اشتباكات عنيفة بين المواطنين وقوات الشرطة في مستشفى مدينة دنقلا عاصمة الولاية الشمالية، وذلك عقب إطلاق قوات الشرطة قنابل الغار بكثافة على قسم الطوارئ بالمستشفى ثم الهجوم عليه بالعصي والهرّاوات دون مراعاة لطبيعته وحالة المرضى فيه.. من ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين إصابة أحدهم بالغة ويدعى علي التوم. تملك الغضب من المواطنين فنظموا صفوفهم وتجمهروا وهجموا على قوات الشرطة واشتبكوا معها وأجبروها على الانسحاب من داخل المستشفى تحت وابل كثيف من الحجارة، كما تمكنوا من إلقاء القبض على الضابطين صدام حسن و أحمد الطيب الذين كانا يقودان الهجوم على المرضى في قسم الطوارئ، وتفيد الأنباء إلى إصابة الضابطين بجروح نتيجة ما تعرضا له من الضرب والجلد بالعصي التي قطعها المواطنون من أشجار النيم المنتشرة بالمستشفى. وكانت أحداث المدينة قد اندلعت شرارتها عقب احداث عنف مساء يوم الخميس الماضي -وقفة العيد- باشتباكات عنيفة بين قوات الجيش والشرطة نتج عنها إصابة أعداد كبيرة من الطرفين تم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج لكن أحد عساكر الجيش توفي مساء أمس متأثراً بجراحه من ما دفع زملاءه لاقتحام المستشفى والاعتداء على كل من وجدوه بداخلها خاصةً الطاقم الطبي وأفراد شرطة حماية المنشآت وشرطة العمليات ومكافحة الشغب التي كانت تحرس المستشفى منذ الخميس.. أعقب ذلك تمركز لقوات الجيش بالحديقة العامة كنقطة تحرك وانتشار وحشود للطرفين في عدة مواقع داخل المدينة مدججين بالأسلحة ومحاولات كل منهما فرض السيطرة والسطوة على مزيد من المواقع.. من ما جعل أجواءً من الرعب والذعر والترقب تخيم على المدينة وتحرمها الطمأنينة في أيام العيد.. السلطات السياسية تدخلت مؤخراً مساء اليوم في محاولة لاحتواء الأحداث وسط تعنت من قوات الجيش والشرطة وإصرار كل منهما على موقفه.. كما عقد المعتمد و عدد من وزراء الولاية اجتماعاً مع إدارة المستشفى و ممثلين عن المواطنين، والتزم المعتمد بتوفير أجواء هادئة وآمنة داخل المستشفى وابعاد الشرطة والجيش عنها ليتمكن الكادر الطبي من القيام بتطبيب المرضى، كما التزم بنقل المواطن علي التوم (الذي أصيب إصابات بالغة جراء اعتداء الشرطة) إلى الخرطوم لتلقي العلاج هناك نظراً لحالته الصحية.. .