خرجت بعض الاجهزة الطبية، بمجمع حوادث الخرطوم بحري عن الخدمة، بعد أيام قليلة من افتتاح المجمع على يد نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن، وهو ما يكشف حالة التلاعب التي حدثت في تشييد المبنى، وفي استجلاب وشراء بعض الاجهزة الطبية الرئيسية. وفي فضيحة لا تحدث الا في السودان، تعطل جهاز الأكسجين المركزي الذي يمد غرف الإنعاش والعمليات و(40) سرير عناية مكثفة، بعد (24) ساعات من تجريبه، وذلك لعيوب تصنيعية وفنية. وقال مصدر تقني وفني من داخل المستشفى ل (الراكوبة): إن هنالك أخطاء فنية صاحبت تركيب مولد الأكسجين الذي ثبت ان به عيوب تصنيع، مشيراً إلى أن غرف العناية والتي تحوى (40) سريرا بجانب الإنعاش والعملية يأتيها الأكسجين مباشرة من المولد دون أن يكون هنالك موزع مركزي، مؤكداً أن توصيلات شبكة الأكسجين ومستقبلاتها في الغرف خصوصاً العملية، غير مناسبة مما أفشل عملية التوصيل. واكد المصدر أن إدارة الحوادث إستعاضت عن ذلك بإسطوانات أكسجين للأسّرة. وتأكد ل (الراكوبة) وجود مخالفات فنية في مواصفات المبنى، تتمثل في إستلام المبنى بمصعد واحد (أسانسير سلك) خُصص لنقل المرضى، وتم استخدامه في يوم الافتتاح، قبل أن يتم ايقافه عن العمل مباشرة. واشار المصدر الى ان (الأسانسير) يعتبر ضمن أربعة "مصاعد" تم إغلاق ممراتها بحوائط لعدم إكتمالها. لافتا الى إنتفاء وجود سلم خارجي للطوارئ، منوها الى عيوب واخطاء كبيرة في التأسيس، مثل تركيب توصيلات الكهرباء بالقرب من شبكة الأكسجين ومصارف المياه في السطح، وعدم عزل غرفة الأشعة بالرصاص الواقي مما يشكل خطراً على المرضى والعاملين، وكشف المصدر أن المبنى يُحاط بزجاج في النوافذ من غير المعتمد أصلاً في مواصفات المؤسسات الصحية المعروف ب (تمبر). وتفاجأ العاملون بالمستشفى باختفاء اثنين من أجهزة الموجات الصوتية الحديثة وعدد من الاجهزة بعد الإفتتاح مباشرة، لكن المصدر رفض اتهام جهة محددة باخفاء الاجهزة، وقال: "ربما تكون الاجهزة مستعارة من جهة ثانية لاغراض الافتتاح، وأنها اعيدت لها بعد انتهاء المسرحية والتمثيلية امام نائب رئيس الجمهورية الذي افتتح المستشفى، او أن تكون تلك الاجهزة مملوكة في الاصل الى المستشفى، وتم تحويلها الى مستشفى آخر، بقرار اداري، لكن المصدر الطبي التقني عاد وأشار الى ان اختفاء الاجهزة غير مبرر مهما كانت الاسباب، وقال إن ذلك يكشف العقلية الفطيرة التي تُدار بها شؤون القطاع الصحي في السودان.