:: ( السفن الجرافة)، نوع من السفن ذات الشباك التي تصل الأعماق، وتٌستخدم - بالرقابة - لجمع الرخويات من قاع البحر..حظرت أمريكا إستخدام هذه السفن في صيد الأسماك، ثم فرضت عليها من القيود والرقابة بحيث لا تستخدم إلا لما يمكن صيدها من قاع البحر حسب (شروط البيئة).. وكذلك مجلس الاتحاد الأوروبي، في العام 2004، حظر إستخدامها في صيد الأسماك ..ثم النرويج وكندا وأستراليا وسلطنة عمان، وكل الدول التي تحرص على حاضر ومستقبل ثروتها، تحظر السفن التي تجرف..(قاع البحر)..!! :: وفي العام 2006، حظرت حكومة السودان منح تصاديق الصيد في البحر الأحمر للسفن الجرافة، وذلك بعد تسببها في مخالفات بيئية ثم إختفاء بعض أنواع الأسماك النادرة..وقبل التشكيل الحكومي الأخير بأشهر، جددت حكومة البحر الأحمر حظر الصيد بهذه السفن، وكذلك حظرت صيد وتصدير بعض الأسماك النادرة .. وكل هذا الحظر، دولياً كان أو محلياً، لم يحدث إلا بعد دراسة مخاطر السفن الجرافة على الثروة السمكية وغيرها من (موارد البحار)..!! :: ولكن، في الأسبوع الفائت، عندما كانت طائرة الحكومة المصرية تحلق بالصيادين المصريين الذين خالفوا قوانين العبور إلى مياه السودان الإقليمية وكذلك قوانين الصيد في تلك المياه، في تلك اللحظة كانت حكومة البحر الأحمر توقع على عقد صيد في مياه البحر الأحمر - بواسطة السفن الجرافة - لشركة مصرية .. نعم، ( 25 جرافة)، وبكل سفينة (20 عامل)، بعضها للجرف القاعي (15 جرافة)، والبعض الآخر للجرف التحويطي (10 جرافات)، وتمتلكها شركة براميس لصيد الأسماك، وهي شركة مصرية..وقعت معها حكومة البحر الأحمر عقد صيد مدته ( خمس سنوات)، لتجرف القاع على الساحل السوداني رغم أنف قوانين و قرارات الحظر ..!! :: وبالمناسبة، لم تطلق السلطات المصرية - حتى صباح يومنا هذا - سراح المعدنيين السودانيين..سلطاتنا هناك أطلقت سراح الصيادين المصريين قبل أسبوع ونيف، أي بعر العفو الرئاسي بست ساعات، لكن سلطاتهم لاتزال (تلت وتعجن)، وسفيرنا بالقاهرة يجتهد في تبرير (اللت والعجن)..بصحف أمس، برر سفيرنا عبد المحمود عبد الحليم التلكؤ المصري قائلا بالنص : ( وزير الخارجية المصري أبلغنى أن هناك قصورا بيروقراطيا في إطلاق سراح المعدنيين)، هكذا التبرير الأخير، وكان التبرير السابق أن هؤلاء السجناء في سجون مختلفة وأن حصرهم وجمعهم بحاجة إلى بعض الوقت ..فأي بيروقراطية هذه التي تحرج (رئيس دولة)، بحيث يبدو عفوه الرئاسي ..(أي كلام)..؟ :: المهم، نرجع لتلك السفن الجرافة.. أن تجرف السفن المحظورة قاع البحر يعني حدوث مخاطر لاماكن تكاثر ونمو الثروة السمكية، وكذلك يعني حدوث مخاطر لمناطق حضانة صغار الاسماك وكذلك الشعب المرجانية ..وقبل ثلاث سنوات، عندما قل الإنتاج ببعض مناطق الساحل، أصدرت حكومة البحر الأحمر قرارا بحظر الصيد في تلك المناطق، لأن دراساتها كشفت (الصيد الجائر)، أي لم تلك شباك الصيادين تميز صغار الأسماك عن كبارها..وليست من الحكمة أن تمنح حكومة البحر الأحمر حق الصيد الجائر لهذه السفن المحظورة.. وهذا بمثابة تنبيه لنواب المجلس التشريعي بالبحر الأحمر، إن كانوا ..( يعملون) ..!! [email protected]
