في آواخر ا لخمسينيات من القرن الماضي.. ظهر بمدينة عطبرة مجرم روع أمن المواطنين.. أطلقوا عليه اسم «أبو جنزير» لأنه كان يدخل إلى البيوت ليلاً.. حاملاً معه جنزيراً يعتدي به على ضحاياه من النساء والرجال وقد توفى الكثيرون ممن تعرضوا لضرباته أثناء ساعات النوم.. ولم تستطع سلطات الشرطة أن تهتدي إليه لأنه لم يكن يترك أثراً خلفه وحتي ضحاياه الذين تم انقاذهم لم يره منهم أحد.. والمرة الوحيدة التي استطاع فيها رجال الشرطة أن يستدلوا على المجرم الخطير كانت بواسطة فتاة حاول الاعتداء عليها فقامت من النوم.. فقاومته.. واستغاثت بأهلها.. فطاردوه لكنهم لم يتمكنوا من القبض عليه.. وقالت الفتاة إنه اسود اللون.. لا يوجد شعر على ر أسه وله في يده سلسلة وجرى البحث في كل أنحاء عطبرة عن شخص بتلك المواصفات وأخيراً تم القبض على من و جهت له التهمة.. وجرى معه التحقيق.. وتم تقديمه للمحاكمة أمام مولانا عبد العزيز شدو يرحمه الله عندما كان قاضياً لولاية نهر النيل.. لكن مولانما شدو أصدر حكماً على المتهم بالبراءة لعدم توافر الأدلة كما قال.. وتم إطلاق سراح الشخص الذي وجهوا له الاتهام لكنه سرعان ما دخل في إشتباك مع بعض ضباط الشرطة في الشارع العام ودخل السجن.. وخرج منه ليتوفاه الله.. وتوقفت جرائم القتل بالمدينة على طريقة أبي جنزير.. وحتى اليوم لا يستطيع احد القول أن المجرم الحقيقي قد تم الوصول إليه.. لان خبراء الجريمة قالوا ربما يكون المجرم الحقيقي قد توقف عن الاعتداء على ضحاياه.. حتى تتم إدانة شخص آخر.. لكن بقى سؤال مهم لم يجد له المواطنون بمدينة عطبرة إجابة هو «لماذا كان أبو جنزير يعتدي بالضرب على ضحاياه.. وهم مستغرقون في النوم أثناء ساعات الليل! الرأي العام