دشن المتحف البريطاني (الاثنين) قاعة للعرض تحمل اسم "مصر القديمة"، أبرز ما يميز معروضاتها هياكل عظمية عثرت عليها بعثة أثرية فرنسية في عام 1964 في منطقة جبل الصحابة، على الضفة الشرقية لنهر النيل في جمهورية السودان. وأشارت صحيفة "الإندبندانت" البريطانية، في عددها الصادر الاثنين، إلى أن علماء فرنسيين من جامعة بورودو وخبراء تابعين للمتحف البريطاني يعكفون على درس هذه البقايا البشرية التي يعتقدون بأنها تمثل ضحايا أول حرب عرقية عرفتها البشرية قبل 13 ألف عام. وتحمل معظم الهياكل العظيمة آثار إصابات بأسهم وضعت على رؤوسها حجارة صوان مدببة. ويعتقد العلماء أن هذه البقايا تعتبر دليلاً على أقدم نزاع مسلح عرفته البشرية. وكان علماء جامعة بوردو الفرنسية اكتشفوا خلال العامين الماضيين العشرات من الجماجم التي تم تهشيمها رمياً بالأسهم المسلحة بالصخور الغرانيتية في محيط جبل الصحابة. وأضافت أن المقبرة الرئيسية لضحايا نزاع جبل الصحابة اكتشفها عالم الآثار الأميركي المرموق فريد ويندورف في عام 1964، لكن الأثريين لم يستخدموا التقنيات الحديثة في تحليلها إلا خلال العامين الماضيين. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن العلماء يريدون معرفة كل شيء عن الضحايا، أمراضهم، وتغذيتهم، وأعمارهم عند الوفاة. وذكروا أن البقايا التي عثروا عليها في مقبرة جبل الصحابة تدل على أن غزاة قاموا بقتل الرجال والنساء والأطفال بأسهم حادة. ورجحوا أن حرباً استمرت شهوراً، وربما سنوات، انتهت بتلك المأساة المنسية. وفيما خلص علماء في جامعات ألاسكا، وجون مورز في ليفربول، وتولين في نيو أورليانز إلى أن الضحايا هم أجداد الأفارقة الحاليين، رجحوا أن الغزاة الذين أبادوهم ينتمون إلى عرق مختلف، قد يكون من شمال إفريقيا، أو المشرق (الشام)، أو أوروبا، ممن كانوا يقطنون منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وأشاروا إلى اختلافات في بنية وملامح كل من الضحايا والغزاة، لكنهم أكدوا أن السودان الشمالي كان خلال تلك الفترة بوتقة انصهر فيها هذان العرقان. وذكروا أن بقايا الجنس الغازي تم العثور عليها في منطقة تبعد نحو 320 كيلومتراً إلى الجنوب من جبل الصحابة، ما يدل على تداخل الجنسين في تلك المنطقة.