التعود على تناول الأطعمة الجاهزة بدل المأكولات البيولوجية والطازجة يخل بمخزون الجسم من الفيتامينات ويخلق لديه سلسلة مترابطة من العادات السيئة وما تسببه من الأمراض كالخمول والسمنة والإجهاد واعتلال القلب والشرايين. كل هذه المخلفات لن تنتظر وقتا طويلا لتطفو وإنما قد تفاجئ الشخص مبكرا وتضرب صحته، رغم صغر سنه. العرب محمد رجب التغذية غير الصحية تؤثر على أداء المخ كشفت إحدى الدراسات الحديثة أن أكل الأطعمة الجاهزة يزيد من فرص فقدان الذاكرة في عمر مبكر. ولاحظ الباحثون في الدراسة التي أجرتها جامعة مونستر الألمانية، أن الأشخاص الذين يتناولون مستويات عالية من الدهون المهدرجة تذكّروا 12 كلمة أقل في اختبار للذاكرة، مقارنة بالأفراد الذين لا يتناولون هذا النوع من الأطعمة، كذلك وجدت الدراسة أن الأفراد الأكثر تأثرا بفقدان الذاكرة هم الرجال، بمعدلات أكبر من النساء. وتحتوي الأطعمة والوجبات الجاهزة على كميات عالية من الدهون المهدرجة، التي يتم إضافتها لتحسين الطعم والقوام، ولإطالة مدة الصلاحية، وهو ما أثبتت الأبحاث علاقته بخفض مستوى الذاكرة في عمر مبكر، أيّ ما دون سن ال45. وأكدت دراسات أخرى أن هذا النوع من الدهون، والمعروف عالميا بترانزفاتس يرتبط بشكل مباشر بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. ويوضح د. ميكا تشيفلتون، أستاذ الطب بجامعة مونستر، والقائم على الدراسة، أن الدهون المهدرجة قد تزيد مدة صلاحية الطعام وجودته، ولكنها تخفّض مدة صلاحية البشر، لما لها من تأثير سلبي على صحة الإنسان، كونها أطعمة غير صحية ولا تحتوي على قيمة غذائية متكاملة، وهو ما يجعلها تضر بأجهزة الجسم المختلفة، ومن ثم الدماغ والذاكرة. وتابع: الدراسات والأبحاث الطبية تؤكد يوما بعد يوم تأثير الدهون المهدرجة الكبير على الصحة بمختلف أصعدتها، وهو ما دفع المنظمات الغذائية العالمية لمحاولة منعها، متأملة إزالتها تماما من الأطعمة الجاهزة في غضون أربعة أعوام تقريبا، ليتبع العالم خطى الدنمارك في هذا الشأن، والتي منعت استخدام الترانزفاتس في الطعام منذ عام 2003. ونجح العلماء في إثبات علاقة مؤكدة بين معدن الألومنيوم وفقدان الذاكرة، لكنه ليس السبب الوحيد للإصابة بهذا المرض. ومن المعروف أن أملاح الألومنيوم توجد في الأطعمة الجاهزة، إضافة إلى ماء الشرب ومركبات الأسبرين، كما توجد في المعلبات والأواني المصنوعة من الألومنيوم. وهي تؤدي إلى تدمير خلايا الجهاز العصبي، كما أنها تعرّض الدماغ لصدمات قوية تساهم في الإصابة بالزهايمر وفقدان الذاكرة. وتشير الدراسات والأبحاث الطبية إلى أن اتباع نظام غذائي يعتمد على الفواكه والخضراوات والحبوب الغنية بمضادات الأكسدة، يمكن أن يساعد على تجنّب الإصابة بضعف الذاكرة وتراجع قدراتها، كما توصّلت الأبحاث إلى أن فيتامين إي الموجود في الخضراوات ذات الأوراق الخضراء والكنتالوب والحبوب والجوز، يقلّل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. ويقول د. عمر راضي، الأستاذ بكلية الطب جامعة عين شمس إن سوء التغذية يعدّ من أهم أسباب الإصابة بفقدان الذاكرة، كون أن ضعف التغذية يؤثّر على المخ وينعكس سلبا على أدائه الوظيفي، فالمخ يعمل أثناء اليقظة وأثناء النوم ويستهلك طاقة الجسم. وأشار إلى أن مغذيات المخ التي تقوّي الذاكرة وتساعد على التركيز تتواجد في الأحماض الدهنية غير المشبعة بأوميغا، وتتركز أيضا في الأسماك بأنواعها والمكسرات وبعض الزيوت، والأحماض البروتينية تبروزين التي تتوفر في الفول السوداني واللوز. وهي تساعد على التركيز أثناء التوتر النفسي، بالإضافة إلى فيتامين ب وبه مادة كولين وهي مادة تساعد على تقوية الذاكرة. ولفت إلى أنه توجد بعض المشروبات التي تساعد على زيادة التركيز وأداء المخ لوظائفه، ومنها اللبن والموز الغني بالبوتاسيوم والتيروزين والتمر، لأنه غني بالسكريات والماغنسيوم والبوتاسيوم، وكذلك البليلة الغنية بفيتامين ب والكالسيوم، هذا بجانب عصائر القصب والجزر والبرتقال والمانجو. ويشير د. فهمي صديق، أستاذ التغذية بالمعهد القومي للتغذية بالقاهرة، إلى أن اتباع نظام غذائي صحي ومتكامل يحمي الذاكرة، ويحافظ على الصحة العامة للإنسان. ويكون ذلك من خلال تناول الفواكه، وفنجان من اللبن، والأعشاب من دون سكر، وخبز القمح الكامل، مع العسل أو مربى الفاكهة على الإفطار. وفي فترة الظهر يفضّل الإكثار من شرب الماء، بحد أدنى لتر من الماء أو العصائر. أما وجبة الغداء فيجب أن تتضمّن السمك، ويفضّل تناوله 3 أو 4 مرات في الأسبوع. ويحل محله اللحم الأبيض في باقي الأيام، بجانب الخضار المطبوخة التي يجب تناولها ثلاث مرات في الأسبوع بحد أدنى. وفي فترة المغرب يتم شرب فنجان من الشاي الأخضر وفنجان صغير من اللبن مع ثمار الفواكه، ويتم تناول الخضار المسلوقة في العشاء. وأوضح أن هذا النظام يمدّ الجسم بما يحتاجه من مغذيات تحميه من تراجع الذاكرة، ويطرد السموم من الجسم. وينصح د. فهمي بضرورة تحضير الطعام بطريقة صحية، فالأطعمة تحتفظ بكل نكهاتها وفيتاميناتها، عندما تحضر بطريقة سهلة من دون إغراقها بالمواد الدهنية. كما يفضّل تناول الخضار المطبوخة في معظم الوجبات، بحيث تتناول منها 300 غرام على الأقل يوميا، وتناول الخضار النيئة بمعدل 300 غرام يوميا في بداية الوجبة أو وحدها في وجبة خفيفة، حتى تمدّ الجسم بما يحتاجه من فيتامينات ويعوض ما يفقده خلال اليوم.