(القرن العظيم) مسلسل تلفزيوني خيالي يتناول جانبا من حياة السلطان العثماني سليمان القانوني وقصة حبه لمحظية تدعى هرَام سلطان عرفت أيضا باسم روكسلان. وتدور أحداث المسلسل بصفة رئيسية داخل الحرملك السلطاني. المسلسل التركي أثار جدلا لأنه يصور السلطان عربيدا يشرب الخمر ويغازل النساء. وتؤدي الممثلة الألمانية التركية الأصل مريم أوزرلي في المسلسل دور هرَام سلطان محظية سليمان القانوني التي تقول إنها كانت امرأة غير عادية. وأضافت "إنها شخصية بالغة التعقيد ولا يمكن التنبؤ بتصرفاتها مثل قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة." ولازم الجدل المسلسل في تركيا منذ عرضت أولى حلقاته في التلفزيون وتلقى إنذارا من المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون. ووضع المجلس تحذيرا لقناة شو تي.في. التي تعرض المسلسل من عرض جوانب حساسة في الحياة الخاصة للشخصيات التاريخية. وذكر حسن تحسين فندوغلو عضو المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون أن المسلسل يقتحم الحياة الخاصة للسلطان سليمان القانوني الذي كان من أقوى حكام الدولة العثمانية. وقال فندوغلو "السلطان سليمان يصور على أنه شخص يخصص كل اهتمامه لمحظية ويكاد ينسى حكم الإمبراطورية. كما تعرض حياته الخاصة على نطاق واسع وذلك أثار انزعاجي." جاء تحذير مجلس الإذاعة والتلفزيون بعد أن تدخل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا في الجدل. وقال بولنت أرينج نائب رئيس الوزراء التركي لدى سؤاله عن رد الفعل الشعبي إن الإجراءات المناسبة سوف تتخذ في هذا الصدد. وذكر المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون أنه تلقى أكثر من 70 ألف شكوى منذ بداية عرض المسلسل. ومع تزايد الجدل وصل الاحتجاج على المسلسل إلى الشارع حيث نظمت مجموعة من المحتجين مسيرة بمصاحبة فرقة موسيقية عزفت موسيقي عسكرية عثمانية الى مكاتب قناة شو تي.في. في اسطنبول. ورشق المحتجون مقر القناة التلفزيونية بالبيض الفاسد ومزقوا إعلانات (القرن العظيم) في الشوارع وهتفوا منددين بالمسلسل الذي اتهموه بتشويه التاريخ العثماني . ذكرت ميرال اوكاي مؤلفة سيناريو أن المسلسل أثار الغضب لأنه فتح باب يطل منه الناس على عالم الحرملك السلطاني المغلف بالغموض. وقالت "الحريم مكان خاص جدا تعيش فيه أسرة السلطان. دخلنا هناك وأعتقد أن الانتقاد الرئيسي بدأ من هذه النقطة. لكن بالدخول إلى هناك جعلنا كل هذه الشخصيات التاريخية التي لا تمس والتي تحظى بالاحترام قريبة منا. جسدناها كبشر يخاف ويغضب ويحب." وكان الحرملك محظورا على أي رجل سوى السلطان والطواشي. ولم تتناول أي من صور الفن الحرملك باستثناء صور من خيال الرسامين. ولا يعارض كل الأتراك المسلسل حيث لا يرى بعضهم مشكلة في المزج بين الوقائع التاريخية والخيال. قالت تركية تعيش في اسطنبول تدعى دنيز أوزيينر "بما أننا نعيش في بلد حديث.. في عالم يتشابك فيه الواقع والخيال فلم لا يستطيع المخرجون استخدام خيالهم.. لم لا يمكنها قصة خيالية.. يجب ألا ينتقد أحد الفن القائم على الخيال." تولى السلطان سليمان القانوني الحكم بين عامي 1494 و1566 في أوج مجد الدولة العثمانية.