحقوق عقارية موجودة بالخارج" بطريقة غير قانونية و"تصدير عملة اجنبية بصفة غير قانونية". وفر بن علي يوم 14 كانون الثاني/يناير من تونس تحت ضغط انتفاضة شعبية غير مسبوقة، ولجأ الى السعودية. كما غادرت زوجته ليلى الطرابلسي التي هي موضع انتقادات شديدة في تونس بسبب هيمنتها واسرتها على قطاعات كاملة من الاقتصاد التونسي، البلاد في تاريخ ووجهة لم تعرفا بعد على وجه الدقة. كما تم اصدار بطاقة جلب دولية ايضا بحق بلحسن الطرابلسي شقيق ليلى الفار، بالتهمة ذاتها في حين تشمل القضية ذاتها ثمانية من اقارب بن علي وزوجته موقوفين في تونس، بحسب الوزير. من جهة اخرى اعلن وزير العدل التونسي ان ستة من عناصر الامن الرئاسي بينهم مدير الامن الرئاسي الجنرال علي السرياطي ملاحقون في اطار قضية اخرى تتعلق باعتداءات على مواطنين. وتعتبر السلطات الانتقالية في تونس السرياطي الذي تم توقيفه في بنقردان (جنوب شرقي) حين كان يحاول الفرار الى ليبيا، مدبر موجة رعب نفذتها مليشيا مسلحة من انصار بن علي بعيد فراره في العاصمة ومدن تونسية اخرى. في الاثناء وفي انتظار الاعلان الاربعاء عن تعديل وزاري مرتقب في الحكومة الموقتة التي تثير الكثير من الاحتجاج بسبب تولي رموز من حكومة بن علي مناصب اساسية فيها (الدفاع والخارجية والداخلية والمالية)، لا يزال التوتر يسود محيط ساحة الحكومة بالقصبة في العاصمة. واطلق الشرطيون قنابل الغاز المسيل للدموع ضد متظاهرين حاولوا ان يزيلوا باياديهم حاجزا من الاسلاك الشائكة ثم رموا عناصر الامن بالحجارة، لدفعهم الى التراجع وذلك غير بعيد من ساحة الحكومة. وبالتوازي مع ذلك بدأ "آلاف العمال" في صفاقس (جنوب) ثاني اكبر المدن التونسية اضرابا عاما بدعوة من من المركزية النقابية للمطالبة باستقالة الحكومة الوقتية، بحسب مصدر نقابي. ويبقى السؤال قائما لجهة كيفية تقبل المتظاهرين للتعديل المرتقب الذي سيتم خلاله ايضا تعويض خمسة وزراء استقالوا الاسبوع الماضي هم ثلاثة نقابيين ومعارض وعضو من فريق بن علي. وقال حامد الغريبي احد المتظاهرين في ساحة الحكومة بالقصبة "يجب تنظيف بقايا الحكومة القديمة، هذه الحكومة هي حكومة 7 تشرين الثاني/نوفمبر" 1987 تاريخ تولي بن علي السلطة. وقال بسام الباروني الذي امضى مع مئات المتظاهرين ليلة ثالثة في ساحة الحكومة "لدينا طلب واحد هو اسقاط الحكومة، يجب ان يرحلوا جميعهم واولهم (محمد) الغنوشي" رئيس الوزراء. والغنوشي هو آخر رؤساء حكومة بن علي وقد تولى هذا المنصب منذ 1999، وهو يتعرض لانتقادات كبيرة من المتظاهرين. واثارت الاحداث في تونس ترددات في مصر حيث قتل اربعة اشخاص الثلاثاء في تظاهرات مناهضة للرئيس مبارك هي الاكبر من نوعها في العقود الثلاثة الاخيرة. ومن المقرر ان تنظم تظاهرات جديدة الاربعاء رغم منع السلطات التظاهر. وحث الاتحاد الاوروبي على غرار الولاياتالمتحدة الاربعاء مصر على الانصات الى مطالب التغيير السياسي للمتظاهرين، المشابهة لمطالب "ثورة الياسمين" في تونس.