القاهرة - أمر النائب العام في مصر عبد المجيد محمود الاحد بالتحفظ على أموال وزير الزراعة الأسبق يوسف والي ومنعه من التصرف فيها بجميع اشكالها، وكذلك التحفظ على الأرض المملوكة للأمير السعودي الوليد بن طلال بمنطقة توشكي. وقال بيان صادر عن مكتب النائب العام إن تحقيقات النيابة العامة كشفت عن قيام والي بالتعاقد مع شركة المملكة للتنمية الزراعية المملوكة للوليد بن طلال، وشمول هذا العقد على شروط مخالفة للقانون أدت لحصول شركة الوليد على مزايا ومنافع بدون وجه حق. وأوضح البيان أن المخالفات تمثلت في التعاقد على مساحة تبلغ ضعف الحد الأقصى المقرر قانونا، فضلا عن إعفاء الشركة من كافة الضرائب والرسوم على الأرض محل التعاقد بالمخالفة للقانون. وأشار البيان إلى أن النائب العام أمر بمنع الوليد بن طلال بن عبد العزيز من التصرف في قطعة الأرض محل التعاقد البالغ مساحتها مائة ألف فدان بمشروع توشكي. وكانت هيئة قضائية مصرية اوصت الشهر الماضي ببطلان عقد بيع الحكومة لقطعة ارض مساحتها 100 الف فدان الى الملياردير السعودي، مؤكدة ان العقد مخالف للقانون. وقال تقرير لهيئة قضايا الدولة، المختصة بالدفاع عن الدولة في نزاعاتها مع الافراد، ان العقد المبرم بين الهيئة العامة للتعمير والتنمية الزراعية ممثلة لوزارة الزراعة المصرية وشركة المملكة للتنمية الزراعية التي يمثلها الامير الوليد "باطلا بطلانا مطلقا". وكانت الحكومة المصرية وافقت في العام 1997، على تخصيص 100 ألف فدان مقابل 5 ملايين جنيه للوليد بعرض استصلاحها فى مدينة توشكى، جنوب مصر، والتي تعد ابرز مشاريع المدن الجديدة التي تبناها الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك. وكان الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال قد نفى اتخاذ قرار بتحديد العاصمة المصرية القاهرة مقراً لقناته الفضائية الإخبارية التي ينوي إنشاءها. وقالت شركة المملكة القابضة المملوكة للأمير الوليد بن طلال في بيان لها "بعكس ما نشر في عدة وسائل إعلامية، يؤكد المكتب الخاص للأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز، بأنه لم يحدد حتى الآن المقر الرئيسي الذي ستنطلق القناة الإخبارية التي يملكها، ويقوم بإدارتها الصحفي المعروف جمال أحمد خاشقجي". وذكر البيان إن "مدينة الإنتاج الإعلامي في القاهرة، هي واحدة من ضمن عدة مواقع مرشحة لاستضافة مقر القناة الإخبارية وسط منافسة قوية بين عدة مدن عربية أخرى..". وتأتي تصريحات الوليد بن طلال بعد تأكيدات الإعلامي جمال خاشقجي بأنه بحث مع عدد من المسؤولين بمدينة الإنتاج الإعلامي في القاهرة إطلاق القناة الإخبارية الجديدة من القاهرة. وأكَّد خاشقجي من قبل أن مصر تعد مركزاً مهماً لمتابعة الأحداث والأخبار العربية، إلى جانب وجود كوادر مصرية متميّزة في مجال الإعلام. وتردد ان الأمير الوليد بن طلال قد استفاد من تسهيلات من حكومة الرئيس المخلوع حسني مبارك اشترى من خلالها لمساحات واسعة من الأراضي في مصر. وقال ناشطون ان الأراضي اسستخدمت لأغراض أخرى غير المتفق عليها في شروط العقد مع الحكومة المصرية على الرغم من ان سعر البيع كان تشجيعيا لغرض التنمية. وذكر مصدر اعلامي في القاهرة "أن التذبذب في القرار بين الأمير الوليد وخاشقجي يعود إلى ما تردد عن تدقيق الحكم الجديد في عقود الأمير مع السلطات السابقة، وأن المحطة المرتقبة قد تكون نوعا من الضغط الذي يمكن ان يمارسه على الحكم الجديد من خلال توفير فرص عمل والتلويح بذراع إعلامية قوية". وكانت صحيفة "الاهرام" قد افادت على موقعها على شبكة الانترنت الجمعة ان القناة الاخبارية التلفزيونية التي اسسها الملياردير السعودي الامير الوليد بن طلال ستطلق برامجها من العاصمة المصرية القاهرة. وذكرت الاهرام ان الإعلامي السعودي جمال خاشقجى، الذي يدير القناة، التقى اثناء زيارة قام بها الى القاهرة هذا الاسبوع مع مسؤولين في مدينة الإنتاج الإعلامي تمهيدا لاطلاق القناة. وكان الامير الوليد قد اعلن عن اطلاق القناة، التي لم يعلن عن اسمها لحد الان، بالتعاون مع شبكة فوكس الاخبارية الاميركية. ونقلت "الاهرام" عن خاشقجي قوله بأن "ثورة 25 يناير بمصر هي التي رجحت كفة القاهرة من بين عدة دول عربية مقترحة لاستضافة القناة الجديدة". وأشار خاشقجي إلى أن مصر تعد مركزاً لأهم الأحداث والأخبار العربية، بالإضافة إلى وجود كوادر مصرية متميزة قادرة على القيام بأعمال القناة وتقديم مواد إخبارية تنافس بها أي قنوات سواء عربية أو عالمية. وقال "إن مسؤولي مدينة الإنتاج الإعلامي أبدوا استعدادهم لتقديم كافة التسهيلات لاستضافة القناة الجديدة". ويعتبر قرار اختيار القاهرة مقرا للقناة مفاجئا للاوساط المصرية نظرا للانتقادات التي بدأت توجه الى الامير الوليد بسبب علاقاته مع النظام السابق وبخاصة حصوله من الرئيس المخلوع حسني مبارك على مئات الالاف من الافدنة من الاراضي لم يتم استخدامها كما كان مقررا. وسبق وان اعلنت مجموعة المملكة القابضة التي يملكها الامير والملياردير السعودي الوليد بن طلال انها ستطلق قناة اخبارية تبث على مدار الساعة وسيديرها الصحافي السعودي المعروف جمال خاشقجي. وذكر المجموعة في بيان ان القناة الجديدة "ستركز على التطور في السعودية والعالم العربي على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي". وستدخل القناة الجديدة حلبة المنافسة مع قناتي العربية ذات التمويل السعودي والجزيرة القطرية اللتين تهيمنان على المشهد الاعلامي الاخباري العربي. وقال الامير الوليد في البيان ان القناة "ستشكل اضافة وخيارا آخر للمشاهدين". كما اشار البيان الى ان القناة ستكون مستقلة عن مجموعة قنوات "روتانا" التي يملكها الوليد والتي اشترت حصة فيها مجموعة "نيوز كورب" التي تملك قناة "فوكس نيوز" الاخبارية. والخاشقجي يعد من الصحافيين المخضرمين والدافعين باتجاه الاصلاح في السعودية، كما يعد مقربا من جناح الفيصل في الاسرة الحاكمة السعودية. وكان خاشقجي اضطر الى الاستقالة من منصبه في رئاسة تحرير جريدة الوطن السعودية بعد نشرها مقالة تناولت السلفية واثارت سخط المحافظين.