افلح نائب رئيس حزب البشير البروفيسور ابراهيم غندور، في انهاء حالة القطيعة بين حزبه وبين زعيم مليشيا الجنجويد موسى هلال المتهم بارتكاب فظائع في دارفور، وطوى الرجلان صفحة الممانعة والمغاضبة التي جعلت "هلال" يقطع علاقته بالخرطوم ويترك منصبه كمستشار بديوان الحكم الاتحادي، متخذا من بلدة "مستريحة" مقرا له. لكن مراقبين تخوفوا من ان تكون الخطوة من اجل تسليح زعيم الجنجويد للقيام بالادوار القذرة في حرق القرى واغتصاب النساء، على نحو ما ظلت تفلعه المليشيا التي يقودها، مشيرين الى ان لقاء غندور وهلال يمكن ان يؤكد ما راج الايام الماضية من تسريبات تحدثت عن منح الحكومة موسى هلال رتبة اللواء وتعيينه قائدا لحرس الحدود، واعطائه (800) عربة دفع رباعي وستة مليار جنيه. وقالت مصادر واسعة الاضطلاع ل (الراكوبة) إن الرجلان (غندور – وهلال) اجتمعا بمدينة الجنينة، وبحثا خلال اللقاء الاسباب التي زعيم الجنجويد يخرج من القصر مغاضبا. واشارات المصادر الى اللقاء توصل الى اتفاق شامل حول القضايا السياسية والأمنية بجانب قضايا التنمية. وقالت المصادر إن الاجتماع الذي عُقد داخل قيادة الجيش الحكومي، جاء على خلفية لقاء آخر عقده الرجلان داخل مباني جهاز أمن البشير بولاية غرب دارفو، مشيرة الى ان الاسباب التي جعلت هلال خارج القصر انتفت تماما. وقال موسى هلال زعيم الجنجويد في كملة مقتضبة رصدتها (الراكوبة) إن ما تم داخل الاجتماع تطرق للعديد من القضايا ستصب خير وبركة في المستقبل على كل السودان وعلى دارفور بصورة خاصة. لكن مراقبين تخوفوا من ان يكون اللقاء قد جاء لاشعال المزيد من النيران في اقليم دارفور وجنوب كردفان انطلاقا من الاعمال القذرة التي كان يؤديها هلال لنظام الابادة الجماعية، مشيرين الى ان للرجل تاريخ سئ في حرق القرى واغتصاب النساء، وهو ما جعله عُرضة للعقوبات الامريكية بصورة خاصة. بينما توقع مختصون في الملف الدارفوري ان ينفض هلال يده عن الاتفاق، اسوة بما ظل يفعله في اتفاقات سابقة وقعها من الوفود الحكومية التي وصلته في مقره بمنطقة مستريحة.