ملابسات اعفاء قوش الدرامية ! والملاسنة بينه وبين الرئيس البشير في اجتماع ضمه مع الرئيس البشير ونافع والبروفسير ابراهيم احمد عمر ! وتداعيات اعفاء قوش ! وهل سوف ينهض مرة ثانية كما طائر الفينيق الاسطوري ؟ ويسالونك عن قوش ؟ ثروت قاسم ثم ماذا بعد اعفاء قوش ؟ اعفي الرئيس البشير ( الثلاثاء 26 ابريل 2011 ) , الفريق قوش من منصبه كرئيس لمستشارية الامن القومى ( ومستشار رئاسي لشئون الامن ) , بعد ملاسنة مع الدكتور نافع علي نافع , حول مبادرة الحوار الاستراتيجى , بين مستشارية الامن القومى , والاحزاب السياسية المعارضة ! ليست لدينا معلومات موثقة , عما دار , حقيقة , في كواليس السلطة الانقاذية ! ولكن يمكننا ضرب بعض الرمل , والنظر في الكرة البلورية , والرجم ببعض الغيب , لنصل الي عدة افتراضات , نختزل بعضأ منها , فيما يلي : أولا : ثم ماذا بعد اعفاء قوش ؟ لا شئ البتة ! سوف يخلي قوش منزله الحكومي , ويحتمي بقصره الخاص المنيف ! ويقنع من الغنيمة , بمقعده في المجلس التشريعي القومي , نائبأ عن الدائرة 10 بمحلية مروى بالولاية الشمالية ! وينساه الناس كما نسوا غيره من ابالسة الانقاذ ... من أمثال الطيب سيخة , ومؤخرأ مدير جامعة الخرطوم المقال ! ونسبة لانعدام المؤسسية في نظام الابالسة , والاتيان بالشئ ونقيضه , في ذات الوقت , ودون ان تطرف لهم رمشة عين ! والتاشير للشمال , والاتجاه يمينا ! فليس من المستبعد ان يتم تعيين قوش وزيرا للداخلية , وحتي سفيرأ للسودان في دولة ليست عضوا في محكمة الجنايات الدولية ! ذلك ان قوش من مهندسي الابادات الجماعية في دارفور ! وعلي راس قائمة اوكامبو الخمسينية ! الشئ جائز ! ونقيضه جائز كذلك في مملكة الابالسة , التي لا تخضع لقوانين الانس ! ثانيأ : لن تتأثر سياسات نظام الانقاذ باعفاء قوش , وخروجه من المجموعة الشمسية التي تدور حول الرئيس البشير ( الشمس ) ؟ كل زعيم من زعماء الانقاذ لا يعدو ان يكون جرما منفردأ , يدور حول شمس الرئيس البشير , ويستمد قوته منها ! وبمجرد ان ينحرف جرم من مساره , ومداره المرسوم , يحترق , ويصير هباء منثورأ ! لا توجد مراكز قوي حول الرئيس البشير ! وانما أشخاص يتشبثون بالسلطة , والثروة ... ومصدرهما شمس الرئيس البشير ! انحرف جرم قوش من مداره , واحترق ! هل سمعت , يا زول , بواحد اسمه قوش ؟ أطرشني ! كمثال من بين مئات لتوضيح فرضية انعدام مراكز القوي داخل المؤتمر الوطني , وتركيز كل زعيم انقاذي علي مصالحه الشخصية حصريأ , نذكر ان نائب رئيس حزب المؤتمر الوطنى بولاية الخرطوم ، مندور المهدى , قد اعلن ( قبل أقالة قوش ) , عن تأييده لقوش , في حواره مع الاحزاب السياسية المعارضة , داخل اطار مستشارية الأمن القومي ! ووصف مندور المهدي حوار مستشارية الأمن القومي بحوار القاعدة العريضة الذي سيقود للتكامل بين الأحزاب السياسية المعارضة ونظام الانقاذ ! ثم بلع مندور المهدي كلامه بعد اقالة قوش ! ما اسهل البلع عند ابالسة الانقاذ , عندما يصل الموضوع الي تولاه ؟ مما يؤكد ان كل ابليس وراء مصالحه الشخصية الخاصة , ويغير طاقيته حسب اتجاه الريح ؟ انعدام كامل للمثل والقيم والمعاني الوطنية ! ثالثأ : حاول قوش تنفيس الاحتقان السياسي بفتح حوار هادف , وصادق , مع القوي السياسية المعارضة , للوصول الي كلمة سواء ! صقور المؤتمر الوطني , وعلي رأسها الدكتور نافع , لا تتعاطي مع الحوار الصادق ! وانما تؤمن بالحوار المدغمس , وبيع التراميج , ولعبة الثلاثة ورقات ملوص مع غافل الفيتوري ( الفريق صديق اسماعيل وصحبه الطيبين ؟ ) ! شعر الدكتور نافع بان قوش يضع العصي في دولابه , ويكشف اوراقه , ويهيل التراب في كناتيش عصائره المخدرة , التي يسقي منها الفريق ( الطيب ؟ ) صديق اسماعيل وصحبه الكرام ! فقرر نافع ان يتغدي به , قبل ان يفطر به قوش ؟ وقد كان ! خرج قوش من مداره , واحترق ! لانه تطاول علي صقور المؤتمر الوطني ! في هذا السياق , هل تذكر , يا هذا , كيف اجبرت , الشهر الماضي , مجموعات تكفيرية متطرفة , داخل المؤتمر الوطنى , مستشارية الامن القومى , ( التي يرأسها قوش ) , على اقالة اللواء عمر حسب الله من منصبه ( الامين العام لمستشارية الامن القومى , ومسؤول مبادرة الحوار الاستراتيجى مع الاحزاب السياسية المعارضة ) , بعد حديث ادلى به فى برنامج بالاذاعة السودانية , قال فيه : (اذا رأت غالبية القوى السياسية السودانية الغاء الشريعة الاسلامية , فلتذهب الشريعة !) ! لسان حال قوش يقول لحسب الله : انتم السابقون ونحن اللاحقون ! نسي الناس حسب الله ! وسوف ينسي الناس قوش ! وتلك الايام نداولها بين الناس , لعلكم تتفكرون ؟ رابعأ : يتعجب الدكتور نافع من غفلة , بل سذاجة , الفريق صديق اسماعيل وصحبه الطيبين , الذين يحلمون ( بل قل يكبسون من كابوس ؟ ) بتغيير نظام الانقاذ , عبر الحوار والمفاوضات ؟ يصدق الفريق صديق ( فهو اسم علي مسمي ؟ ) بان الدكتور نافع وغيره من الابالسة سوف يقبلون , راضين وغير مكرهين , بربط الحبال حول اعناقهم , حتي يتمكن الفريق صديق من شدها , والقضاء عليهم ! وفي احسن الفروض تسليم الرئيس البشير لاوكامبو , لقمة سائغة ؟ وفتح ملفات بيوت الاشباح , وملفات الفساد , خصوصأ القصر الذي بناه الدكتور نافع لابنته ؟ يضرب الدكتور نافع اخماسه في اسداسه , وهو يردد لنفسه متعجبأ : يا للسذاجة ؟ يا للغفلة ؟ فعلا ناس حزب الامة قوم اميون وعميون ؟ ويردد الدكتور نافع : ولكن ما بال زولنا قوش الذي صدق الكذبة , وصدق اننا جادون ! واصبح يلعب لعبات نظيفة سوف تقذف بنا الي التوج ! فليذهب وحده الي التوج , والان , وليس غدأ ! وقد كان ! ولكن ابالسة الانقاذ لا يخضعون لقوانين الانس ! فهم مخلقون من نار السموم ! وربما نهض قوش من مزبلة التاريخ , بعد حين , كما ينهض طائر الفينيق الاسطوري , من رماده ! خامسأ : رشحت تسريبات بان الامريكان قد عرضوا علي قوش رئاسة السودان ! لان الرئيس البشير اصبح جزءا من المشكلة ! وليس جزءأ من الحل ! ولان قوش قد تعاون معهم , وكشف لهم كل الملفات الامنية ! هل نسيت ان الامريكان ارسلو طائرة خاصة ( مايو 2005 ) , نقلت قوش من الخرطوم الي لانجلي في ولاية فريجينيا ( رئاسة السي اي اي ) , وهو يتابط ملفات الاسلاميين , الذين استجاروا بنظام الانقاذ الاسلامي , من بطش حكوماتهم المستبدة في ليبيا , ومصر , وتونس , , وسوريا , واليمن ؟ وكان ان تمت مكافاة قوش بان قرر الامريكان عدم قصف بلاد السودان , كما قصفوا بلاد الطالبان , الذين تمنعوا في التعاون مع الامريكان ! ورفضوا طرد الشيخ اسامة بن لادن من اراضيهم ! سمع الرئيس البشير بهذه الاشاعة ! فخلع قوش من رئاسة جهاز الامن والمخابرات الوطني القوي ( في بعض المقالات , اقوي من الجيش السوداني ؟ كما برهنت غزوة دكتور خليل ابراهيم , التي تصدي لها وهزمها الجهاز وليس الجيش ؟ ) ! بعدها , وقبل حوالي 4 اشهر , صدر قرار جمهورى , من عدة سطور , بتكوين مستشارية الامن القومى ! وتعيين قوش , رئيسأ لها ! واصبح قوش , بعدها , يعرف في الوسائط الاعلامية بمستشار الرئيس للامن القومى ! ولكن لم يعرف المراقبون , حتي تاريخه , مرجعية المستشارية : هل هى مركز بحوث , ودراسات اكاديمية ونظرية ؟ هل هي مؤسسة تنفيذية امنية ؟ هل هي مؤسسة سياسية امنية ؟ حتي قوش نفسه لم يكن في موقف يمكنه من الاجابة , بيقين ,علي الاسئلة اعلاه ؟ شغل تلاقيط وجربندية , بدون مرجعية محددة ! مما ادي الي التضارب , مؤخرأ , في الاختصاصات , بين المستشارية وصقور المؤتمر الوطني ؟ وادي الي وقوع قوش , ضحية الشلاقة والتشبيحات الطويلة ؟ نعم ... عين الرئيس البشير , بقرار جمهوري مقتضب , قوش , مستشارأ امنيأ له , يتفضل عليه بالملفات الامنة , وحسب التساهيل ! ولكن نمي ريش قوش مرة اخري , وبسرعة ! واصبح يفرفر , ورفع رأسه ! فكان ان تم القضاء عليه , نهائيأ هذه المرة ! سادسأ : أشتكي زعماء الابالسة للرئيس البشير بان قوش بصدد تبويظ طبختهم مع دراويش حزب الامة ؟ واشاعوا الرعب في قلب الرئيس البشير ! وطلبوا منه التخلص من قوش , قبل ان يصدق السيد الامام مسالة الاجندة الوطنية , والحكومة الانتقالية ! ويفنجط , فيقلب الريكة , بمن فيها وما فيها ؟ أدعي صقور المؤتمر الوطني بأن أقالة قوش سوف تقذف الرعب في قلوب دراويش حزب الامة , وبقية الاحزاب السياسية المعارضة ! وترغمهم علي خفض سقوف مطالبهم , أمام صقور المؤتمر الوطني المفترسة ! النموذج الليبي قد اعاد الثقة الي قلوب الابالسة ! بعد ان افزعتهم الثورة في تونس وفي مصر ! سوف يحارب الابالسة الشباب المتظاهرين , كما يحارب ملك الملوك الثوار في ليبيا ! دون ان يخاف الابالسة من تدخل عسكري خارجي وارضي , لقلب نظامهم ؟ كما ملك الملوك , المسالة بالنسبة للابالسة سوف تكون مسالة حياة , او موت ! يا غرق ؟ يا جيت حازمه ؟ سابعأ : حاول الرئيس البشير رأب الصدع , ومصالحة دكتور نافع مع قوش ! فجمعهما , ومعه البروفسير ابراهيم احمد عمر ( عراب الانقاذ وكبير صقورها ) ! تحدثت العصفورة عن اجتماع صاخب ! تفوه فيه قوش بعبارات جارحة , ومسيئة ضد الرئيس البشير شخصيأ , كونه يقبل بان يقود الدكتور نافع البلد المحتقن الي شفا جرف هاري ! تجوعل الرئيس البشير , وحلف بالطلاق المثلث , بانه لن ينوم ليلته , وقوش علي رئاسة المستشارية ! وقد كان ! بر الرئيس البشير بوعده هذه المرة ! واصدر بيانا مقتضبأ , اخر ليل الثلاثء الموافق 26 ابريل 2011 , يعزل فيه قوش , ويقذف به الي مزبلة التاريخ ؟ لعله درس , يتدبره ويعيه , كل من تسول له نفسه الوقوف في طريق الرئيس البشير ! هل لاحظت غياب نائب الرئيس علي عثمان محمد طه من هذا الاجتماع العاصف ؟ لن يهب نائب الرئيس علي عثمان محمد طه لنجدة ابن عمه قوش ! والا لحق امات جده طه ؟ هل بدأ العد التنازلي لافول نجم نائب الرئيس علي عثمان محمد طه الشايقي كما قوش ؟ وبزوغ نجم مساعد الرئيس نافع علي نافع الجعلي كما الرئيس البشير ؟ انعدام المؤسسية , والعمل ب ام غمتي , وحربائية المواقف , والكنكشة في كرسي السلطة مهما كلفت من استحقاقات ... كل هذه العوامل مجتمعة تجعل الرؤية غير واضحة , بل عجاجية ! مع احتمال حدوث الشئ ونقيضه ! هؤلاء هم الابالسة , ان كنتم لا تعرفون ؟ ثامنأ : يراس قوش الوفد الانقاذي في محادثات قضايا ما بعد الاستفتاء ! ويراس وفد الحركة الشعبية , امينها العام , باقان اموم ! هل سوف يتم نزع هذا الملف المفتاحي من قوش ؟ أم سوف يواصل المفاوضات العبثية مع باقان اموم ؟ خصوصأ وصقور المؤتمر الوطني تتهم قوش , جهارأ نهارأ , بالمسكنة امام الجنوبيين ! الله ورسوله اعلم ! فقط نجزم بان الاحتماع الذي كان مقررا عقده بين قوش والسيد الامام سوف لن يتم ! اما بخلاف ذلك , فاي شئ جائز مع ابالسة الانقاذ ؟ الشئ ونقيضه ! خصوصأ واقالة قوش في ابريل 2011 , من رئاسة مستشارية الامن القومي , تحاكي , وقع النعل علي النعل , أقالته الاولي في اغسطس 2009 , من منصبه مديرا لجهاز الامن و المخابرات الوطني ! حتي في ادق التفاصيل , مثلا : صدور قرار الاقالة في كل حالة , بعد منتصف الليل , وفي اسطر معدودة ! هل يحاكي قوش طائر الفينيق هذه المرة أيضأ ؟ موعدنا الصبح لنري ! اليس الصبح بقريب ؟ تاسعأ : تذكرت القائدة الميدانية مريم عبدالله ( أم جيش ) , في حركة التحرير والعدالة , الابادات الجماعية , وجرائم الحرب , والجرائم ضد الانسانية , والاغتصابات , والفظائع الاخري , التي يندي لها جبين بني ادم , والتي ارتكبها , علي مدي سنوات في دارفور , الفريق قوش ! ورددت لنفسها انه تعالي يمهل ولا يهمل ! ورددت ام الجيش لنفسها الايات (من 49 الي 52 ) من سورة ابراهيم : وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ﴿٤٩﴾ سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ ﴿٥٠﴾ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿٥١﴾ هَٰذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٥٢﴾ نعم ... هذا بلاغ للناس وليتذكر اولو الالباب ! ثروت قاسم [email protected]