قناة «الجزيرة» الإخوانية دخلت على ما يبدو مرحلة الشيخوخة بكل ما تحمله هذه المرحلة من مراهقة متأخرة أو هذيان أو تعلق بماض ولى ولن يعود، خاصة بعد أن اكتشفت الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج حقيقة هذه القناة، وبعد أن تراجعت نسبة مشاهدة القناة حسب المراكز المتخصصة في التحقق من الانتشار إلى أكثر من 75%. كعادتها تتورط قناة «الجزيرة» في الإرهاب كي تنفرد بنقل أخباره، وتتورط في فبركة المظاهرات لتنقل أخبارها وفق أجندتها «الإخوانية» أو «القاعدية»، وآخر هذه الفبركات تلك المظاهرة المزعومة أمام سفارة الإمارات في لندن، ونقل معها الحدث موقع إخواني آخر في بريطانيا هو «عربي 21»، الذي يديره الإخواني ياسر الزعاترة، وهو موقع تخصص في مهاجمة دولة الإمارات. ما سمي بالمظاهرة أو المظاهرة المسخ سبقتها حملة إعلامية «إخوانية» منسقة تحت اسم «متحدون من أجل العدالة»، للدعوة إلى تظاهرة أمام سفارة دولة الإمارات في لندن للتنديد بما وصفته الحملة بممارسات الإمارات في قمع الحريات العامة وحرية التعبير، وفرض قيود على وسائل التواصل الاجتماعي (لغة يتعاطف معها الغرب الكافر)، ثم تضيف إليها الاعتقال والتعذيب والترحيل وسحب الجنسية، وقل ما شئت من اتهامات معلبة أخرى! اتهامات «حملة متحدون من أجل العدالة» سبقتها إليها قبل نحو شهر منظمة «هيومان رايتس ووتش» صديقة «الإخوان» وداعميهم لأسباب معروفة. وفي بداية هذا الشهر دخل على الخط زبون آخر من زبائن الإرهاب، هو ما تسمى بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان، وهي منظمة مشبوهة مقرها لندن، فخصت قناة «الجزيرة» وموقعها الإلكتروني بنسخة من بيان ملفق، أورد سلسلة من الاتهامات والأكاذيب ضد دولة الإمارات فيما يتعلق بسجل حقوق الإنسان، وأغلب الظن أن أحد محرري قناة «الجزيرة»، هو الذي كتب هذا البيان. على أية حال، فإن التظاهرة التي دعت لها الحملة «الإخوانية» بالتنسيق مع قناة «الجزيرة» كانت فضيحة للطرفين، إذ لم يشارك فيها أكثر من 15 شخصاً كلهم من «الإخوان» المقيمين في بريطانيا أو المتعاطفين معهم، ولم تستطع كاميرا «الجزيرة» أن تلتقط لقطة عريضة أو بؤرية للمتظاهرين كي لا تفضح أمر المظاهرة المزعومة، وهناك بعض الذين قاموا بإحصاء عدد الأشخاص الذين ظهروا في الفيديو، فكانوا 12 شخصاً لا غير. هذه التظاهرة المزعومة شغلت الجزيرة بها الناس لمدة يومين مابين أخبار عاجلة وتقارير وتحليلات ومقابلات، فكان حالها كحال أشعب الذي كذب الكذبة ثم صدقها، وهو أمر ليس بجديد لا على الجزيرة ولا على ما تبقى من فلول عصابات الإخوان، إذ سبق أن تكرر أكثر من مرة خلال هذا العام، لما تكنه هذه الأطراف من حقد على الإمارات ومواقف قيادتها الشجاعة. سبق للإخوان أن نظموا مظاهرة في لندن في شهر مارس الماضي، رددوا فيها شعارات معادية لسياسة دولة الإمارات والسعودية والبحرين، ورفعوا خلالها شعارات «رابعة» وشعارات مناهضة للحكم الجديد في مصر. تلت ذلك محاولة «إخوانية» في شهر يوليو الماضي للاندساس في مظاهرة نظمها البريطانيون، شارك فيها 50 ألف متظاهر بريطاني، تضامنا مع غزة، فحاول ثلاثة من الناشطين «الإخوان» في لندن ترديد شعارات معادية لقيادة الإمارات عندما اقتربت المظاهرة من مبنى سفارة الدولة، حيث حمل الإخواني السوري أنس المقداد مكبر صوت وأخذ يردد الشعارات المناهضة باللغة الإنجليزية كي يردد المتظاهرون البريطانيون ما يقول، لكن هذه المحاولة فشلت وكتبت صحيفتا «الإندبندنت» و«الجارديان» عن تفاصيل هذه التظاهرة، وفشلت مرة أخرى محاولة تشويه سمعة الإمارات. ثم حاول إعلام «الإخوان» الترويج لدعاية كاذبة، مفادها أن موظفي «الهلال الأحمر» الإماراتي الذين بادروا بإدخال مساعدات الإغاثة لقطاع غزة خلال فترة العدوان الإسرائيلي الأخير، كانوا يتجسسون على أماكن الصواريخ في غزة لمصلحة إسرائيل! وهي كذبة وقحة نفتها حركات المقاومة الفلسطينية في حينها، قبل أن تقدم الشكر لدولة الإمارات على جهودها الخيرة. هذا النوع من المظاهرات والضجات الإعلامية اشتهر به الإخوان كلما شعروا بأنهم في مأزق سياسي، فما بالك إذا باتوا متيقنين من انكسار مشروعهم وتبخر طموحاتهم وسوء منقلبهم؟ بعد أن أوقدوا نار الفتنة في المنطقة وعاثوا هم وتلاميذهم من التكفيريين فسادا في البلاد والعباد. أما قناة الجزيرة، فليس بمستغرب عليها هذا السلوك، فلقد سبق لإدارتها الإخوانية أن تورطت في نشاط إعلامي غير أخلاقي، تمثل في فبركات إعلامية زائفة وكاذبة في ليبيا وسوريا ومصر. د. سالم حميد كاتب من الإمارات ميدل ايست أونلاين