شكا نازحو معسكر "السريف" 10 كلم غربي نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور من أزمة إنسانية خانقة تحاصر المخيم بعد توقف برنامج الغذاء العالمي "WFP" عن توزيع حصص الغذاء المقررة للنازحين منذ أكثر من أربعة أشهر علاوة على ازدياد معدلات الجريمة بالمعسكر مضافاً إليها تردي الخدمات الصحية بالمعسكر وانعدام المياه الصالحة للشرب. وأبلغ شيخ معسكر "السريف" حسن محمد محمود، والي الولاية آدم الفكي محمد، الذي وصل المخيم، الاثنين، للوقوف على أحوال النازحين، بأن أكثر من 13125 نازح بالمعسكر يعانون أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد بما يتوجب على حكومة الولاية الإسراع في رفع المعاناة عن عاتقهم، مشيراً إلى أن 90% من النازحين هم من الأطفال والأرامل والمسنين. وأضاف أن الكم الهائل من النازحين يعتمدون على مركز صحي واحد لا يتحمل أكثر من 40 مريضاً في اليوم، مشيراً إلى أن انعدام صحة البيئة زاد من تفشي الأمراض، كما أن النقص الحاد في المعلمين، أثر سلباً على تردي التحصيل الأكاديمي وسط الطلاب، مطالباً حكومة الولاية بضرورة إنشاء مدرسة ثانوية لتجنيب الطلاب تكاليف الترحيل إلى داخل نيالا لافتاً إلى فقر النازحين مادياً. وأوضح شيخ المعسكر أن توقف برنامج الأغذية العالمي عن تقديم حصص المعونات الغذائية للنازحين لأكثر من أربعة أشهر متتالية وضع النازحين أمام محنة إنسانية وصفها بالفظيعة. وأعلن البرنامج الأممي خلال سبتمبر الجاري رسمياً، الانتقال من الإغاثة الطارئة إلى عمليات الإغاثة الممتدة والإنعاش، لسكان المخيمات في دارفور، وشدد على أن الخطوة لا تعني بأي حال قطع المساعدات عن المحتاجين لكنها ترمي إلى تغيير النمط لتحديد الاحتياجات. ونبه شيخ مخيم السريف إلى انتشار أمراض سوء التغذية وسط الأطفال وكبار السن، داعياً وزارة الشؤون الاجتماعية عبر ديوان "الزكاة" إلى ضرورة التدخل العاجل لوضع حد لمعاناة النازحين، وطالب بأهمية توفير الأمن والاستقرار، منوهاً إلى أن هنالك سيارة واحدة فقط لشرطة المعسكر الأمر الذي يؤدي دائماً لإفلات الجناة والحيلولة بدون توقيفهم. ويقوم والي جنوب دارفور آدم الفكي هذه الأيام بزيارات لمعسكرات النزوح القابعة بأطراف مدينة نيالا للوقوف على أحوال النازحين من دون اعتراض منهم كما كان في السابق. وطوال الأعوام الماضية تميزت العلاقة بين حكومة الولاية والنازحين بالتوتر وانعدام الثقة خاصة بعد تنفيذ لجنة أمن الولاية عمليات اقتحام لمعسكرات النزوح بقوات عسكرية خلال مارس الماضي حيث ألقت القبض على عدد من النازحين بموجب قانون الطوارئ المفروض منذ أغسطس من العام الماضي. وأعلن والي جنوب دارفور، آدم الفكي، أن العام 2016، سيشهد تحول جميع معسكرات النزوح في جنوب دارفور إلى قرى مخططة تتمتع بالخدمات، التي ستوفرها حكومته. وقال خلال زيارته لمعسكري السلام للنازحين بمحلية بليل، ومعسكر السريف، إن العام المقبل هو عام للتنمية وتوفير الخدمات لأهل الولاية كافة. وتابع: "لن يكون هناك نازح بأي معسكر بعد الموعد المحدد للتخطيط، وسيتم تحويلهم إلى مواطنين في قرى منظمة لها من الخدمات كما في غيرها من القرى والمدن". وطمأن الوالي المواطنين بشأن الاستقرار الأمني، مشيراً إلى اتخاذ العديد من الإجراءات للقضاء على المتفلتين وتقديمهم للعدالة. الجريدة