نتائج مشجعة تثير ارتياحا لدى العلماء وقد تطيح بالتحدي الهائل الذي يفرضه الإيدز في العالم. العرب شيكاغو - بعث شفاء متواصل لطفلة كانت مُصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب "اتش. أي" الذي يُعرف في العالم باسم "الإيدز"، بجرعة جديدة من التفاؤل لدى العلماء والباحثين في مجال علوم الفيروسات، بقرب القضاء نهائيا على هذا الفيروس الذي يتسبب في وفاة أكثر من مليون شخص سنويا. وقال باحثون أمس إن فتاة فرنسية ولدت مُصابة بفيروس الإيدز، وتلقت علاجا حتى بلغت سن السادسة من عمرها، لاتزال خالية من المرض بعد 12 عاما من وقف العلاج. واعتبروا أن هذا الأمر قد يؤشر إلى أن تلك الفتاة هي أول حالة شفاء طويل الأمد لطفل أصيب منذ الولادة بهذا المرض الذي يُعتبر واحدا من عشرة أمراض مسؤولة بشكل مباشر عن أكبر حالات الوفاة في العالم بحسب منظمة الصحة العالمية. وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن مرض الإيدز ما زال يُسبب حالات وفاة كبيرة في العالم رغم التوعية الكبيرة بمخاطره وبطرق تجنب انتقاله، حيث يُقدر عدد ضحاياه في العالم بحوالي مليون و500 ألف شخص سنويا. والفتاة صاحبة الحظ، هي واحدة من مجموعة صغيرة من الأطفال تعافوا من الفيروس على الأقل لبعض الوقت بعد خضوعهم لعلاج مُبكر باستخدام عقاقير علاج الفيروسات الارتجاعية بهدف منع الفيروس من تكوين رصيد احتياطي دائم له، الأمر الذي قد يجدد العدوى. ويُعتقد أن حالة الفتاة الفرنسية التي اكتشفها أطباء في فرنسا بعد تقرير عام 2013 عن طفل بولاية مسيسبي جرت السيطرة على الفيروس لديه لمدة 27 شهرا بعد علاج مبكر ومكثف قبل أن يعود الفيروس مرة أخرى، هي أطول حالة علاج مُسجلة لطفل حتى الآن. ورصد التعافي طويل الأجل أيضا في مجموعة من 14 مريضا فرنسيا بدأوا العلاج بعقاقير مكافحة الفيروسات الارتجاعية خلال عشرة أسابيع من إصابتهم بالمرض، وظلوا يتعاطون العلاج ثلاثة أعوام في المتوسط. وفي حالة الفتاة الفرنسية التي أصيبت بالفيروس إما في نهاية حمل والدتها أو خلال الولادة، فقد عولجت في البداية بعقار مصمم لمنع الفيروس من الانتشار، وعندما سحب العلاج بعد ستة أسابيع تم رصد مستويات عالية من الفيروس في جسدها، ليبدأ علاجها باستخدام مزيج قوي من الأدوية المضادة لفيروس الإيدز، حيث واظبت عليه لمدة ست سنوات. وأثارت هذه النتيجة ارتياح العلماء والباحثين الذين باتوا يعتقدون أن علاج الإيدز قد يُصبح فعالا في السيطرة على هذا الفيروس الذي مازال يُشكل تحديا هائلا في جميع أنحاء العالم. وكانت بداية الحديث عن إمكانية التوصل إلى علاج فعال لفيروس الإيدز قد انطلقت عندما أعلن فريق من الباحثين عن أول حالة "شفاء عملي" لطفلة حديثة الولادة مصابة بالفيروس. وقدم الباحثون نتائج عملهم خلال مؤتمر علمي عُقد في مدينة أتالانتا، عاصمة ولاية جورجيا الأميركية خلال العام 2013، أكدت فيه عالمة الفيروسات ديبورا بيرسود من مركز جون هوبكنز لعلاج الأطفال في بالتيمور بولاية ميريلاند، أن العلاج السريع المضاد للفيروسات للأطفال حديثي الولادة يساعد الأطفال في الشفاء من الفيروس. ومن شأن هذه الحالة أن تساهم في منح الأمل لنحو 34 مليون حالة حول العالم تعاني من هذا المرض، وتحديدا الأعداد غير المحدودة للأطفال المصابين بفيروس الإيدز منذ ولادتهم، خصوصا في الدول النامية. ولكن رغم الشفاء "الظاهري" لهذه الطفلة، فإن عددا من العلماء لا يخفون قلقهم ومخاوفهم من عودة المرض مجددا إليها.