الهلال يفتتح الجولة الأولى لابطال افريقيا بروندا ويختتم الثانيه بالكونغو    نزار العقيلي: (كلام عجيب يا دبيب)    البرهان يؤكد حرص السودان على الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع برنامج الغذاء العالمي    عطل في الخط الناقل مروي عطبرة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بولايتين    ميسي: لا أريد أن أكون عبئا على الأرجنتين.. وأشتاق للعودة إلى برشلونة    رئيس مجلس السيادة يؤكد عمق العلاقات السودانية المصرية    رونالدو: أنا سعودي وأحب وجودي هنا    مسؤول مصري يحط رحاله في بورتسودان    (25) دولة تدين بشدة الفظائع وانتهاكات القانون الإنساني الدولي في السودان على يد ميليشيا الدعم السريع    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    عثمان ميرغني يكتب: إيقاف الحرب.. الآن..    مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى    مان سيتي يجتاز ليفربول    التحرير الشنداوي يواصل إعداده المكثف للموسم الجديد    دار العوضة والكفاح يتعادلان سلبيا في دوري الاولي بارقو    كلهم حلا و أبولولو..!!    السودان لا يركع .. والعدالة قادمة    شاهد.. إبراهيم الميرغني ينشر صورة لزوجته تسابيح خاطر من زيارتها للفاشر ويتغزل فيها:(إمرأة قوية وصادقة ومصادمة ولوحدها هزمت كل جيوشهم)    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هيئة شئون الأنصار : حزب الأمة حزب مجتمعي ولن تجدي سياسة النظام الإقصائية
نشر في الراكوبة يوم 16 - 01 - 2015

حذر مولانا آدم أحمد يوسف نائب الامين العام لهيئة شئون الأنصار في خطبة الجمعة اليوم من مسجد الإمام عبد الرحمن بودنوباوي من سياسة القمع او الاقصاء التي ينتهجها النظام ضد حزب الأمة القومي وقال أن حزب الأمه حزب مجتمعي وجزءٌ اصيل من مكونات هذا الشعب العظيم أضاف إن محاولات الغاء او تجميد هذا العملاق نوع من التخبط السياسي الذي أصاب البلاد منذ مجئ هذا النظام.و أضاف انه ليس من الحكمه ان يدفع النظام الناس دفعاً لأعمال العنف.
أدناه نص الخطبة
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة التي ألقاها الحبيب آدم أحمد يوسف
نائب الأمين العام لهيئة شئون الأنصار بمسجد الهجرة بودنوباوي
16 يناير 2015م الموافق 26 ربيع أول 1436ه
الخطبة الأولى
الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على حبيبنا محمد وآله مع التسليم، قال تعالى: ) هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (
المجرم يمكنه أن يخفي جريمته عن أعين الناس ويمكنه أن يجد ظهيرا يدافع عنه حتى ينجو من ملاحقة الذين قام بأذاهم ويمكنه أن يختفي عن أعين الناس ولكن لا يمكن أن يفلت من الله- الله الذي لا تخفى عليه خافية (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ). ولله در من قال:
فلا يخفى عليه الذر إما تراءى للنواظر أو توارى
سبحانك ربي عالم الغيب والشهادة العلي الكبير (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ). (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ). (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ). يوم (أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ). يوم (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ). في ذلك اليوم يأتي الذين ظُلموا في هذه الحياة الدنيا وما أكثرهم يأتي الذين حُرقت قراهم وأُنتهكت أعراضهم وأُزهقت أرواحهم. يأتي الذين هُجروا قسرا من ديارهم، يأتي الذين طُردوا وشُردوا من وظائفهم وأعمالهم وقُطعت أرزاقهم، يأتي الذين دُمرت مشاريعهم التي يعيشون عليها، يأتي الذين أُفقروا وقُطعت أرزاقهم، يأتي كل الذين ظُلموا في الحياة الدنيا يطلبون حقوقهم التي سُلبت.
والجناة يومئذٍ مقرنين في الأصفاد سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار قال تعالى: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء) ذلك هو يوم (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ).
الظلم ظلمات يوم القيامة.
فلا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا الظلم ترجع عقباه للندم
تنم عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
والأديان السماوية التي جاء بها رسل الله أجمعين كلها تدعوا إلى العدل بين الناس بل الرسالة الخاتمة والتي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهبت إلى أكثر من العدل ذهبت إلى الإحسان والإيثار فالإحسان هو أن تعدل وتتقى الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، أما الإيثار فهو اختيار غيرك على نفسك، أن تقدم مصلحة الآخرين على مصلحتك الخاصة كما فعل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، هو وآل بيته فلذة كبد رسول الله وقرة عينه فاطمة الزهراء وذلك عندما صاما وعند الإفطار طرق الباب طارق يسأل حاجته فقدما له ما كانا يريدان أن يفطرا عليه وطويا ذلك اليوم وفي اليوم التالي وعند الإفطار طرق طارق آخر يسأل حاجته ففعلا مثلما فعلا بالبارحة وفي اليوم الثالث تكرر نفس المشهد فكان جزاؤهما أن قال فيهما الله عز وجل (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا). فلا شك إن شاء الله سيكون جزاءهم يوم تدنو الشمس من رؤوس الخلائق فيكون حال الناس منهم من يلجمه العرق ومنهم من يغطيه يوم لا ظل إلا ظله سيكون حالهم (فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا * وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا * قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا * عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا). ورسول الله صلى الله عليه وسلم حذر من مغبة الظلم حتى أنه صلى الله عليه وسلم قال (لتؤدن الحقوق إلى أهلها كاملة يوم القيامة حتى أن الشاة الجلحاء يُقاد لها من القرناء). أي أن شاتان تناطحتا في هذه الحياة الدنيا فأخذت القرناء من الجلحاء فإن الله يبعثهما يوم القيامة وذلك للقصاص وعندما تأخذ الجلحاء حقها يقول الله سبحانه وتعالى كونوا ترابا. وهذا معنى قوله جل وعلا (وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا) وذلك من شدة العذاب يتمنى الكافر أن لو خُلق حيوانا حتى يصير ترابا مثل ذلك الحيوان.
وحق الله أن الظلم لؤم وإن الظلم مرتعه وخيم
إلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم
وحكى أن الحجاج حبس رجلا في حبسه ظلما فكتب الرجل إليه رقعة فيها: قد مضى من بؤسنا أيام ومن نعيمك أيام والموعد القيامة والسجن جهنم والحاكم لا يحتاج إلى بينة وكتب في آخرها:
ستعلم يا نؤوم إذا التقينا غدا عند الله من الظلوم
أما والله إن الظلم لؤم وما زال الظلوم هو الملوم
سينقضي التلذذ عن أناس أداموه وينقطع النعيم
إلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم
ومهما يغترف العبد من الذنوب إذا تاب و آب إلى الله سبحانه وتعالى تبدل سيئاته حسنات إلا المظالم ينبغي أن ترجع إلى أهلها. فإن من شروط التوبة الإقلاع في الحال والندم على ما فات والإصرار على ألا يعود إليه وإرجاع المظالم إلى أهلها، فإن كانت مظالم معنوية يُطلب من المظلوم أن يعفي وإن كانت مظالم حسية فينبغي إرجاعها وإلا سيأتي الظالم يوم القيامة بأعمال كثيرة كما جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه أتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس منا من لا درهم له ولا متاع. قال المفلس من أمتي رجل يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وحج، يأتي وقد ضرب هذا وسفك دم هذا وأخذ مال هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسنات فإن فنيت حسناته ولم يقضي عليه من دين أخذت من سيئاتهم فطرحت عليه ثم سحب على وجهه في نار جهنم. أو كما قال.
الأمر جد خطير فالذين يظلمون ويذهبون كل عام للحج أو العمرة ويقيمون ليالي رمضان وغيرها من ليالي أيام الله ويقرءون القرآن ويرفعون أصواتهم بالتهليل والتكبير فنقول لهم إن الله غني عن عبادة العباد إن الله لا يريد ظلما للعباد أو فسادا في الأرض. وأفضل الأزمنة ثوابا أيام العدل وروى أبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لعمل الإمام العادل في رعيته يوما واحدا أفضل من عمل العابد في أهله مائة عام أو خمسين عام). وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (عدل ساعة خير من عبادة سبعين سنة), وفي سنن أبي داؤود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم (ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم تُحمل على الغمام وتُفتح لها أبواب السماء) وقال أحد الصالحين إذا هم الوالي بالجور أو عمل به أدخل الله النقص في أهل مملكته في الأسواق والزروع والضروع وكل شيء، وإذا هم بالخير والعدل أو عمل به أدخل الله البركة في أهل مملكته كذلك. وقال ابن عباس رضي الله عنهما أن ملكا من الملوك خرج يسير في مملكته متنكرا فنزل على رجل له بقرة تحلب قدر ثلاثة بقرات فتعجب الملك من ذلك وحدثته نفسه بأخذها فلما كان من الغد حلبت له النصف مما حلبت بالأمس فقال له الملك ما بال حلبها نقص أراعت في غير مرعاها بالأمس. فقال لا. ولكن أظن أن ملكنا رآها أو وصله خبرها فهم بأخذها فنقص لبنها. فإن الملك إذا ظلم أو هم بالظلم ذهبت البركة فتاب الملك وعاهد ربه في نفسه ألا يأخذها ولا يحسد أحدا من الرعية فلما كان من الغد حلبت كعادتها. وهكذا نرى رفع البركة وكل ذلك من ظلم وجور الذين يحكموننا.
الحديث
قال صلى الله عليه وسلم: أتدرون من المفلس؟. قالوا المفلس منا من لا درهم له ولا متاع. قال المفلس من أمتي رجل يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وحج، ويأتي وقد ضرب هذا وشتم هذا وسفك دم هذا وأخذ مال هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته ولم يقضي عليه من دين أخذت من سيئاتهم ثم طرحت عليه ثم سحب على وجهه في نار جهنم.
أو كما قال.
الخطبة الثانية
أصبح المسلمون بين سندان الإرهاب ومطرقة الغربيين، الإرهابيون يستهدفون المسلمين المعتدلين قبل غيرهم بل يعتبرونهم كفار ويقاتلونهم حتى داخل المساجد ودور العبادة وفي ذات الوقت نجد المجتمع الغربي قد بدأ في سن بعض القوانين التي ربما تحد من حرية المسلمين الذين يحملون جنسيات تلك الدول الأوربية وبعض الأوربيين يسيرون مسيرات عدائية ضد المسلمين والمهاجرين الذين هم من أصول عربية وإفريقية وبهذا يكون المسلمون هم ضحايا الإرهاب وضحايا التعامل غير العادل من بعض الأوربيين عليه يُرجى من الدول الإسلامية والعربية أن تعمل جاهدة في توضيح صورة الإسلام دين الاعتدال والحرية والكرامة والمساواة. وعلى الدول الإسلامية في الأمم المتحدة أن تضغط على سن قوانين تحمي الأقليات المسلمة في أوربا وأمريكا وأيضا سن قوانين تحمي المقدسات الإسلامية وعدم الإساءة لرموز الإسلام وعلى رأسها النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وذلك بحجة حرية التعبير بينما أن هناك في أوربا خطوط حمراء لا يتخطاها الصحفيون مثل المحرقة اليهودية ومعاداة السامية وعدم التعرض لبعض رموز تلك الدول مثل الملكة وغيرها من الخطوط الحمراء التي ترسمها الدول الغربية. ويلاحظ أن الغرب يُحمّل الإسلام والمسلمين كل ما يقوم به الإرهابيون على الرغم من إدانة المسلمين المعتدلين لتلك الأعمال الأرهابية التي تستهدف الأبرياء. والغريب في الأمر أن الغرب لا ينظر إلى ما تقوم به إسرائيل من أعمال إرهابية ضد المدنيين الأبرياء الذين اُحتلت أراضيهم في فلسطين. إن إسرائيل تمثل رأس الرمح في الإرهاب العالمي وما قامت به إسرائيل من تدمير كامل لغزة وانتهاك لحقوق المسلمين في القدس الشريف ورغم هذا كله يُستقبل رئيس وزراء أكبر الإرهابيين في العالم في كل العواصم والمدن الغربية ويلاحظ التركيز الإعلامي على رئيس وزراء إسرائيل عندما دعا رئيس فرنسا إلى مسيرة ضد الإرهاب عقب أعمال العنف التي اجتاحت فرنسا في الاسبوع الماضي. فقد أتيحت فرصة كبيرة لرئيس وزراء إسرائيل ليدعوا يهود فرنسا إلى الهجرة إلى فلسطين المحتلة وهذا يعتبر أكبر إرهاب وإرعاب للمسلمين وغيرهم من المواطنين الفلسطينيين. إذا ما لم يتعامل الغرب بحكمة وموضوعية فإن الأسباب التي تؤدي إلى الإرهاب لن تنتهي لأن القضية لها عدة أسباب منها أيدولوجية ومنها سياسية وفي تقديري إن العامل السياسي هو الذي يؤجج ويحرض على العمل بالقيام بتلك الأعمال وبهذا لا يعني أننا نبرر لتلك الأعمال الإرهابية فهي مدانة ومشجوبة لمجرد حدوثها ولكن لنكون أكثر موضوعية عليه أن نعمل بعدالة ومساواة حتى يشعر الجميع أنهم سواسية أمام القانون ومتساوون في المواطنة لهم ما على غيرهم من المواطنين في تلك الدول التي يعيشون فيها، الوطن للجميع فإذا ولد شخص في أي جزء من أجزاء المعمورة فإن مكان مولده هو وطنه وله فيه الحقوق وعليه الواجبات وأيضا إذا حمل الإنسان جنسية الدولة المعنية يجب أن يعامل في تلك الدولة معاملة المواطن ولا يُنظر إلى عرقه أو جذوره أو معتقده فالناس أحرار في ما يعتقدون إلا إذا شذ الإنسان والمجرم يعاقب. ونحن كذلك ندين ونشجب ما تقوم به صحيفة شارلي ابدو من عمل تحريضي ضد المسلمين وذلك بإعادة رسوم الكاريكاتير المسيء لرمز المسلمين النبي الأعظم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بحجة حرية التعبير فالحرية لا تعني أن تمس مشاعر الغير أو تسيء لمعتقدات الآخرين. ونقول إن الغرب يراقب عن كثب انتشار الإسلام في أوربا وأمريكا بصورة تهدد ثقافة تلك البلدان مما جعل بعض اليمينيين المتطرفين منهم يقولون نحن لن نقبل أن تكون ألمانيا أرضا للإسلام والمسلمين حتى نشأت جمعيات مناهضة للإسلام مثل جمعية بيفيدا المناوئة للإسلام والتي سيرت عدة مسيرات ضد الإسلام والمسلمين. والإحصائيات الرسمية في فرنسا تقول إن الإسلام هو الديانة الثانية في البلاد وفي فرنسا أكثر من 750 مسجد ومراكز للمسلمين كل هذا يُخيف بعض المتشددين الغربيين من يهود ومسيحيين، ولذلك عملت بعض الجهات لنصب فخ لبعض الجماعات الإسلامية المتطرفة والتي لا تجيد لغة الحوار التي جاء بها ديننا الحنيف والذي يقوم على قوله سبحانه وتعالى (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) وقوله: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) وقوله (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ). وقوله سبحانه وتعالى (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ). والآيات في هذا الصدد تفوق حد التواتر. وبذلك وقعت تلك الجماعات في هذا الفخ والذي كانت نتائجه اليوم هو التضييق على عدد كبير جدا من المسلمين في الغرب. حقا:
لا يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه
اللهم وفق إخوتنا المسلمين الذين يقيمون في الغرب أن يقدموا أنموذجا للإسلام المعتدل والذي يحترم الإنسان لمجرد أنه من نسل آدم عليه السلام قال تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) آمين يا رب العالمين.
ايها الاحباب ورد في صحف امس الخميس عناوين رئيسه تفيد بقرار تجميد حزب الامه القومي .
ازاء هذا نقول :-
ان حزب الامه يعتبر جزء من مكونات الشعب السوداني فهو الحزب الذي رفع شعار السودان للسودانيين وهو الحزب الذي يعتبر احد اعمدة المقاومه الوطنيه إبان فترة النضال الوطني عقب الاحتلال البريطاني في نهاية عام 1898 وحتى نال السودان استقلالهُ الثاني في مطلع يناير من العام 1956 وهو الحزب الذي نال اغلبية الاصوات في اول انتخابات برلمانيه وكذلك كل الانتخابات الحره النزيهه عقب الانتفاضات والثورات الشعبيه حتى ان الانقاذ عندما جاءت كان هو الحزب الاول الذي نال ثقة الشعب في الانتخابات العامه التي شارك فيها كل مكونات المجتمع السوداني . وحتى اليوم فإن جماهير هذا الحزب حاضرة في الريف والحضر ويؤكد ذلك زيارات قادة الحزب للولايات وحتى هنا في العاصمه فإن ندوات ومحاضرات الحزب تفوق كل تجمعات الاحزاب الاخرى بما فيها الحزب الحاكم الذي يحشد الجماهير على حساب الخزانه العامه ويُرغم الموظفين والطلاب لحضور تجمعاته . وبهذا يكون حزب الامه حزب مجتمعي وجزءٌ اصيل من مكونات هذا الشعب العظيم لذلك إن محاولات الغاء او تجميد هذا العملاق فهو نوع من التخبط السياسي الذي أصاب البلاد منذ مجئ هذا النظام . ونقول للذين هم على سدة الحكم فان سياسة القمع او الاقصاء لن تجدي ولا يمكن لأي مكون سياسي ان يُقصي غيره من الاحزاب او الجماعات او المنظمات او الفصائل . الوطن للجميع والحكم هو الشعب السيد فوق كل سيد . وليس من الحكمه ان يدفع النظام الناس دفعاً لأعمال العنف ونقول كفى حرباً ودمارا ذلك الذي شهدته البلاد لاكثر من عقدين من الزمان .
اللهم جنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، اللهم ألهم أبناء شعبنا ان يخرجوا بها الى بر الامان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.