على صفحة «فيسبوك» للممثلة لبنى أبيضار نسمع صرخات تقول المجتمع المغربي يعيش ظاهرة التحرش الجنسي. اذا كانت الفنانات استطعن إيصال صوتهن للصحافة فما مصير العاملات في المعامل والبيوت؟ الحصول وإشباع الغرائز بطريقة الغاب، كثرت الاقاويل والإشاعات نشرت العديد من الصحف ملفات وحوارات مع فنانات، موسم نشر الغسيل الوسخ في الوسط الفني المغربي، تقارير وشائعات تشتعل كل ساعة تزخرف صفحات «المجاميع الفيسبوكية» بسرعة فائقة تلهث الكثير من الصحف والمجلات تتسابق لإكتشاف ونشر فضائح جديدة، عبر أثير الراديو عدد من المحطات الإذاعية تدخل السباق الكثير يبحث للفوز بتصريح للممثلة لبنى أبيضار الثي ثارت قضيتها حسب تصريحاتها ممثل مشهور ويمتهن الإخراج والإنتاج (نحن لم نذكر إسم الطرف الآخر كوننا لم نتمكن من الإتصال به لكنه بإمكانه الرد دون تجريح على أي نقطة في هذا اللقاء) تحرش بها فمانعت ورفضت أن تمنحه جسدها ليتلذذ به تقول في ثقة: «انتهى عصر الجواري ليس بالمال أو أن يعدني أحدهم بدور البطولة في فيلم اتمدد معه على السرير لن أضاجع مخرجا أو منتجا من أجل العمل حتى لو مت جوعا». القانون لا ينصف المرأة كثيرا في هذه القضية: كان لنا معها حوار خاص تفجر فيه العديد من القضايا دون حرج تتحدث عن قصتها قائلة: «طبعا الوسط الفني حاله حال أي مجال آخر يوجد فيه خباياه. قصتي حكيتها وباتت معروفة، اليوم يجب الحديث عن كل النساء اللواتي يتعرضن للتحرش والعنف النفسي مقابل العمل، هذه جريمة تمارس كل يوم في كل المجالات، للأسف القانون لا ينصف المرأة كثيرا في هذه القضية لأنه يعتمد على الدليل والشهود. وغالبا التحرش يكون بين الطرفين وثالثهما الشيطان هههههه المهم قضيتي، فالقضاء سيقول كلمته ولن أتنازل عن حقي حتى آخر رمق. ■ سالناها فنانات سحاقيات يطلبن من زميلاتهن المبتدئات ممارسة الجنس معهن مقابل المساعدة، هل توجد مثل هذه الظواهر؟ ■ ألا توجد فنانات يتحرشن بزملائهن؟ □ ردت قائلة ولكن لماذا الدهشة؟ (تضحك ثم تواصل) نعم في مجتمعنا يوجد السحاق واللواط والكبت الجنسي، ظاهرة السحاق موجودة في وسط الممثلات كأي وسط ومجال عمل، ما يجب رفضه الإكراه في أي علاقة جنسية بغض النظر عن نوعها، ومجتمعنا المغربي كأي مجتمع إنساني، أما بالنسبة لتحرش المرأة بالرجل، فالمرأة لا تتحرش بل تترطب واذا ترطبت برجل فلن يقول لا إلا من رحم ربك.. هذا نادر جدا أن لا تجد رجلا يسرع لاهثا عندما تغريه فتاة أو سيدة، يتساقط الكثير من الرجال كالذباب لمجرد إشارة رمش عين، إنظر لما يحدث على مواقع التواصل الإجتماعي وأغلب مواقع «البورنو» يتصفحها رجال لديهم كبت أو شبق جنسي. ■ طرحنا نقطة وقضية ثانية اذا كان الشخص مشهورا ويمتلك الإمكانيات يمكنه ممارسة ما يحب عبر الزواج العرفي أو طرق أخرى لا تعرضه للخطر، لماذا يجازف بالتحرش بزميلة له قد تفضحه؟ □ ابتسمت رفعت رأسها لترد فقالت: في مجتمعنا المغربي لا نعترف بزواج المتعة والعرفي والمسيار. بعض الرجال المغاربة والعرب الميسورين يحبون عيش دور السلطان ولا يفهمون معنى التحرش أصلا ولا يخافون الفضيحة من امرأة لأن خوفها من جبروتهم وتلطيخ سمعتها يجعلها تسكت وهذا سلاحهم الأكبر. عكسي أنا تماما تحديت من تحرش بي وقلتها بصراحة كوني ضحية ولست مجرمة، نعم كانت مراودة وتحرش جنسي صريح، وليس تلميحات، كما صرحت بذلك علانية لعدد من الصحف المغربية، وهو هددني طالبا أن أسحب كلامي واقول أني كنت سكرانه ثم ذهب يتحدث ويقول إني مثلت كعاهرة! أي عقلية هذا الرجل! التمثيل وأن أقوم بدور عاهرة لا يعني أني عاهرة. ■ ثم سألناها إن قضية التحرش الجنسي التي كنتِ صريحة في الحديث عنها أذكت النار ويتم نشر غسيل وسخ عبر الصحافة ألا ترين أن لهذا تأثيرا سلبيا على سمعتكِ أولا ثم سمعة الوسط الفني؟ □ بكل ثقة كان ردها: أنا فقط صرخت بأعلى صوتي أمام الظلم والإستبداد والفساد الأخلاقي الموضوع وسوف أوصل صوتي للعالم ولن أرتاح حتى يكون هناك قانون يحمي الفنانات المغربيات من التحرش والإستغلال المادي والمعنوي والجنسي سأظل أصرخ حتى لو أخذوا مني عمري كله.. هناك جمعيات ومنظمات حقوقية كثيرة تهتم بالموضوع، لم يؤثر في حياتي بالعكس زادني قوة وارادة. الحمد لله عائلتي تدعمني وأصدقائي هم عائلتي الثانية ولدي دعم كبير منهم. □ أنا مع التعري لضرورة درامية كون الجسد من أدوات الممثل المهمة جدا □ ثم تحدثت عن فيلم قصير قد يحوي مشاهد جنسية يتناول موضوع ظاهرة السحاق لم تنفي عدم وجود مشاهد صريحة ساخنة. □ تحدثت بحماس: «الفيلم بعنوان «ماشي انا « «اتحدث فيه عن فئة من الشريحة المثلية وعن النفاق الاجتماعي. يمكنك توصيل فكرة معينة دون اللجوء إلى الكلام الساقط أو التعري إلا اذا كان في صالح العمل ومبرر لما لا، الجسد من أدوات الممثل المهمة جدا، فكيف يأتي من يطالبني أن ألغيه. أنا مع التعري لهدف فكري أو درامي وليس من أجل الشهوة المثيرة». □ الأخطر من السحاق واللواط والعادة السرية هو النفاق الاجتماعي والكبت الفكري ثم تكمل لتناول قضايا شائكة قائلة: السحاق واللواط والعادة السرية ظواهر وميولات جنسية لا أشجعها أو أدعمها بأي شكل. البعض يراها مرضا نفسيا خطيرا، وانا أرى أن الأخطر من هذه الظواهر الجنسية النفاق الاجتماعي والكبت الفكري، أن اشترك في عمل يتحدث عن هذه الظواهر لا يقدح بسمعتي ولا سمعة أي فنان، للفن رؤية خاصة للواقع عليها التعمق بقوة بعين خاصة فلسفية وقد يحمل معالجات أو يلفت النظر للظواهر ويثير الإنتباه. في نهاية اللقاء تحدثت «عن نفسها ومسيرتها الفنية بالقول لم أقبل دورا رفضه أحد، كل الأدوار التي لعبتها كانت لي واخترتها عن اقتناع وأظن أنك تلمح الى فلم نبيل عيوش. أود ألتاكيد لك أني فخورة بما قمت به، فالفيلم لم يعرض ولا نحكم حتى ظهور الفيلم. ثم أكدت أنها لن تهاجر وتترك وطنها المغرب الذي محتاج لكل ابنائه ومبدعيه. وختمت حديثها بالتطرق إلى عوائق تطور السينما المغربية مرددة أن السبب حسب رأيها: الكثير من العوائق أهمها التطفل واللوبيات. هناك طاقات شابة وإبداع حقيقي مهمش ومظلوم مهمل ومحارب. وقلة من الفنانات ينعمن بالدعم والرعاية والدعوات في المهرجانات وعقود العمل المربحة والأجور السخية جدا والتكريمات والإستضافات في برامج التلفزة . هذا ظلم والله. حاورها من باريس حميد عقبي القدس العربي