الكثير من الصحف السودانية تعاني ضعفاً اقتصادياً عاماً وضعفاً في الانتشار والتوزيع والعائد الإعلاني.. وأثر ذلك على مستواها المهني وضعف المادة الصحفية.. وعدم قدرتها على الايفاء بالتزاماتها تجاه المطابع.. فمعظمها لا تملك مطابع.. وحتى التي لديها مطابع خاصة فإنها لا تعمل بكفاءة عالية لندرة العمالة الفنية الماهرة وارتفاع تكلفة التشغيل بسبب مدخلات الطباعة العالية وقطع الغيار.. كما أن المؤسسات التي استوردت مطابع تحتاج إلى حجم طباعة عال للصحف حتى تحقق العائدات المناسبة لمقابلة التطور. ومعظم الصحف ليس لديها استثمارات أخرى وتعاني من ضعف رأسمالي ولم تقتحمها مؤسسات التمويل الكبرى فصناعة الصحافة استثمار طويل يحتاج إلى صبر، وأدى ذلك إلى توقف بعضها والبعض الآخر يعاني وأخرى مهددة بالتوقف. (ألوان) طرحت حزمة من الاستفهامات على الصحافي (المشاكس) عثمان شبونة حول الوضع الراهن للصحافة، فكانت إجاباته بسخريته المعهودة وبساطته التي يتمتع بها دون غيره، فإلى مضابط الحوار.. في اعتقادك ما هي أبرز مشاكل الصحافة السودانية؟ * التكميم أول المشاكل البارزة في الصحافة السودانية، حين يكون المكممون "نشطاء" يأتون خفافاً.. ثم بلا ترتيب تأتي مشاكل الصحف الداخلية المتعلقة بالحقوق والأجور والظلم الذي يعانيه زملاء المهنة والجدد على الأخص.. أما الخطير فهو ضعف اللغة في صحافتنا بصورة عامة "شكلاً ومضموناً". ما هو رأيك في ما تقدمه الصحف السودانية الآن؟ * المطروح في الصحف يلبي طموح القارئ وإن شابه القصور في جوانب عديدة، تتعلق أحياناً بوضع الصحف المادي وعدم إخلاص الإدارات للمهنة، وأحياناً أخرى تتأثر المادة بوضع الصحفي من حيث الضعف وعدم الاهتمام بالثقافة.. لكن على الشمول "الصورة لا بأس بها مقارنة مع الحال". كيف تقرأ الحديث الذي يقول أن صحافة الأمس أفضل من اليوم؟ * هذا الحديث فيه "وهم الكبير" وبعض الحقيقة.. فن الغناء فقط هو الذي يمكن أن نبصم بأفضليته "بالأمس".. لكن لابد من استدعاء واقع رواد الصحافة "زمان"، إذ لم تتوفر لهم إمكانات اليوم، وأظنهم لو كانوا وجدوا ما ننعم به الآن من وسائل المعلومات والصناعة لازداد ألقهم. ماذا عن تأثير الاقتصاد على صناعة الصحافة؟ * سوء الاقتصاد يؤثر في كل شيء "دنيا ودين"، والصحافة ليست استثناء.. باختصار: سوء الاقتصاد يضاعف "نكد المهنة". هل بإمكاننا مقارنة الصحافة السودانية بالصحف الخليجية؟ * اكتفي بالقول "صحافتهم مدعومة وصحافتنا مكلومة". هل يوجد تواصل أجيال في الصحافة السودانية؟ * إلى حد ما يوجد... الأهم من تواصل الأجيال هو "اتصال المعرفة" لو جاز القول وفُهِمَ القصد. البعض يرجع ضعف الأداء في الصحافة إلى قلة التدريب ما رأيك؟ * هذا الترجيح صائب.. في رأيي أن رغبة الصحفي في تطوير ذاته مقدّم على ما سواه.. أما ترياق الضعف الأول فهو "فطرة الإبداع" والرغبة في تنميتها. المصادرة والملاحقة الأمنية للصحف وتأثيرها على المنتوج الصحفي؟ * لا يمكن الإحساس بالأمان النفسي مع الملاحقات.. الحرية "عاصم من الإشاعات".. السكينة هي عماد التميز والفلاح.. الحرية أيضاً ركن من أركان "التوفيق".. والمصادرة فيها انتهاك سافر للقانون والعقول. هل بإمكاننا مقارنة الصحافة السودانية بالصحف في محيطنا الإقليمي؟ * السؤال "وجيه وفضفاض".. أشكال الأنظمة هي التي تحدد مسار الصحافة وخواصها "لونها وطعمها ورائحتها" إن جاز التعبير، فتجد التشابه والاختلاف تبعاً للبيئات والانظمة. الوان