1- ***- بامتعاض شديد قال احد الدبلوماسيين السودانيين:(وزارتنا بقت زي "برميل الزبالة "، الرئيس كل يوم يرمي فيها اوساخه)!! 2- ***- ان غضب هذا الدبلوماسي ماجاء من فراغ، ولا وليد اليوم، او بمحض الصدفة. وانما هو غضب عارم عمره خمسة وعشرين عام، ظهر لاول مرة عندما قامت (الجبهة الاسلامية) في بداية الانقلاب عام 1989 بتصفية احسن كوادر وزارة الخارجية من سفراء وقناصل ودبلوماسين واحالتهم للصالح العام قسرآ، ولم يسلم من هذا الطرد التعسفي كبار مدراء الاقسام المختلفة، وصغار الموظفين الاداريين، الكاتبات علي ماكينات الطباعة، حتي (الفراشين) لم يسلموا من التشريد، وكانت خطة الأنقاذ وقتها - ومازالت - (تمكين) الاسلاميين بكل الوظائف الصغيرة والكبيرة في الدولة، وان يتم ذلك بمنتهي العنف والقسوة، بلا رحمة او شفقة بحال مئات الألآف من السودانيين، الذين سيحالون للصالح العام..والعزل..والطرد من الخدمة. وكانت وزارة الخارجية من اولي الوزارات السيادية الكبيرة التي تعرضت للتغييرات للاسوأ علي حساب كوادرها المقتدرة!! 3- ***- من من السودانيين ولا يعرف قصة (مجزرة وزارة الخارجية) في الخرطوم، التي تمت علي يد الشيخ حسن الترابي، والوزير علي سحلول ؟!!..وكيف ان وزارة الخارجية بعد ان آلت بكاملها للجبهة الاسلامية، ازدحمدت باصحاب اللحي وسبح اللالوب، الذين ما كان هناك فرق بينهم وبين "دراويش حمد النيل" - مع احتراماتي لهم؟!!..لقد تم طرد الكبار من أهل الكفاءات النادرة والخبرات الثرة، ليحل محلهم اصحاب (الولاء قبل الكفاءة)!!..وعاثوا هؤلاء الدبلوماسيين الاسلاميين فسادآ زكم الأنوف داخل وزارتهم في الخرطوم، وايضآ في سفاراتهم في الخارج!!..ونشرت الصحف العربية -وخاصة جريدة (الشرق الاوسط) اللندنية-، الكثير المثير عن هذا الفساد، ومن بينها اخبار هروب بعض السفراء من سفاراتهم وطلبهم حق اللجوء في البلدان التي كانوا يمثلون بلدهم فيها..وفضائحهم الاخلاقية.. وقصة السفير الذي كانت له علاقة وطيدة ب(المافيآ) الايطالية!! 4- ***- من من السودانيين ولا يعرف، ان وزارة الخارجية منذ عام 1989 وحتي اليوم، ما تغيرت، ولا تبدل حالها، وما دخلها اي نوع من التطور والارتقاء في المستوي والاداء!!..وكيف تتطور هذه الوزارة والبشير يقوم بين الحين والاخر باصدار قرارات جمهورية ويعين سفراء ودبلوماسيين، هم في الاصل من (مرافيد) القوات المسلحة، ومن يحملون سمعة (زي الزفت)!!شخصيات مشبوهة دخلت وزارة الخارجية بواسطة عمر البشير، لالشي الا لغرض واحد وهو استمرارية سياسة (التمكين) في الوزارة السيادية الهامة، حتي اذا ما جاء نظام اخر جديد يتفاجأ (تمكين) الاسلاميين فيها!! 5- ***- هناك صراع حاد - لا يخفي علي احد- داخل وزارة الخارجية بين العاملين فيها رغم انهم جميعآ ينتمون للمؤتمر الوطني!!، ويعود سبب الصراع ، ان الدبلوماسيين القدامي في الوزارة، الذين ينتظون منذ فترة طويلة فرصة تعييناتهم في السفارات بالخارج، يتفاجئون بصدور قرارات جمهورية خاصة بتعيين شخصيات من خارج الوزارة علي حساب انتظارهم وفرصهم في العمل بالخارج!!...ويزداد الصراع في كل مرة اشد ضراوة وحدة كلما هل علي الوزارة قادم جدد من طرف البشير!! 6- ***- ازدحمت الوزارة وفاضت بشيوخ ارباب المعاشات.. الضباط القدامي.. والمطرودين من الخدمة المدنية، وليت الامر وقف عند هذا الحد، بل ان الذين جاءوا بتوصيات من البشير سرعان (مايقفزون بالزانة) ويتم فورآ تعيينهم كسفراء بالخارج يتخطون زملاءهم الدبلوماسيين الذين هم احق واولي بهذه التعيينات في الخارج!! 7- ***- وزير الخارجية علي الكرتي، لا يستطيع التصدي او الاحتجاج علي القرارات الجمهورية الخاصة بالتعيين، ويقبل بالامر الواقع ولا يجادل في تدخل البشير، في شأن الوزارة، وفرض البشير قراراته عليه، لانه هو نفسه - علي الكرتي- قد جاء الي الوزارة بقرار رئاسي!! 8- ***- هناك غضب عارم من قبل الدبلوماسيين والسفراء علي سكوت وزير الخارجية علي الكرتي، الذي لا يعترض علي هذه التعيينات، التي تتم قسرآ عليه، بل والغريب في الامر، انها تعيينات تاتي احيانآ لوزارة الخارجية في غياب الوزير المشغول بالسفر الدائم والتجوال ، وهي زيارات يفتعلها احيانآ لنفسه، احيانآ اخري نيابة عن البشير الذي لا يستطيع ان يغادر قصره بسبب محكمة الجنايات الدولية... فيعود الكرتي لوزارته بعد طول غياب ليجد وجوه وجوه جديدةفي وزارته وبالقرب من مكتبه، فيسكت....والا لحق بمن سبقوه في الوزارة ( حسن الترابي، علي عثمان، مصطفي اسماعيل)!! 9- ***- ان (النقنقة) في الوزارة قد ارتفعت بصورة واضحة، ولم تعد سرآ يخفي بين الدبلوماسيين، وخرجت للعلن، واصبحت (تكشيرة) الدبلوماسيين القدامي في وجوه (دبلوماسيين البشير) - والعهدة علي الراوي - اكثر بروزآ في الوزارة وبالسفارات في الخارج!! 10- ***- واخيرآ، الشعب السوداني لا يهمه مايجري في وزارة الخارجية او في باقي الوزارات، ويعرف تمامآ، ان القرارات الجمهورية الاخيرة، التي ازدادت وكثرت في الفترة الاخيرة، والخاصة بتعيين شخصيات في مناصب كبيرة في الدولة، هدفها والباقي علي حكم البشير سبعة شهور فقط- (تمكين) الاسلاميين في ما تبقي من مناصب بالدولة...واهمها المناصب في وزارة الخارجية!! بكري الصايغ [email protected]