يحتاج بايرن ميونيخ، متصدر الدوري الالماني الحالي، إلى نجوم جدد وهو ما ظهر جليا بعد خسارته أمام برشلونة، متصدر الدوري الاسباني، في ذهاب نصف نهائي أبطال أوروبا لكرة القدم، ولكن هل غوارديولا هو الشخص الملائم لاختيار النجوم الجدد فيما يوشك عقده أن ينتهي في 2016 وقد يرحل عن البايرن؟. خسارة بايرن ميونيخ بنتيجة (3/0) أمام برشلونة وخروجه من مسابقة كأس ألمانيا، مؤشرات تدل على أنه حتى - في حال حدوث معجزة تمكّن المدرب غورديولا وفريقه من بلوغ المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في برلين (6 يونيو/حزيران 2015 )، فإن بايرن ميونيخ في الموسم القادم لن يكون قادرا على صنع المعجزات بوجود أو غياب نجومه مثل آرين روبن وديفيد ألابا وفرانك ريبري. هل أنهى غوارديولا مهمته تماما مع بايرن؟ لا يختلف اثنان حول أهمية الأسماء البارزة مثل ألونسو وشفاينشتايغر ولام فرانك ريبري وروبن بالنسبة للفريق البافاري ، إلا أنه لابد لإدارة النادي من اتخاذ قرارات حاسمة لإجراء تغييرات ضرورية وإيجاد بدائل لنجومه الحاليين، والسؤال هنا من سيقوم بها ؟ وكم ستكون تكلفتها؟. النادي البافاري بالتأكيد يملك ما يكفي من المال لشراء أغلى النجوم، ولكن النقطة الأهم تكمن في من سيختار نجوم بايرن ميونيخ الجدد، فالقيام بهذه المهمة يحتاج إلى رؤية مستقبلية للفريق وخطط لشراء لاعبين جدد لإنقاذ النادي البافاري على المدى البعيد. مقابل ذلك، فإن عقد المدرب الكتالوني غوادريولا صالح لموسم واحد أي لغاية 2016، فهل يمكن لإدارة النادي البافاري أن تعتمد في قراراتها الحاسمة والمتعلقة بشراء لاعبين جدد على غوارديولا الذي قد يفارق النادي في العام المقبل؟. بعض خبراء الرياضة يرون أن غوارديولا لن يغادر البيت البافاري حاليا، فهو لم ينه مهمته تماما معه، وهو ما ذهب اليه الخبير الرياضي دانييل مارتينز، فوفقا لتعليقه المنشور على موقع "فوكوس" الألماني المعني بالشؤون الرياضية، فإن غوارديولا مصرّ على تحقيق هدفه وجلب الثلاثية لبايرن ميونيخ، ولكنه ملزم في الوقت ذاته بجلب وجوه جديدة إلى النادي البافاري، لإنقاذ نفسه من الفشل، والسؤال المهم هنا هو: في حال قرر غوادريولا عدم تجديد عقده والرحيل عن بايرن ميونيخ في نهاية الموسم المقبل، فهل تتيح له إدارة النادي حرية مطلقة في اختيار اللاعبين الجدد؟. تطلعات غوارديولا "شخصية" لم يسبق لإدارة نادري بايرن ميونيخ أن تدخلت في قرارات غواديولا التي تخص صفقات شراء لاعبيه المفضلين، ويبدو أن تطلعات غوارديولا كانت بالمقام الأول "شخصية"، إذ قام بشراء لاعبين بأثمان باهظة رغم تقدمهم بالعمر، وخير مثال على ذلك صفقة شراء تشابي ألونسو (32 عاما)، حيث دفعت إدارة بايرن ميونيخ آنذاك مبلغا 10 ملايين يورو لشرائه من ريال مدريد. ومما لاشك فيه أن مساعي اغواديولا لتحقيق نجاح شخصي له بعيدا عن التفكير في مستقبل بايرن ميونيخ على المدى البعيد، لم يحقق نتائج ايجابية لكلا الطرفين، فحتى الآن لم ينجح غوارديولا في تحقيق الثلاثية. تشكيلة بايرن ميونيخ تفتقر إلى وجوه شابة لم يصنع نادي بايرن ميونيخ في ظل غوارديولا فريقا قويا يضمن له مواصلة التألق، فالمواهب الشابة مثل ماريو غوتزه وتوماس مولر مثلا جلسوا طويلا على مقاعد البدلاء ولم تتح لهم فرص تطوير مهاراتهم بوجود نجوم كبار مثل دانتي وشفاينشتيغر وريبيري وروبن. لم يفلح غوارديولا حتى الآن سوى باكتشاف اللاعب الموهوب خوان بيرنات، وبما أن فشل إدارة نادي بايرن ميونيخ أو نجاحها مرهون بجهود المدرب، يمكننا الوصول إلى خلاصة مفادها: "إذا لم يجدد غوارديولا عقده مع بايرن ميونيخ ومع ذلك اعيدت هيكلة الفريق البافاري وفقا لرغباته ، فهذا يعني أن غوارديولا لن يخلف وراءه سوى حطاما". جدير بالذكر أن غوارديولا استلم مهمته بتدريب الفريق البافاري عام 2013 خلفا للمدرب الألماني يوب هانكس الذي أحرز مع الفريق البافاري لقب الثلاثية.