المنامة، البحرين (CNN) -- قالت جمعية الوفاق الشيعية البحرينية المعارضة إن قواها السياسية ستلتقي الليلية لبحث الموقف من وصول القوات الخليجية إلى البلاد، واعتبر أن وجودها "غير قانوني" لأن نشأت في الأساس للتصدي للأخطار الخارجية وليس ل"قمع الشعب،" وناشد قيادي في الجمعية المجتمع الدولي بالتدخل ل"حماية الناس" على حد تعبيره. وقال خليل عبدالجليل، رئيس كتلة الجمعية المستقيلة من البرلمان، في اتصال مع CNN بالعربية: "المجتمع البحريني في حالة اضطراب الآن، ففي الليلة الماضية خرج ولي العهد، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وتحدث عن قبول مجموعة من مبادئ الحوار، بينها انتخاب البرلمان واختيار حكومة تعبر عن مطالب الشعب." وتابع عبدالجليل: "اليوم (الاثنين) التقت جمعيات المعارضة ورحبت بالخطوة وأشارت إلى وجود نقاط أخرى بحاجة للمناقشة، وفي المساء، فوجئنا بإعلان وصول قوات سعودية براً ووحدات إماراتية جواً، وهناك شائعات عن فرض قريب لحالة الطوارئ." وواصل عبدالجليل قائلاً: "المعارضة تستغرب وجود هذه القوات وتعتبر أن حضورها غير قانوني لأن قوة درع الجزيرة موجودة للدفاع المشترك عن دول الخليج، وهي لم تؤسس لقمع الناس." وأكد عبدالجليل أن قوى المعارضة ستجتمع الليلة لبحث الموقف، مشيراً إلى أن القيادات المعارضة تتصل بالشخصيات الحكومية البحرينية، محاولة الحصول عن توضيحات حول ما يجري، ولكن دون جدوى. وعن مستقبل الحوار قال عبدالجليل: "لا يمكن الحديث عن حوار في ظل وصول قوات لضرب المواطنين ومهاجمة المتظاهرين، والمعارضة اليوم تناشد المجتمع الدولي التدخل لحماية الناس،" على حد تعبيره. وعن مدى تحمّل المعارضة مسؤولية ما يجري بسبب تطور الخلافات السياسية إلى صدامات في الشارع بين السنّة والشيعة قالت عبدالجليل: "ليس هناك خلاف مذهبي، وإنما اعتداءات أمنية جرت على طلاب الجامعات، لا أحد ينكر وجود حالة من الاحتقان، ولكن الأمر لم يتطور إلى صدام، فالمسيرات كانت سلمية والمطالب تخص السنّة والشيعة." وكانت البحرين قد أعلنت أن طلائع قوات "درع الجزيرة المشتركة" بدأت بالوصول إلى أراضيها التي تشهد صدامات كبيرة استهلتها بالدعوات للتغيير السياسي، قبل أن تتطور إلى اشتباكات ذات طابع مذهبي بين السنّة والشيعة، وأكدت المنامة أن القوات الخليجية تعمل بموجب اتفاقيات التعاون الدفاعية المشتركة، للمحافظة على "الأمن والاستقرار." وجاء في بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء البحرينية: "نظراً لما تشهده مملكة البحرين من أحداث مؤسفة تزعزع الأمن وتروع الآمنين من المواطنين والمقيمين وانطلاقا من مبدأ وحدة المصير وترابط أمن دول مجلس التعاون على ضوء المسؤولية المشتركة لدول مجلس التعاون في المحافظة على الأمن والاستقرار التي هي مسؤولية جماعية." وتابع البيان: "باعتبار أمن واستقرار دول المجلس كلاً لا يتجزأ، بمقتضى اتفاقيات التعاون الدفاعية المشتركة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تثبت وتؤكد أهمية حفظ الأمن والاستقرار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أجل ازدهار المنطقة والمحافظة على مكتسباتها وأمنها واستقرارها وردع كل من تسول له نفسه الإخلال بأمنها وزعزعة استقرارها وبث الفرقة بين مواطنيها، والذي يعد انتهاكاً خطيراً لسلامة واستقرار دول مجلس التعاون، وإضراراَ بأمنها الجماعي." وناشدت القيادة العامة لقوة دفاع البحرين (القوات المسلحة) كافة الأخوة المواطنين والمقيمين ب"التعاون التام والترحيب بإخوانهم من قوات "درع الجزيرة" المشتركة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية." وعرض التلفزيون البحريني الرسمي صوراً مباشرة لدخول القوات الخليجية، ظهرت فيها قوافل تضم عربات مدرعة عليها رشاشات متوسطة، وسيارات رباعية الدفع. وكان الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في البحرين قد قال لCNN إنه "يراقب الوضع في البحرين" وقد أمر عناصره بالبقاء بعيداً عن المظاهرات والمناطق التي تحدث فيها، مضيفاً أن الاحتجاجات "غير موجهة للوجود الأمريكي،" في الوقت الذي أكدت فيه السعودية، بشكل غير مباشر، المعلومات التي تشير إلى دخول قوات تابعة لها إلى البحرين. وقال بيان مجلس الوزراء السعودي، تلاه وزير الإعلام، عبدالعزيز خوجة، إن مجلس الوزراء "تجاوب مع طلب البحرين الدعم" بمواجهة تهديدات الأمن التي تواجهها المنامة.