خيّرت قوي "نداء السودان" حزب البشير، بين القبول بمقترح الحكومة الانتقالية، أو أن يستعد الى الثورة الشعبية الساعية الى اسقاطه وانهاء سيطرته على مفاصل الدولة السودانية. وتبارى المتحدثون في ندوة قوي "نداء السودان" بالقضارف، في ارسال الانتقادات الحارقة الى النظام، وطالبوا الجماهير بمقاطعة الانتخابات المعزولة التي تشرف عليها مفوضية غير مدجنة وغير مستقلة، وينافس فيها البشير "شعيب" وفاطمة عبد المحمود. وامتدح القيادي بحزب الامة القومي المهندس صديق الصادق المهدي توحد المعارضة واتفاقها علي كلمة سواء، وقال صديق في ندوة تدشين حملة (ارحل) لمقاطعة الانتخابات بولاية القضارف، التي اقيمت بدار الحزب الشيوعي السوداني: "ان حملة ارحل هي خيار الخلاص للشعب السوداني". وفي الاثناء تعاهدت الجماهير علي عدم المشاركة في الانتخابات، لجهة انها ليست المخرج الحقيقي لازمات البلاد، ووضع المتحدثون في الندوة خياران امام حزب المؤتمر الوطني وهو اما ان يقبل بحكومة انتقالية وبوساطة من الالية الافريقية او الخروج الي الشارع والاطاحة بالنظام عبر الانتفاضة الشعبية وكان جهاز امن البشير قد اقتحم – قبل ايام - دار هيئة شؤون الانصار بمدينة الابيض؛ وفرّق ندوة قوى "نداء السودان"؛ مستخدما القوة المفرطة والغاز المسيل للدموع الذي اطلقه بغزارة على حضور الندوة. قبل ان يقوم باعتقال الأمينة العامة لحزب الامة القومي سارة نقدالله واكثر من ثلاثين من الشباب وقيادات الاحزاب السياسية بولاية شمال كردفان. وقالت المصادر إن قوة من جهاز امن البشير اقتحمت دار حزب الامة القومي بمدينة الأبيض؛ واطلقت الغاز المؤثر على الاعصاب داخل فناء الدار؛ الامر الذي قاد الى حالة من الهرج والمرج؛ قبل ان يقوم جهاز امن البشير بإخلاء الدار وإغلاقها تماما؛ وإحاطتها بالكامل بواسطة قوة كبيرة من منسوبيه. وكان جهاز امن البشير قد قام قبلها باعتقال سكرتير حزب الامة القومي بولاية شمال كردفان علي ابو القاسم والقيادي بالحزب طلب الختيم، وذلك بعد ساعات فقط من استدعاء رئيس حزب الامة القومي بالولاية "منصور ميرغني"، على خلفية ندوة قوى "نداء السودان" بالابيض. وطالت القيادي بالحزب الشيوعي عثمان حسين صالح المحامي. وقالت المصادر ان جهاز امن البشير حاصر الدار بالابيض، وطوقه تماما ومنع اعضاء الحزب من ارتياد الدار، ونفذ حملة اعتقالات واسعة بالمدينة، للحيولة دون قيام ندوة قوى "نداء السودان" بالابيض. وسبق ان منع جهاز امن البشير قيام ندوة قوى "نداء السودان" بمدينة دنقلا، وقام باقتحام دار حزب الامة بولاية الشمالية، واستخدم القوة المفرطة والغاز المسيل للدموع لتفريغ حضور الندوة، وهو ما ادى لوقوع اصابات بين الحضور. قبل ان يقوم باعتقال بعض الناشطين. وايضا قام جهاز امن البشير بمنع ندوة قوى "نداء السودان" في سنار، وقام بحملة اعتقالات واسعة، في خطوة اكدت حالة الذعر التي انتبات النظام بعدما نزلت قوى نداء السودان الى الجماهير لحثها على مقاطعة انتخابات حزب البشير المقبلة التي ينافس فيها البشير نفسه وظله المتمثل في بعض الاحزاب الموالية له.