خالفت المملكة الاردنية الهاشمية التوقعات، وبدلا من الاعتذار للخرطوم عن مداخلة مندوبها الدائم بالامم المتحدة، طالبت الحكومة السودانية بضرورة التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، واحترام القانون الدولي واستمرار الحوار مع الجهات الدولية. وذلك بعد يوم واحد فقط من استدعاء وزارة الخارجية السودانية لسفير الاردن في الخرطوم، لاستفساره عن مداخلة نائب المندوب الدائم للأردن بالأمم المتحدة، التي جاءت تعقيباً على بيان المدَّعية العامة للمحكمة الدولية. ونقلت صحيفة "الدستور" الصادرة في العاصمة الاردنية "عمان" عن مصادر دبلوماسية وسياسية هناك، تأكيد الاردن على العلاقات الثنائية المتميزة مع السودان والعلاقات الأخوية التي تخدم مصالح البلدين الشقيقين. وقالت المصادر في تصريح ل"الدستور" ان اي حادث عابر لا يؤثر على الاطلاق على العلاقات بين البلدين، فيما العمل جار على ادامة العلاقات الاخوية، مؤكدة ان الاردن يقف مع السودان في مواجهة التحديات التي يتعامل معها، لكنه يحث السودان على ضرورة احترام القانون الدولي والجنائية الدولية واستمرار الحوار مع هذه الجهات الدولية وهي علاقة ثنائية لا دخل للاردن فيها. وكانت وزارة الخارجية السودانية قد استدعت السفير الأردني لدى الخرطوم عايد جميل الدرارجة، وسلمته "رسالة احتجاج واستنكار بأقوى العبارات"، على مداخلة نائب المندوب الدائم للأردن بالأمم المتحدة، التي جاءت تعقيباً على بيان المدَّعية العامة للمحكمة الدولية. وقالت الخرطوم ان ما جاء في بيان الأردن كان محل دهشة واستغراب السودان، كونه يأتي من دولة عربية شقيقة، علاوة على تناقضه مع الموقف العربي والإسلامي الرافض تماماً لمواقف المحكمة الجنائية الدولية تجاه السودان.