حزب الأمة القومي.. نزع فتيل المعركة تقرير: عطاف عبد الوهاب المقدمة غياب الإمام عن الساحة السياسية وسياحته في كل من أوروبا والقاهرة وأديس أبابا؛ للترويج لإعلان باريس -كما قال- وفي ظل غيابه عن حزبه وأرضه تفاقمت الخلافات بين قيادات الحزب التأريخي، وصار كل قيادي يصرح- كيفما اتفق ووقت ما شاء- سابحاً في فضاءته بعيداً عن عباءة الإمام؛ ولأن البعض يرى أن الزعيم بحكمته وحنكته السياسية التي اكتسبها عبر سنين طويلة من العمل السياسي قادر على احتواء بعض الخلافات إلا أن هذه المرة يبدو أنها تختلف عن سابقاتها، وهو بعيد عنها، مجلس الأحزاب أصدر قراراً رفض فيه شرعية سارة نقد الله أميناً عاماً للحزب، وأعاد إبراهيم الأمين إلى منصبه بعد أن تمت إقالته في مايو السابق من قبل الهيئة المركزية، الناظر إلى مسيرة الحزب الآن يرى الشيء العجاب، فسارة نقد الله تجتمع بقيادات الحزب على أساس أنها الأمين العام الشرعي، والفريق صديق إسماعيل يدلي بتصريحات خطيرة وتنشرها الصحف، فيسارع إبراهيم الأمين إلى إصدار بيان ينتقد فيه هذه التصريحات، ثم يزيل البيان بصفته الأمين العام- حينها- يأتي نائب رئيس الحزب فضل الله برمة، ويقول إن البيان الذي أصدره إبراهيم الأمين لا معنى له ويصر على أنه لم يعد إلى منصب الأمين العام!، وأن هذا المنصب تجلس عليه سارة نقد الله، ثم يقول برمة: إنه رئيس الحزب ما دام أن الصادق المهدي خارج البلاد، من جهته يجري الفريق صديق إسماعيل حوارات مع الصحف السودانية على أساس أنه رئيس الحزب بالإنابة. فماذا يحدث داخل أضابير حزب الأمة القومي وما هي حقيقة الخلافات وزعيمه يروج لإعلان باريس في الخارج؟. بداية الأزمة من جديد عادت بوادر أزمة تطفو على سطح حزب الأمة بعد أن قام إبراهيم الأمين بتعميم بيان على الصحف يرفض فيه حديث الفريق صديق محمد إسماعيل نائب رئيس حزب الأمة.. الذي نشرته الصحف أمس الأول حيث ذكر فيه أن صديق لم يحالفه الصواب وهو يقول إن المهدي رئيس الحزب سيعود إلى البلاد خلال ساعات وسيواجه ما يترتب على توقيعه من إعلان باريس، كما أنكر أقرار صديق في حديثه بأن بند تحميل المؤتمر الوطني مسؤولية إدخال العنف في الحياة السياسية الوارد في إعلان باريس هو أحد عيوب الإعلان، وأن حديث البشير حول إعلان باريس جاء نتيجة لسوء فهم ومعلومات مغلوطة وخاطئة وصلت إلى الرئيس واستغرب مطالبة صديق للبشير بتشكيل لجنة تحقيق محايدة لبحث وثيقة إعلان باريس، مؤكداً أنه حال ثبت للجنة صحة ما أثير بشأن إعلان باريس فإنه لا كبير على القانون، إبراهيم الأمينقال ل "التيار": حينما اتصلنا به نستفسره عن البيان أنه لا يحق لصديق أن يصرح مثل هذه التصريحات، إبراهيم ذيل البيان الذي استلمت "التيار" نسخة منه بصفته الأمين العام لحزب الأمة في أول ظهور له بعد أن أصدر مجلس الأحزاب قراراً قبل أيام قضى بعودته إلى منصبه، ورفض شرعية سارة نقد الله، هذا القرار الذي أصدره مجلس الاحزاب جاء بعد طعن تقدم به الأمين عبر محاميين هما مهدي بخيت حامد والفاضل أحمد المهدي. لا نعترف بالأمين أميناً للحزب فضل الله برمة نائب رئيس الحزب اتصلنا به نستوضحه من بيان إبراهيم الأمين الذي ذيله بصفته الأمين العام لحزب الأمة، فقال: ما دام أن الإمام الصادق المهدي خارج البلاد فأنا رئيس الحزب بالإنابة، وأنا بهذه الصفة أؤكد أنني لم استلم خطاباً من مجلس الأحزاب، ولو كان هناك خطاب أو أي مكتوب يقضي بعودة إبراهيم الأمين إلى منصبه لكنت أول من علم به، وبالتالي فإن سارة نقد الله هي الأمين العام، فضل الله برمة ذهب إلى أبعد من ذلك عندما اتهم جهات- لم يسمها- بأنها وراء إبراهيم الأمين. الأمين.. أنا الأمين من جهته سخر الأمين من حديث فضل برمة، وقال إن قرار إبعاده جاء من قبل الهيئة المركزية التي أوكلت أصلاً لإقالته من منصبه بعد أن انعقدت لمرة واحدة، وأكد أن رئيس الحزب الصادق المهدي قال من (أبو ظبي)- حينها- بعد أن رشح سارة نقد الله لمنصب الأمين العام أن هذا القرار سياسي، وأن انعقاد الهيئة المركزية غير قانوني، مما جعله يتقدم بطعن لدى مجلس الأحزاب الذي أصدر بدوره قراراً جاء في حيثياته أن قرار الإقالة من قبل الهيئة المركزية للحزب غير صحيح وبالتالي فإن إبراهيم الأمين ما زال الأمين العام للحزب. وكانت الهيئة المركزية لحزب الأمة القومي قد نصبت سارة نقد الله أميناً عاماً بالتزكية في مايو الماضي بعد ترشيحها من قبل الإمام وإعفاء إبراهيم الأمين من المنصبن حيث ذكر المهدي في تقرير إلى مجلس تنسيق حزب الأمة القومي أنه آثر عدم محاسبة إبراهيم الأمين على مقاطعته للهيئة المركزية التي اختارته، وعلى طعنه الكيدي؛ لأنه تبنى موقفاً متشدداً من الحوار مع النظام، وموقفاً رافضاً لشرعية أجهزة الحزب، وقال المهدي- حينها: إن الطعن لا يفهم إلا في إطار المكايدة، وقد ظل إبراهيم الأمين يوجه انتقادات حادة وبلهجة قوية لرئيس حزب الأمة الصادق المهدي في أعقاب انعقاد الهيئة المركزية، واتهمه بالافتقار إلى الديمقراطية والمؤسسية في إدارة الحزب، والخضوع إلى المؤتمر الوطني بقبول الحوار معه. تجديد الثقة ذهب إبراهيم الأمين إلى القاهرة بعد عيد الأضحى المبارك، واجتمع مع رئيس الحزب الصادق المهدي برفقة كل من عادل المفتي، وهاشم عوض، ومحمد حسن مهدي، (محمد فول)، وجرى اللقاء يوم 9 أكتوبر الحالي وتم الاتفاق على أن حزب الأمة بكافة أجهزته وقياداته وعضويته يجددون العزم على العمل بكل طاقاتهم لجعل إعلان باريس وخارطة طريق محل إجماع وطني وتأييد إقليمي ودولي، وأمن الاجتماع على أن أداء المهام الوطنية والحزبية الإستراتيجية هو المقصد- وطبقا للاتفاق الجديد فقد جدد الصادق المهدي ثقته التامة في كفاءة إبراهيم الأمين القيادية، وفي إخلاصه للحزب، والكيان، والبلاد، ولعل هذا الأمر هو الذي دعا إبراهيم الأمين بمجرد أن أصدر مجلس الأحزاب قراره بإعادته إلى منصبه لا يسارع بإصدار بيان يرفض فيه تصريحات الفريق صديق إسماعيل الذي نشرته الصحف أمس الأول ويصفها بغير المقبولة.