لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحوار النوبي – النوبي حوار للإلهاء والإلتفاف ودس السم في الدسم!!!!
نشر في الراكوبة يوم 04 - 09 - 2015

لقد ملأت صفحات الأسافير هذه الأيام مجدداً مسالة تسمى الحوار النوبي - النوبي بين من نصبوا أنفسهم وأطلقوا عليها مثقفي النوبة، هذه الدعوات خرجت من مطابخ النظام النتنة والتي لا تنتج سوى هذه الطبخات النيئة التي تسسم من يلقفها ويحسبها طعاما، التاريخ يعيد نفسه ويكرر أحداثه وشخصياته، فقائمة لجنة هذا الحوار تحوي نفس المجموعة التي إجتمعت في كمبالا وأقامت مؤتمر – ضرار – للتشويش على مسار المفاوضات في عام 2003م أيام نيفاشا، هذه المجموعة رسم لها خطاً موازياً لما يقدمه وفد الحركة الشعبية المفاوض في كينيا بقيادة دكتور جون قرنق، حيث كان المطلب أنذاك أن يمنح حق تقرير المصير لمنطقة جبال النوبة والنيل الأزرق، حسبما جاء في توصيات مؤتمر كل النوبة الأول في كاودا وغيره، رفض هؤلاء هذه المطالب بل كل ما تقدمت به الحركة الشعبية بإعتبارها رؤيتها لحسم الصراع في المنطقة وتحقيق للسلام، لم تكن لهذه المجموعة أي رؤية محددة لكيفية تحقيق الحقوق وإحلال السلام، بل كان العمل كله منصب على الرفض والتشويش لمواقف الحركة الشعبية التفاوضية ورؤيتها في طاولة المفاوضات، حيث حشدهم النظام في ورشة – ضرار – في كمبالا وأتى ببعضهم فكانوا أكثر من الخمسين فرداً يتقدمهم ( سليمان رحال – كبشور كوكو – محمد مركزو - مكي على بلايل - ..الخ) ومن خلفهم يقف آلن قولتي المبعوث البيرطاني، فقد أعابوا أمر حق تقرير المصير ورفضوه وقالوا نحن فقط نريد حكم زاتي بصلاحيات موسعة!!! ،، ولما حدث من ربكة في المفاوضات إضطرت الوساطة الي أن تحول مفاوضات المناطق الثلاث الي منطقة كارن بدلا من نيفاشا ليتوصلوا الي ما وصلوا اليه، بعد هذه التباينات في المواقف والأدوار التي نفذها هؤلاء لوفد علي عثمان بحزافيره، فخرجت برتكولات المنطقتين بالصورة التي راءها الجميع. قامت نفس هذه المجموعة مجدداً ومن معها بكيل الإتهامات على الحركة الشعبية وإتهامها بأنها تسببت في ضعف المطالب للمنطقة وبيع نضال النوبة وو ... الخ من المزايدات وأصبح تلفون كوكو ومن شايعه يرون الفيل ويطعنون في الظل بسلسلة مقالات في صحيفة الترابي طيلة فترة السلام والغرض من كل هذا شئ واحد وهو تصفية الحركة الشعبية في شمال السودان وإعدام وجودها وتسويف مطالب أهل المنطقة العادلة والقديمة، وهو نفس الشئ الذي طرحه تلفون من قبل في مؤتمر دبى حيث إقترح للحضور الإستسلام وعدم مواصلة الكفاح، ومرة آخرى ترشح ضد مرشحي الحركة الشعبية لتحقيق نفس الهدف هو وصديق منصور وغيره (ممن يتطاولون اليوم) لتشيت الأصوات وقطع الطريق أمام أي نصر يمكن أن تحرزه الحركة الشعبية لتتمكن من نيل الحقوق عن طريق الأغلبية الميكانيكية في البرلمان. الغريب في الأمر إن المجموعة التي كانت تصارع الحركة الشعبية في الداخل وتزايد عليها بالمشورة الشعبية ومطالب النوبة وغيره من الكلام المشروخ التي تطلقه، لم تستطع أن تتحدث عن هذه الحقوق بالفصاحة والبجاحة التي ظهرت في تفسير وتأويل المشورة الشعبية وغيرها من القضايا بعدما خلى لها الجو بخروج الحركة الشعبية من العملية السياسية وحظرها في الداخل، بل خرجت تبحث عنها في الخارج لتفتعل معها الصراعات والمعارك الجانبية بغية صرفها من المعركة الرئيسية مع النظام.
الجديد في الامر أيضاً إن نفس المجموعة التي ظل يستخدمها النظام كثيراً لتمرير مخططاته وإلتفافاته عادت للسطوح مجدداً، وصدق من قال "قديمك حمار أبوك" فتريد العودة للعب نفس الدور القذر اليوم ولكن بصحبة الأقلية الفارغة التي يقف خلفها تلفون – جلاب، وكذلك بإسم النوبة للمتاجرة بهم وبقضيتهم، فأنظر عزيزي/تي القارئ/ئة أكرمك/كِ الله، أن للنوبة في سلك النظام هذه الكيانات المنوبنة فلجنة جبال النوبة بالمؤتمر الوطني يقودها نافع وكذلك لجنة أبناء النوبة بالحركة الإسلامية يتزعمها علي عثمان، إسألكم وإسألهم كل هذه الكيانات ماذا فعلت لجبال النوبة؟ وماذا تريد أن تفعل غير تمكين رؤساءها من خلق النفوذ والتمكن من مراكز القوة داخل النظام والتكسب والتبضع والمأكلة بإسم جبال النوبة، وتنفيذ سياسة فرق تسد، فأنظر/ي الي هذا الخلط واللت والعجن!!!!
الأدوار التي يقوم بها هؤلاء الأشخاص هي أدوار غير حقيقية لايعترف النظام بهذه الشخصيات ولا يضع لها وزناً لأنها إرتضت دوماً لعب هذا الدور الباهت، لذلك تاتي بهم متى ما شاءت وكيفما وأنى ماأرادت، فقد رايتم كيف حشد النظام من يثق فيهم في حواره المزعوم تحت لافتة الخمسين شخصية قومية ولم ياتي بأحد من هؤلاء برغم من إن منهم أشخاص علقوا أحزية هذا النظام وتمرغوا في ترابهم وترابيهم، ولكن هيهات لا يعترفوا بهم ولا يحترموهم لا في الذين هم في صفوفهم النشطة ولا الفي الخاملة، لذلك خلقوا لهم هذه العجلة الملهاة لتدور في الطحن الدارش والإنتاج الفاسد.
وايضاً كان النظام يردد بأن الحركة الشعبية تستخدم أبناء المنطقتين ولا تتبنى قضاياهم في المفاوضات وأنها تتخذهم كمنصات للحرب وميدان للقتال وكيف أننا نكون منصة لتحقيق الحل لكل مشاكل السودان وإن رئيس وفد الحركة الشعبية ليس من المنطقتيين وو ... الخ، ولكن قد صمتوا وبهتوا عندما طرحت الحركة الشعبية مطلب الحكم الذاتي للمنطقتين في طاولة التفاوض، كرؤية لها لحسم الصراع في المنطقتين فأصبحوا ينظرون الي بعض – نظرة المغشي عليه الموت – لم يعلق أحد منهم سلباً أو إيجاباً حينها، لأنهم كومبارس الا منير شيخ الدين، الذي سيحفظ له التاريخ هذا الموقف النبيل، وصمت الباقيين الغير حقيقيين ينتظرون الإذن ممن إبتعثهم وولي نعمتهم، فإكتفى أضعف الإيمان منهم بالتلويح فرحاً لوفد الحركة الشعبية بما طرحه، الا إن النظام قام بإبعادهم من وفده المفاوض بعدها لأن دورهم قد إنتهى وخافوا أن ينط أحدهم الشوك (الحظيرة) مثلما حدث بل لأن القضية أُخذت في الأساس للتكتيك والمناورة وليس كقضية جوهرية .
المفاوضات هذه المرة ليست كفاوضات نيفاشا فهذه مسنودة بقرار من مجلس الامن الدولي 2046 والذي حدد طرفين هما الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني فمن يجمعهم المؤتمر الوطني في اي منبر فهم لم ولن يكونوا في صالح الحركة الشعبية ولايتوقع منهم تأييد موقفها التفاوضي، بل سيلتفون عنه والغرض يائس وهو إفراغ المطالب العادلة حول المنطقتين والقضايا القومية من جوهرها. فالنظام حشد هؤلاء ليفك بها عزلته والحصار المضروب عليه، ومهما تحدث الناس وإن صدقت نوايا بعضهم بأنهم يريدون مصلحة للمنطقة فعليهم أن يعلموا بأن كل شخص راكب قطار هذا الحوار للوصول به لمحطة محددة وسائق القطار هو البشير ووكلائه. فالحوار الذي أطلق مؤخراً باسم النوبة هو كما ذكرت إمتداد لسلسلة التخريب والتشويش التي إمتهنتها هذه المجموعات فكان أخرها مؤتمر أهل الملطشة والذي سمي زوراً بإسم أهل المصلحة في 2012م، فمثل هذه المؤتمرات لسنا في حاجة لها لأن الإثنية من أضعف الروابط بين البشرية في المجتمعات في العصر هذا، ولن تعد هي الرابط المتين بيننا بقدر مايربطنا الأن هو البرنامج والرؤية والأهداف، فإثنية النوبة فيها حسين جبرالدار الذي كان يقود قوات الدعم السريع مع حميدتي لقتلنا في جبال النوبة وفيها محمد جرهام الذي كان مفتش عام الجيش وأحد مهندسي عمليات الصيف الحاسم وفيها احمد خميس احد قتلة النظام ومشرد أبناء جبال النوبة ومهندس التصفيات في الحربين الأولي والثانية وفيها محمد مركزو والطيب حسن بدوي وخميس كجو وعوض هجانة وفيها دنيال كودي وتابيتته التي رقصت أمام السفاح وروجت له لتيرشح مجدداً ، وفيها أخيراً وليس آخراً من يتمايلون لإيقاعاتهم ناس الأقلية المزعجة، وأما الرؤية والبرنامج والأهداف جمعت بين القائد مالك عقار والقائد عبدالعزيز الحلو والقائد ياسر عرمان والقائد جقود والرفيق كرشوم ومن قبل جمعت بين الدكتور جون قرنق والقائد يوسف كوة فجعلتهم يقاتلون مع بعض جنباً الي جنب يواجهون كل الأخطار والمصاعب مع بعض يتألمون ويفرحون مع بعض، دلوني بربكم أي مصلحة وغاية وهدف يا صديق منصور تجمعني بالقائمة الأولي وتفرقني من القائمة الثانية؟؟؟؟ ومن قبل رفعت شعار" آمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة " وتاريخك أيضا معروف في المنطقة عندما كنت في السلطة آخرها التسبب في خلق فتنة بين أهلنا المسيرية وأبوجنوك.
ففي طرحنا نرى إن القضايا والمصالح تقوم ونطرحها على أساس المواطنة وليس على أساس الأثنية، فالنوبة في المنطقة يشاركهم الحوازمة والمسيرية والبرقو والفلاتة وغيرهم من القبائل، وتربطهم مصالح مشتركة ومصير مشترك بل وبينهم تصاهر وتزاوج فيما بينهم فأي حقوق سواءاً كانت سياسية أو ثقافية أو إقتصادية او إجتماعية أو تنموية...ألخ من حقوق يريدها النوبة لأنفسهم ويجتمعون لها فيجب أن لاتكون في معزل عن هؤلاء وإقصاءهم من محافلها إذا ما كانت هذه حقيقة دعوة من أجل الحقوق لأنكم جميعاً مهمشين – وفي الهواء سوا - وألا فنعتبر هذه الدعوة ما هي الا تنفيذاً لسياسة فرق تسد التي يعزفها النظام ويستمد إستمراريته منها في ظل سياسته الرامية بعدم مخاطبة مشاكل المنطقة وتهربه من مناقشتها وحلولها.
فالنظام عمل جاهداً لدفع الحركة الشعبية للقبول بتسوية على أساس المنطقتين فقط، ولا شئ سيتفاوض معها في الإطار القومي والشامل، لأنها حركة تنطلق من الاقاليم فلايمكن لها وهي غير مؤهلة لمناقشة القضايا القومية، حسب رؤيتهم الإستعلائية، بل يعتبرون هذا تطاولاً، فكيف للحركة الشعبية التي رفضت مناقشة القضايا على أساس المنطقتين فقط وتمسكت بموقفها ودافعت عنه وخلقت حوله إجماع داخلي وخارجي كيف لها أن تاتي لتناقش وتحاور هؤلاء في إطار الإثنية والذي يعتبر مفهوما أضيق من المناطقية!!!، وكيف لنا أن نستبعد وقوف النظام خلف هذه الدعوة وهي مواعينه وديدنه ماركته المسجلة بإسمه.
فالنظام لا يستطيع الظهور بشجاعة هكذا بوجهه للإجابة على تسؤلات أهل السودان عموماً واهل المنطقتين خصوصا لمعالجة قضاياهم في ظل حركة الوعي التي إنتظمت في البلاد الا بالتحايل والإستهبال والإستغفال عبر هذه الواجهات المصطنعة والشخصيات التي تتلهف في موائدها لتنفيذ مخططه الرامي للإلتفاف على المطالب العادلة وتسويفها ولكنه يخطئ بتكرار طرقه المعهودة وشخصياته القديمة فنقول له عفواً (Old dogs cannot learn new tricks) الكلاب العجوزة لا تتعلم حيلة جديدة.
ففي ختام مقالتي هذه ولأربطكم مع قصص الحيل والألاعيب أحكى لكم هذه القصة التي وردت في قصص الأدب الإفريقي وتحت عنوان " حقيبة نواميس الثعلب" فيحكى إن لبوة وثعلبة خرجا للصيد في مساء يوم بعد هطول الأمطار، إتفق الجميع بأن من يرى الفريسة في الأول فسوف تكون من نصيبه حتى ولو إصطاده الآخر، قدم هذا الإقتراح من الثعلبة لأنها تدري بأن قدراتها لا تسعفها أمام ملكة الغابة التي تتميز بالسرعة والمراوقة والقوة معا، المهم لم تكترث اللبوة لمقترح رفيقتها لأنها لا تشك في قدراتها البتة، تقدمتا قليلا يتمشون مع بعض فوقع عين اللبوة على غزال متوسط العمر ملئ القامة (ملتحم)، توقفتا في مشيتهما فقالت لرفيقتها الثلعبة: أنظري هناك، لم تستطيع الثعلبة أن تقول شئ لأنها إختارت أن تمشي بالقرب من اللبوة ومحازياً لها فحجبت عنها الإتجاه بقامتها التي تكبر عنها ، ولأن الغزال أصلا كان يقف عند إتجاه اللبوة، قالت اللبوة للثعلبة هيا بنا، فأسرعتا نحو الغزال وإصطادته اللبوة بأول ضربة في عنقه، وقع الغزال في قبضة اللبوة وصحبتها الثلعبة، عادتا الي الحلة على الفور حيث يسكنا بالقرب من بعض، لم تكن الثعلبة مبسوطة لما حدث ولم تستطع أن تغير من الميثاق المتفق عليه فيما بينهما لخوفها من غضبة اللبوة، ولكنها لم تستسلم ابداً من خلق حيلة ماكرة للحصول على الفريسة من صاحبتها ورفيقتها، فالثعلبة بمكرها وتحايلها لم ترى الفريسة ولم تسبق اللبوة ولم تصطادها، ولكنها حبكت قصة سريعة بأنه تريد أن تسافر في نفس الليلة، أخبرت رفيقتها بذلك وقالت لها أن في سفرتها المفأجئة هذه تخشى على حقيبتها من الضياع حال غيابها من المنزل، فهي لا تثق في أطفالها الذين يحبون المشي والحوامة ويتركون المنزل عرضة للسارقيين، طلبت من اللبوة أن تحتفظ لها بحقيبتها والتي تحوى أسراراً لأسرتها ونواميسهم المتوارثة ولمدة يوم واحد فقط أو قل ساعات لانه ستعود في الصباح الباكر، وسترسل أحد أبناءها لأخذها منها، طلبت من اللبوة أن تضع حقيبة النواميس هذه في مكان آمن للغاية في بيتها، لم ترفض اللبوة هذا الطلب وإعتبرته شئ بسيط وأقل ما يمكن أن تقدمه لجارتها الثعلبة، أسرعت الثلعبة الي منزلها وأخبرت أكبر أبناءها وطلبت منه أن يضعها في الحقيبة هذه ويغلقه في الداخل ويفتح منها مكان محدد ليساعدها في التنفس والخروج في أي وقت، ويأخذها الي بيت الأسد واللبوة ويضعها بالقرب من الدبنقا (مكان تخزين المحصولات والمأكولات).
في الإتجاه الأخر وصلت اللبوة المنزل وقطعت فريستها الي شرموط (لحم منشف) وتبلتها بالملح ليسهل لها تخزينه لأطول مدة، ووضعتها بالقرب من الدبنقا، حذرت الثعلبة إبنها بالمكان المحدد لوضع الحقيبة والمواعيد التي سياخذها في الصباح الباكر الي البيت، ووعدته بشيه من لحم الغزال في الصباح الباكر، إلتزم الإبن بتوجيهات والدته وعشمه في لحم الغزال فأخذها في الي المكان المحدد، وردد لللبوة بأن هذه هي حقيبة النواميس التي إتفقتم عنها مع أمي، فدخل ووضعها في المكان حسب الوصية، في منتصف الليل خرجت الثعلبة وأكلت نصف اللحم المشرمط وأخذت النصف الباقي معها في الحقيبة، عاد إبن الثعلب في الصباح الباكر وأخذ الشنطة وقال للبوة بأن أمي قد عادت الي المنزل. في ذلكم اليوم قضت أسرت الثعلبة كل النهار في البيت يشون لحم الغزال ويستمعون الي أمهم وعن قصصها وحيلها في الحياة.
في الصباح فقدت اللبوة اللحم في الدبنقا وتضجر كل من في المنزل عن ما حدث، وهم يعرفون جميعاً بأن لا أحد يساور نفسه بأن ياتي في الليل ليسرق من منزل الملك، عرفت اللبوة من خلال أثر الأرجل بأن ذلك للثعلبة التي كانت متواجة في تلكم الحقيبة، وأكدت لها أحد القطط بأن الثعلبة عملت وليمة لبناءها من لحم الغزال وهي لم تصطاده يوم أمس، لم تظهر اللبوة غضبها عن ماحدث فأعلنت للجميع بأنها ذاهبة للصيد في نفس اليوم، وعادت بعد لحظات تحمل غزال أكبر من غزال أمس، وعملته شرموط ووضعته في الدبنقا مجدداً، قررت الثعلبة الإحتيال بنفس طريقة أمس فذهبت في زيارة للبوة وكررت نفس قصة السفر وقالت بأن لديها أشياء لم تستطع إنجازها في سفرة أمس وتريد أن تعود اليوم وطلبت منها الإحتفاظ بالحقيبة وشكرتها على ذلك، لم تظهر اللبوة أي ممانعة ووافقت على الفور لحديث الثعلبة.
في بداية الليل جاء الإبن بنفس حقيبة النواميس ووضعها في الدبنقا بنفس طريقة أمس وعاد يحدث نفسه بوليمة لحم الغزال في صباح الغد، في منتصف الليل طلبت اللبوة من أحد أبناءها أن ياتي لها بحقيبة النواميس هذه بالقرب منها، وذلك بعد وضعت سلك المنصاص المعدني في النار فحمي حتى إحمر لونه، بدات في ثقب الشنطة بسلك المنصاص المحمي في النار في إتجاه الخلف حيث دبر الثعلبة، كررت العملية مرة ومرتين وسط ذهول أبناءها وملك الغابة عن مايدور، تألمت الثعلبة في الداخل وتحرقت دبرها بالكامل وعرفت بأن حيلتها قد أكتشفت هذه المرة فخرجت هاربة نحو منزلها تبكي منما حدث لها من شوا في دبرها، فاصبحت الثعالب كلها تتزكر سلك المنصاص كل ما راءوا الغزالان.... فسلك المنصاص محمى عندنا هذه المرة وغزالنا موجود.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.