كشفت الإدارة العامة للمباحث أن المحكومين في قضية غرانفيل الهاربين دبروا عملية الهروب بحفر الأنفاق من داخل السجن، وأشار إلى أن من بين المتهمين اثنان من المهندسين المعماريين وهما من قاما بتدبير الحفر في ظل عملية قصور إداري في السجن كانت مستمرة في الشهور الخمس الأخيرة. وأكد مدير المباحث المركزية اللواء عابدين الطاهر ل (السوداني) إلقاء القبض على الهارب عبد الرؤوف أبوزيد محمد حمزة، وقال إنه سجل اعترافات بكيفية هروبهم من السجن الأسبوع قبل الماضي، وأضاف أن عملية القبض تمت في أم بدة الحارة ( 75)، وشدد على أنه ليس هناك تأكيدات أن الهاربين الثلاث الآخرين قد خرجوا من السودان باعتبار أن الشرطة نشرت صورهم في كل الموانئ والمناطق التي يمكن أن يصلوها. وتابع الطاهر " لقد ضيقنا عليهم واعتقد أنهم في داخل السودان وليس خارجه وصعب عليهم أن يغادروا البلاد في ظل المراقبة اللصيقة وسنقبض عليهم"، مناشداً المواطنين إبلاغ الشرطة عن أي مشتبه حتى يتم القبض على الفارين، نافياً وجود علاقة بين القبض على الهارب من الإعدام وزيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية اليوم إلى الخرطوم، وقال إنها مصادفة أن يتم القبض على أحد الهاربين مع زيارة الوفد الأمريكي الرفيع. وقال الطاهر إن تنفيذ أحكام الإعدام كانت ستنفذ في الأسبوع الماضي قبل هروب المدانين، مشيراً إلى أن الهاربين دبروا هروبهم بحفر الانفاق من داخل السجن، وأشار إلى أن من بين المتهمين اثنان من المهندسين المعماريين وهما من قاما بتدبير الحفر في ظل عملية قصور إداري في السجن كانت مستمرة في الشهور الخمس الأخيرة، معتبراً أن الهاربين طبقوا الطريقة اليمنية التي نفدتها جماعة لها علاقة بالقاعدة وأن الهاربين أطلعوا على طريقة هروب اليمنيين عبر الانترنت، وقال ( انهم حفروا نفقاً يمكنهم من الوصول إلى الشارع الرئيسي وأنهم تلقوا مساعدة من أصداقائهم الذين داوموا على الزيارة )، وشدد على عدم وجود مساعدة من أي جهة حكومية في أي من مستوياتها، وأرجع الهروب إلى سوء التدبير والإهمال والقصور الإداري في السجن. لكن مصدراً في الشرطة فضل حجب اسمه ( للسوداني ) أوضح أن المقبوض عليه عبد الرؤوف أبو زيد محمد حمزة ابن الداعية الإسلامي المعروف قد ألقى القبض عليه الأحد الماضي بواسطة جهاز الأمن والمخابرات الوطني، وقال إن سلطات الأمن ألقت القبض على عبد الرؤوف في مدينة أم بدة في منزل تابع إلى التنظيم الذي ينتمي إليه ويعتقد أنه تابع للقاعدة، وتابع ( أمس الأول تم تسليم الهارب المدان بالإعدام عبد الرؤوف أبوزيد محمد حمزة إلى المباحث المركزية. وكشف المصدر أن المقبوض عليه عبد الرؤوف خلال التحريات معه قال إنه فارق مجموعته منذ يوم الهروب في شارع المؤسسة ببحري شمال الخرطوم بسبب المرض والإعياء )، مشيراً إلى أن الآخرين واصلوا الرحلة إلى شمال السودان ومن ثم اتجهوا إلى الشمال الشرقي، وقال ( المعلومات تقول إن الثلاثة الآخرين قد وصلوا إلى الصومال ولكنها أنباء غير مؤكدة والتحريات ما زالت مستمرة مع عبد الرؤوف. من جانبه أكد محامي أسرة الأمريكي القتيل طه إبراهيم ل( السوداني ) أنه تلقى تأكيدات من السلطات المختصة عن القبض على الهارب عبد الرؤوف أبو زيد، ولم يستبعد وصول الثلاثة الآخرين إلى الصومال، وقال ( لقد أكد لي جهاز الأمن القبض على أحد الهاربين وهو عبد الرؤوف أبوزيد محمد حمزة )، وأضاف ( أن الثلاث الآخرين الذين ما زالوا هاربين يمكنهم الوصول إلى الصومال عن طريق البحر الأحمر وليس عن الطريق البري )، وقال إن السودان وارتريا والصومال هي الدول الإفريقية الوحيدة التي تطل على البحر الأحمر وأن ذلك يسهل وصولهم إلى الصومال من المرافئ السودانية والأرترية، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية من خلال تحرياتها يمكنها القبض على الهاربين الثلاث في حال أنهم لم يغادروا البلاد، وتابع ( لكن إذا غادروا فمن الصعب أن يتم إلقاء القبض عليهم لأن الصومال ليس لديها حكومة ولا يمكن للانتربول أن يقبض عليهم بأي حال من الأحوال ) . لندن: مصطفى سري