أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    حذاري أن يكون خروج الدعم السريع من بيوت المواطنين هو أعلى سقف تفاوضي للجيش    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    نشطاء قحت والعملاء شذاذ الافاق باعوا دماء وارواح واعراض اهل السودان مقابل الدرهم والدولار    لم يقنعني تبرير مراسل العربية أسباب إرتدائه الكدمول    وزير الخارجية السوداني الجديد حسين عوض.. السفير الذي لم تقبله لندن!    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    شاهد بالفيديو.. بعد فترة من الغياب.. الراقصة آية أفرو تعود لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بوصلة رقص مثيرة على أنغام (بت قطعة من سكر)    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    ترتيبات لعقد مؤتمر تأهيل وإعادة إعمار الصناعات السودانية    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة تنضم لقوات الدعم السريع وتتوسط الجنود بالمناقل وتوجه رسالة لقائدها "قجة" والجمهور يسخر: (شكلها البورة قامت بيك)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء فاضحة.. الفنانة عشة الجبل تظهر في مقطع وهي تغني داخل غرفتها: (ما بتجي مني شينة)    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    حمدوك يشكر الرئيس الفرنسي على دعمه المتواصل لتطلعات الشعب السوداني    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    محمد وداعة يكتب: حرب الجنجويد .. ضد الدولة السودانية (2)    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإمام الصادق المهدي شاهدا على العصر الحلقة الأخيرة 16
نشر في الراكوبة يوم 12 - 11 - 2015


اسم البرنامج: شاهد على العصر
عنوان الحلقة: المهدي: البشير ارتكب "الموبقات ال10" وانتظروا موجة ثورية ج16
مقدم الحلقة: أحمد منصور
ضيف الحلقة: الإمام الصادق المهدي/ رئيس وزراء السودان الأسبق وزعيم حزب الأمة القومي
تاريخ الحلقة: 8/11/2015
المحاور:
- محاولة انقلابية للتضليل
- حكومة المهدي وخطوة نحو الديمقراطية
- مخطط تصفية المهدي
- الترابي مهندس الانقلاب
- السجن والتحقيق وانتزاع اعتراف مسجل
- البشير والإمساك بمفاصل الدولة
- تفاصيل اللقاء مع البشير
- مستقبل السودان في ظل الثورات العربية
أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في هذه الحلقة الأخيرة من شهادة الإمام الإمام الصادق المهدي إمام الأنصار وزعيم حزب الأمة ورئيس الوزراء الأسبق في السودان على العصر، فضيلة الإمام مرحبا بك.
الإمام الصادق المهدي: الله يبارك فيك.
أحمد منصور: بعد 5 شهور من اتفاقية الحزب الوطني الاتحاد الديمقراطي والحركة الشعبية التي أنت وافقت عليها من البداية واعترضت الحركة الإسلامية ثم وافقت جرت جولة جديدة من المباحثات في شهر يونيو/ حزيران عام 1989 قبيل أيام من الانقلاب الذي جرى عليكم، وحددتم موعد الجلسة الثانية في 4 يوليو 1989 لكن انقلاب 30 يونيو حال دون ذلك، كنت متفائلاً بهذه الاتفاقية؟
الإمام الصادق المهدي: نعم.
أحمد منصور: كان يمكن أن تضع أوزار الحرب بين الشمال والجنوب؟
الإمام الصادق المهدي: نعم.
أحمد منصور: وكان يمكن أن تساعد في عدم انفصال الجنوب عن الشمال بعد ذلك؟
الإمام الصادق المهدي: نعم، نعم.
أحمد منصور: ألا يمكن أنها كانت مجرد اتفاقية زي الاتفاقات السابقة وتنقض؟
الإمام الصادق المهدي: لا أنا في رأيي الحركة الشعبية نفسها كانت قد وصلت إلى نهاية ما يمكن أن تحققه، وكان واضحاً أنه ما عاد في مجال لتتقدم حقيقة، احتلوا الكرمك وبقوا فيها مدة من الزمن وطردوا منها، احتلوا مدينة توريت وكان الجيش بصدد أن يبعدهم وما كانوا بعد ذلك قد احتلوا أي مدينة أخرى، أي مدينة أخرى إلا توريت فأعالي النيل لم يكن فيها وجود لهم احتلالي ولا بحر الغزال، فقط توريت في الاستوائية، ففي رأيي وصلوا إلى هذا النوع من الإدراك وكان الأميركان ينصحون بضرورة أن يحصل اتفاق لوقف الحرب ففي رأيي كان وارد جداً أن يحصل اتفاق خصوصاً ونحن اتفقنا أن نعطيهم ما يريدون، ما كان في مطلب تقرير مصير، ما كان في مطلب غير..
أحمد منصور: المطالب الخمسة.
الإمام الصادق المهدي: أيوه، ولذلك إحنا كنا مستعدين أن نستجيب لهذه المطالب، ثم..
أحمد منصور: كنت متفائلاً.
الإمام الصادق المهدي: كنت متفائلاً نعم.
أحمد منصور: هناك محاولة انقلاب أنتم أجهضتموها في شهر يناير، وهناك المذكرة التي تقدم بها قادة الجيش وأنت تعتبر نفسك أيضاَ أجهضتها.
الإمام الصادق المهدي: نعم.
محاولة انقلابية للتضليل
أحمد منصور: إلى حد ما، لكنك أعلنت في 18 يونيو عام 1989 قبيل 12 يوماً فقط من انقلاب عمر حسن البشير عليك وعلى حكومتك بأن هناك محاولة انقلابية قد قمتم بإجهاضها كانت بقيادة العميد صلاح الضاوي من سلاح المظلات والعميد علي يوسف والمقدم محمد أبو سن، وأعلنتم إن هذه المحاولة الانقلابية أيضاً كانت لصالح جعفر نميري، ممكن تقول لنا تفاصيل المحاولة دي؟
الإمام الصادق المهدي: لا لأن أنا ما اعتقد أنها كانت جادة لأنه كان واضحا لي ولغيري أن يعني عهد نميري صار مشيطن في الرأي العام.
أحمد منصور: هل كانت هذه المحاولة كما جاءت بعض الدراسات والتحليلات أنها كانت للتضليل على المحاولة الحقيقية التي كانت الجبهة الإسلامية رتبت لها مع العميد الركن عمر البشير وضباط آخرين وقاموا بها بالفعل في 30 يونيو؟
الإمام الصادق المهدي: لا صلة بينهما.
أحمد منصور: لا صلة بينهما.
الإمام الصادق المهدي: نعم.
أحمد منصور: في 30 يونيو/ حزيران عام 1989 قام عمر حسن البشير بانقلاب على النظام الديمقراطي في السودان الذي كنت ترأس حكومته ونصب نفسه رئيساً لمجلس قيادة الثورة، قبل أن أصل إلى الانقلاب وتفاصيله ما هي الأجواء التي سبقت انقلاب عمر البشير على حكومتك أنت الإمام الصادق المهدي؟
الإمام الصادق المهدي: في رأيي ما كان في أي مبرر لهذا النوع حتى أنا قلت لأنه قضية الأسلمة وصلنا لصيغة لها، قضية السلام وصلنا لصيغة لها، الإدارة الديمقراطية كانت ناجحة كما ذكرت لك، الوضع الاقتصادي في ذلك العام بالذات كان أفضل منه في أي فترة مضت في تاريخ السودان، كان القرار الوطني السوداني مستقل لا طعم أو نوع من النفوذ عليه لا من أميركا ولا من ليبيا ولا من إيران ولا من مصر، كان مستقلا تماما، شيء مدهش في المنطقة لأنه استقلال القرار الوطني في بلدان فقيرة مثل السودان غريب، ففي رأيي كانت هذه كلها محامد في رأيي، ما في برنامج يمكن أن يطبقه انقلاب ضد هذه ال في رأيي ضد هذه المحامد الوطنية.
حكومة المهدي وخطوة نحو الديمقراطية
أحمد منصور: يعني كانت السودان تخطو في عهد حكومتك نحو الديمقراطية التي لو استمرت إلى اليوم من وجهة نظرك كانت تصبح السودان ربما يعني أقوى دولة ديمقراطية في المنطقة!!
الإمام الصادق المهدي: نعم ونموذج زي ما قلت لك كان عملنا الاتفاقية الإستراتيجية مع اليابان والاتفاقية الإستراتيجية مع الصين، الأوروبيين كانوا معنا فيما نفعل صحيح الأميركان معاكسين لكن كانت معاكستهم محدودة..
أحمد منصور: أنت كنت تشعر بأمان واطمئنان بأن الجيش لا يمكن أن يتحرك ضدك.
الإمام الصادق المهدي: وأنه ما في منطق، أنا حتى كنت أقول انه ما إنسان عاقل مع ظروف السودان التي فيها ممكن يسعى لئن يحتل السلطة.
أحمد منصور: أين كنت حينما وقع الانقلاب؟
الإمام الصادق المهدي: كنت في منزلي في النباوي أم درمان..
أحمد منصور: نفسه الذي آتي لك فيه، كنت آتي لك..
الإمام الصادق المهدي: نعم، وكنت؛ كانت حاجة مدهشة، كنت في فجر ذلك اليوم أصلي الصبح جاءني ابني صديق.
أحمد منصور: اللي هو الآن مستشار الرئيس؟
الإمام الصادق المهدي: لا لا لا.
أحمد منصور: صديق.
الإمام الصادق المهدي: لا ده موقفه.
أحمد منصور: معارض!!
الإمام الصادق المهدي: معارض شديد، فجاءني فقال لي في ناس مطوقين في عساكر مطوقين باب البيت، طوالي أنا أدركت انه ده انقلاب فكان..
أحمد منصور: أدركت إزاي أن ده انقلاب وأنت تقول انك كنت مطمئن تماماً..
الإمام الصادق المهدي: أيوه خلاص ناس مطوقين البيت، يعني بعد كده ما عايزة دراسة عصر، المهم قررت..
أحمد منصور: فكرت مين اللي كان ممكن يقوم بالانقلاب ده؟
الإمام الصادق المهدي: أيوه فكرت لأنه افتكرت انه يعني كان في إرهاصات انه في بعثيين عايزين يعملوا انقلاب، أقرب أن يدل ده انقلاب قد يكون بتاع بعثيين ولكن قد يكون أيضاً بتاع مصريين يعني هو أصلاً كان فكرة يا ده يا ده.
أحمد منصور: لكن لم تفكر على الإطلاق أن الحركة الإسلامية والدكتور الترابي هم الذين نسقوا مع العسكر للقيام بهذا..
الإمام الصادق المهدي: لا بالعكس لأنه هو عمل اتصالات بي مخادعة، الانقلاب كله في رأيي كان مبنيا على درجة عالية جداً من الخداع ومن..
أحمد منصور: إيه أشكال الخداع اللي مورس؟
الإمام الصادق المهدي: الخداع انه مثلاً أنا اذهب للقصر بشير يذهب القصر رئيساً وأنا اذهب للسجن حبيساً، ما ده جزء من الترتيبات اللي عملت في الموضوع عشان يضللوا الناس من أنه..
أحمد منصور: أه أنت تقصد إن الدكتور الترابي يروح حبيساً!!
الإمام الصادق المهدي: أيوه نعم ما ده هو أعلن كده، وفي رأيي يعني ده اللي حصل..
مخطط تصفية المهدي
أحمد منصور: لأ أنا لسه الآن في البيت وصليت الصبح ولقيت العسكر.
الإمام الصادق المهدي: أيوه أه أحاطوا البيت، أنا قررت أخرج فيما بعد..
أحمد منصور: والحراسة بتاعتك فين؟
الإمام الصادق المهدي: ما الحراسة يعني تعمل إيه؟ في الانقلابات الحراسة تعمل إيه؟ تجيء قوات هائلة يعني!! المهم..
أحمد منصور: تخرج تروح فين؟
الإمام الصادق المهدي: استنا أقول لك ما هو عشان كده أنا ذاتي أقول لك في حاجة مدهشة حصلت، أنا قررت أخرج من البيت والبيت محاط كالسوار بالمعصم، خرجت عادي جداً بباب..
أحمد منصور: ما شافوكش!!
الإمام الصادق المهدي: الله أعلم، ما شافوني مؤكد ما شافوني.
أحمد منصور: أنت شفتهم كنت شايفهم وأنت خارج!!
الإمام الصادق المهدي: شايفهم، كيف ما شايفهم!!هم جايين في رأيي في ذلك الوقت أن يعتقلوني وعندهم تعليمات أن أصفى.
أحمد منصور: لا.
الإمام الصادق المهدي: أيوه نعم.
أحمد منصور: إيه دليلك بقى على ده؟
الإمام الصادق المهدي: الدليل على كده انه الشخص اللي جاء قائد هذه القوة لما رجع لوحدته قتلوه عشان يموت بسره زي ما عملوا للناس اللي حاولوا اغتيال السيد حسني مبارك الرئيس المصري السابق، نفس الشيء الجماعة اللي كانوا مكلفين بالاغتيال لما جاءوا السودان الخرطوم صفوا قتلوا، ففي رأيي كانت هذه الفكرة، على كل حال..
أحمد منصور: لكن ما عندك دليل عليها.
الإمام الصادق المهدي: ما عندي دللي لكن في رأيي لأنه قتل هذا الرجل ما في سبب يقتلوه، المهم أنا خرجت.
أحمد منصور: اسمه إيه هو؟
الإمام الصادق المهدي: من؟
أحمد منصور: العقيد اللي أو..
الإمام الصادق المهدي: لا أدري لكن واحد يعني علمت أن هو قتل لما رجع لوحدته قبل أن يعني يبلغ...
أحمد منصور: خرجت من البيت.
الإمام الصادق المهدي: أنا خرجت من البيت.
أحمد منصور: كنت وجهتك فين؟
الإمام الصادق المهدي: أقول لك أقرب حاجة جاءت في ذهني يعني أنه حاجة ما عادية ما طبيعية، ليه؟ لأنه أنا خرجت وهو البيت محاصر ومشيت الشارع 200 متر.
أحمد منصور: ما حدش شافك ولا وقفك ولا أي حاجة!!
الإمام الصادق المهدي: ما في أصلاً، أنا 200..
أحمد منصور: وأنت لوحدك!!
الإمام الصادق المهدي: أنا وحدي.
أحمد منصور: ولابس لبسك ده وماشي!!
الإمام الصادق المهدي: لبس عادي يعني ما عندي مثلاً...
أحمد منصور: يمكن ما يكونوا عرفوك في الظلمة بالليل.
الإمام الصادق المهدي: لا ظلمة إيه ما الوقت ده صبح يعني خلص الفجر انبهق، أنا شايفهم وهم شايفيني لكن المهم يعني..
أحمد منصور: فطمسنا على أعينهم يعني!!
الإمام الصادق المهدي: أنا ما عندي تفسير، المهم كان المفروض هم أنا خرجت من بيتنا ورحت باتجاه الجنوب، أنا عندي استراحة كانت في حي الملازمين ذهبت إلى هناك، هناك قررت أن أختفي وقلت أنا أختفي أولاً لأنه كان عندنا اتفاق لحماية الديمقراطية، أدي فرصة لهذا الاتفاق يعني يفعل شيء..
أحمد منصور: إن إذا تم الاعتداء على الديمقراطية من العسكر الناس اللي أنت متفق معهم دول يخرجوا ويرتبوا الأمور.
الإمام الصادق المهدي: أيوه، ثانياً أنا قلت لمن معي بعد ما التقيت ببعض الناس سراً إذا الانقلاب ده سوداني أنا سأظهر لهم وأفاوضهم وإذا كان مصري أو بعثي أنا سأختفي نهائي ونشوف كيف نثير الناس ضدهم، بعد أسبوع بدا لي..
أحمد منصور: أنت فضلت مختفي أسبوع؟
الإمام الصادق المهدي: أسبوع، بدا لي.
أحمد منصور: في نفس الاستراحة دي؟
الإمام الصادق المهدي: لا لا في حتة ثانية..
أحمد منصور: فين؟ بقى ما أصل كل حاجة انكشفت.
الإمام الصادق المهدي: لأ حتة ثانية في أم درمان..
أحمد منصور: آه لكن جوا أم درمان.
الإمام الصادق المهدي: لكن جوا أم درمان.
أحمد منصور: من اللي كان يروح ويجيء لك وتتصل بمَن بقى خلال الأسبوع ده؟
الإمام الصادق المهدي: كان اللي يتصل بي السيد عبد الرحمن فرح.
أحمد منصور: من عبد الرحمن فرح؟
الإمام الصادق المهدي: عبد الرحمن فرح كان هو عنده مسؤولية في الأمن، هو كان نائب من نواب حزب الأمة في البرلمان، المهم وأنا هناك ظننت أن هذا الانقلاب انقلاب سوداني وما دام هو سوداني كتبت مذكرة، وفي المذكرة قلت لهم: إن مشاكل السودان مش بسبب الأحزاب، الجنوب والتنمية، السودان عنده مشاكل قومية أنتم لا تستطيعون حل هذه المشاكل وحدكم، دعونا نتفق أنتم معكم السلطة ونحن معنا الشرعية لنتفق على مخرج، عندما قبضت اعتقلت.
أحمد منصور: لأ استنا أنا عايز هنا، أنت في خلال الأسبوع ده طبعاً صدر بيانات من البشير، أعلن قادة الانقلاب أنهم الحركة القومية لتصحيح الأوضاع، اتهموكم أنتم بالفساد وأنكم سبب الكوارث والأحزاب السياسية والسياسيين سبب البلاء، أطلقوا على أنفسهم ثورة حزيران ثم ثورة الإنقاذ الوطني.
الإمام الصادق المهدي: نعم.
أحمد منصور: البيانات المتتالية التي صدرت عنهم أعلنت الإطاحة بحكومة الإمام الصادق المهدي، تعطيل الدستور، حل المجلس النيابي والأحزاب السياسية، مجلس رأس الدولة، حكومات الأقاليم، جميع النقابات، مصادرة أملاك الأحزاب، إلغاء رخص الصحف، حل كل الجمعيات غير الدينية، عين عمر البشير نفسه رئيساً لمجلس قيادة الثورة ورئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع وقائداً للقوات المسلحة.
الإمام الصادق المهدي: نعم.
أحمد منصور: ده أول يوم كل ده.
الإمام الصادق المهدي: نعم.
أحمد منصور: ثاني يوم أعلن العفو العام وإيقاف إطلاق النار ونشاط عمليات الإغاثة.
الإمام الصادق المهدي: نعم المهم أنا..
أحمد منصور: أنت كل ده أنت تتابعه.
الإمام الصادق المهدي: نعم، نعم.
أحمد منصور: وتحاول تبني موقف عليه.
الإمام الصادق المهدي: نعم.
أحمد منصور: أول دولة اعترفت بالانقلاب كانت مصر لأن كان حسني مبارك يجهز لانقلاب في السودان فتخيل أن دول رجالته اللي عملوا الانقلاب.
الإمام الصادق المهدي: نعم، نعم المهم أنا مع هذا كله اعتبرت الانقلاب دا سوداني وقلت ما دام سوداني سأظهر لهم وقلت لهم في الورقة..
أحمد منصور: ستظهر أزاي إيه شكل الظهور إلي اخترته.
الإمام الصادق المهدي: التقيهم أكتب لهم مذكرة ويرتب لقاء.
أحمد منصور: مين اللي رح يوصلها؟
الإمام الصادق المهدي: المفروض يوصلها عبد الرحمن فرح.
أحمد منصور: معنى كدا أن عبد الرحمن فرح يبقى عارف مكانك.
الإمام الصادق المهدي: أيوه نعم هو عارف مكاني المهم.
أحمد منصور: لا بالنسبة لهم هم.
الإمام الصادق المهدي: أيوه نعم نعم المهم أنا ما كان فارق معي بعد ذلك أن اعتقل لأنه اعتبرت أنه سنتفاوض..
أحمد منصور: ستقعد لك يومين وتتفاوض وتخلص.
الإمام الصادق المهدي: نعم فأنا قلت في المذكرة مشاكل السودان أكبر منكم وأكبر منا ويجب أن نحل مشاكل السودان كدا كدا إلى آخره ودا مش عشان ما تحاكمونا، أي واحد من جماعتي ووزرائنا إلى آخره تحاكمونه بدون ما فيش عفو عنه.
أحمد منصور: نعم.
الإمام الصادق المهدي: ولكن خذوا في بالكم مشاكل السودان أكبر منكم ما وصلتهم المذكرة.
أحمد منصور: ليه؟
الإمام الصادق المهدي: لأنه قبضت قبل..
أحمد منصور: ما يسلمها.
الإمام الصادق المهدي: قبل ما يسلمها لاقوها بجيبي.
أحمد منصور: كيف قبضوا عليك؟
الإمام الصادق المهدي: لاقوها بجيبي أنا كنت أنا انتقلت من أم درمان للخرطوم، وفي الخرطوم لا شك البيت الذي دخلت فيه كان في شخص بلغ أنه أنا هناك، قبضت في هذا المنزل.
أحمد منصور: كيف قبضوا عليك؟
الإمام الصادق المهدي: يعني لقوني هناك وقبضوا علي.
أحمد منصور: لا يعني ما أهانوك وهم يقبضوا عليك.
الإمام الصادق المهدي: لا أبداً ما عملوا أي إجراء فيه عنف.
الترابي مهندس الانقلاب
أحمد منصور: طب أنت في الأسبوع الأولاني دا تم القبض على كل رؤساء الأحزاب والسياسيين بما فيهم الدكتور حسن الترابي نفسه الذي هو كان وراء الانقلاب.
الإمام الصادق المهدي: نعم.
أحمد منصور: وهذا أكد لك أن الترابي زيه زيك.
الإمام الصادق المهدي: يعني لما دخلنا السجن ما أنا قبضت يوم 5 يوليو.
أحمد منصور: خمسة يوليو.
الإمام الصادق المهدي: خمسة يوليو.
أحمد منصور: 1989.
الإمام الصادق المهدي: خمسة يوليو دا باين يعني شؤم فالمهم قبضت وهناك نقلت إلى كوبر.
أحمد منصور: مباشرة.
الإمام الصادق المهدي: حيث وجدت الترابي وقادة الأحزاب كلهم هناك، كل قادة الأحزاب.
أحمد منصور: قابلتهم شفتهم ولا عرفت أنهم موجودين.
الإمام الصادق المهدي: لا ما هو سجنا مع بعض.
أحمد منصور: آه يعني أدخلوك نفس الغرفة.
الإمام الصادق المهدي: نفس الحوش.
أحمد منصور: نفس الحوش نعم.
الإمام الصادق المهدي: وأنا هناك.
أحمد منصور: أنت ما جاءك شك ولا لحظة واحدة أن الترابي وراء الانقلاب؟
الإمام الصادق المهدي: لا في ذلك الوقت لأ لكن بعد حين لأنه كنا لما نتناقش في الحاصل يعني عنده عطف نحو الجماعة وهكذا، المهم يوم 2 أكتوبر ونحن في هذا السجن المشترك.
أحمد منصور: كان عندك برضه راديو وكتب وحاجات ولا إيه.
الإمام الصادق المهدي: أيوه عامل لهم تلفزيون وما في وما كان في..
أحمد منصور: مش سجن يعني.
الإمام الصادق المهدي: لا سجن لكن فيه هذه التسهيلات ما في مشكلة.
أحمد منصور: وقاعدين مع بعض طول النهار وتحكوا.
الإمام الصادق المهدي: أيوه، أيوه لكن في يوم 2 أكتوبر.
أحمد منصور: 1989 بعد ثلاث شهور.
الإمام الصادق المهدي: الساعة 2 صباحاً أخذت بالليل.
أحمد منصور: وأنت طول الفترة دي ما حدش قال لك أنت فين، لا تحقيق ولا كلام ولا سلام..
السجن والتحقيق وانتزاع اعتراف مسجل
الإمام الصادق المهدي: لا، لا عملوا أي تحقيق فأخذت لحتة لما ركبت العربية في الوقت ذلك الوقت ما كانوا كان اهتدوا لسه مسألة تظليل العربات فحطوا جرائد عشان أنا ما أعرف أنا ماشي وين وفعلاً أخذوني لحتة خلوية وفي نص الخلاء في بيت وفيه لمبة واحدة حمراء فدخلت هناك لقيت ثلاث أشخاص، ثلاث أشخاص واحد ضابط لابس عسكري واثنين أمن بدأوا معي تحقيق.
أحمد منصور: حول؟
الإمام الصادق المهدي: حول سأقول لك أجلسوني في كرسي من ثلاث قوائم عشان حتى لا أرتاح في الجلسة.
أحمد منصور: من غير ظهر يعني.
الإمام الصادق المهدي: آه.
أحمد منصور: من غير مسند للظهر.
الإمام الصادق المهدي: لا، لا في لكن ما فيهوش ما فيهوش..
أحمد منصور: آه بثلاث رجلين بس.
الإمام الصادق المهدي: بثلاث رجلين عشان أنا أكون يعني معتمد على أرجلي بعد التحقيق يا فلان نحن عايزينك تسجل اعتراف بفشل الديمقراطية، وتقول لنا هذا الكلام دلوقتي ونحن محكمة ميدانية.
أحمد منصور: الساعة 2 بالليل.
الإمام الصادق المهدي: الساعة 2 بالليل.
أحمد منصور: وجوههم كانت باينة كان في إضاءة.
الإمام الصادق المهدي: وجوهم باينة كان في إضاءة..
أحمد منصور: عرفتهم مين دول.
الإمام الصادق المهدي: عرفتهم آه عايزينك تسجل هذا وسنطلق سراحك وإلا سنعمل لك محاكمة ميدانية.
أحمد منصور: تسجل دا تلفزيونياً ولا كتابة.
الإمام الصادق المهدي: أسجل تلفزيونياً عشان يذيعوه.
أحمد منصور: جايبين لك كاميرا وكل شيء.
الإمام الصادق المهدي: أيوه، أيوه قلت لهم الديمقراطية ما فشلت أجهضتموها أنتم وأنتم ستفشلون فشلاً ذريعاً والديمقراطية راجعة وعائدة، احتاروا ماذا سيفعلون لأنهم افتكروا أنه لو ضغطوا علي بالإعدام سأمتثل فما عرفوا يعملوا إيه ركبوا معي يعني بعد ما خلاص قلت لهم أنا مش مستعد أقول..
أحمد منصور: كم ساعة قعدت دي؟
الإمام الصادق المهدي: زي ثلاث ساعات.
أحمد منصور: وانتم تدوروا بنفس المحور دا.
الإمام الصادق المهدي: أيوه وأنا قعدت أقول لهم كيف أنكم أنتم ستفشلون وأن نحن ناجحين وإلى آخره، المهم ركبوا معي عساكر أو أشخاص أمنيين ولكن في رأيي دُول معبئين عشان يستفزوني عشان أنا أضاربهم أشرد منهم أعمل حاجة..
أحمد منصور: ويتخلصون منك.
الإمام الصادق المهدي: ويتخلصون مني.
أحمد منصور: هرب خلال نقله من كذا إلى كذا وأثناء هروبه أطلق عليه الرصاص وقتل.
الإمام الصادق المهدي: أيوه أولاد سفهاء.
أحمد منصور: سبوك شتموك.
الإمام الصادق المهدي: سبوني وسبوا أبوي وسبوا المهدي ذاته ما يعني كان كلامهم كدا وأنا برضه لأنه أدركت أنه دول عندهم مهمة أصلاً ما استجبت لهم، والدليل على أنهم ما كانوا عارفين يعملوا إيه وصلوني كوبر.
أحمد منصور: مرة أخرى.
الإمام الصادق المهدي: مرة أخرى لكن ما ودوني في كوبر لجماعتي الذين كانوا معي وضعوني في غرفة الإعدام اسمها يعني زنزانة الإعدام إلي هي زنزانة مقفلة كلها ومقفلة..
أحمد منصور: ولبسوك أحمر ولا لا؟
الإمام الصادق المهدي: لا لسه ما انتظر لسه عندهم عشم إني أنا أستجيب وأنا هناك أرسل وزير الداخلية لي.
أحمد منصور: من كان؟
الإمام الصادق المهدي: ما اذكر اسمه دلوقتي إلي هو وزير الداخلية أرسل لي كومندان السجن ليقول لي يا فلان.
أحمد منصور: طبعاً البشير شكل الحكومة بعشرة يوليو 1989.
الإمام الصادق المهدي: ليقول لي يا فلان نحن تعلمنا وسائل الضغط من إيران دي رسالة وزير الداخلية، وهذه الوسائل ستطبق عليك، نرجوك توفر على نفسك العذاب وتعمل للجماعة اللي حققوا معك ما يريدون، قلت له للكومندان أنا أنتظر أنك تأتي أنت بكلام قانوني أنت إنسان مهمتك أن تكون كومندان سجن بقانون.
أحمد منصور: أنا عايز منك حاجة لأن إحنا نوثق للتاريخ أنت عارف أسامي الناس دي قل لي أساميهم لو سمحت.
الإمام الصادق المهدي: لا والله ما بعرف أسماءهم دا يعني مو معروف من كان الكومندان لأنه معروف كومندان السجن المهم هو رجع بخفيّ حنين لوزير الداخلية احتاروا ماذا يفعلون بعد ساعات من هذه الرسالة يعني..
أحمد منصور: التهديد.
الإمام الصادق المهدي: المهددة زي ما بقول جاءني عسكري من داخل السجن.
أحمد منصور: وأنت في زنزانة الإعدام.
الإمام الصادق المهدي: وأنا في زنزانة الإعدام يا فلان أنا معك عايزين نعمل لك إيه أهربك أي حاجة أنت عايزها.
أحمد منصور: محاولة ثانية يعني.
الإمام الصادق المهدي: أيوه أنا مستعد لأ أنا في رأيي دا صادق.
أحمد منصور: آه كان ضابط ولا عسكري.
الإمام الصادق المهدي: لا عسكري، أنا قلت له ما عايز منك أكثر من أنك توصل هذه الورقة للسيدة سارة.
أحمد منصور: زوجتك.
الإمام الصادق المهدي: زوجتي وطبعاً كنت أنا في أثناء السجن عندنا يعني شفرة خاصة نتحادث بها ففي الشفرة دي كتبت كل إلي حصل وقلت للسيدة سارة هذا يجب غداً يذاع في العالم كله وفعلاً في العالم كله أذيع كل إلي حصل في تلك الليلة.
أحمد منصور: أنك تهددت وأنه نقلوك..
الإمام الصادق المهدي: كل شيء جن جنونهم بسرعة رجعوني لجماعتي وقفلوا هذا الباب قفلوا هذا الباب منذئذ أنا بديت كتاب الآن مطبوع إلي هو كتاب الديمقراطية راجعة وعائدة وأنا هناك وهذا الكتاب ألفته وخرج وانطبع.
[فاصل إعلاني]
البشير والإمساك بمفاصل الدولة
أحمد منصور: أنا عايز أسألك هنا أنت متى تيقنت أن الانقلاب قد نجح وتمكن من الإمساك بمفاصل الدولة وأن الديمقراطية التي قاتلت من أجلها أنت والآخرين قد وئدت.
الإمام الصادق المهدي: أيوه من أول يوم كان واضح أنه ما كان في ردود فعل أصل هو الانقلاب العسكري إذا تحرك بطريقة محكمة مش ضروري يكون عنده شعبية لأنه بوقف المحتل.
أحمد منصور: مفاصل الدولة.
الإمام الصادق المهدي: أيوه وطرق الحركة المهم وأنا واستمررت أنا هناك.
أحمد منصور: على فكرة الانقلابات العسكرية بقت علم له كتب..
الإمام الصادق المهدي: ما في شك أيوه نعم.
أحمد منصور: وبرضه إجهاض الانقلابات العسكرية علم له كتب وله وسائل الإجهاض.
الإمام الصادق المهدي: نعم نعم نعم وأنا هناك عدت لكوبر وهم بعد كده استمروا يواصلوا العمل.
أحمد منصور: ما في شك.
الإمام الصادق المهدي: كم سنة قعدت في هذه الفترة؟
أحمد منصور: أنا اعتقلت في..
الإمام الصادق المهدي: خمسة يوليو 1989 وأطلق سراحي في أبريل 1992.
أحمد منصور: أبريل 1992 يعني تقريباً قعدت سنتين و..
الإمام الصادق المهدي: أيوه أثناء أثناء أثناء هذه..
أحمد منصور: الفترة.
الإمام الصادق المهدي: الفترة أنا ألفت كتابين وطبع ونشر واحد في الحياة وواحد في الشرق الأوسط.
أحمد منصور: إيه الكتاب الثاني؟
الإمام الصادق المهدي: الثاني تحديات التسعينيات.
أحمد منصور: آه عندي هذا.
الإمام الصادق المهدي: تحديات التسعينيات وأنا بعد ما أطلق سراحي بدأت..
أحمد منصور: الأول أنت متى عرفت أن الترابي هو الذي وراء الانقلاب.
الإمام الصادق المهدي: لا بدري حتى يعني بعد قل بالكثير 6 أشهر.
أحمد منصور: وهو خرج.
الإمام الصادق المهدي: وهو خرج وأنا..
أحمد منصور: مين إلي بقي معك في السجن؟
الإمام الصادق المهدي: كل القوى السياسية.
أحمد منصور: بقوا.
الإمام الصادق المهدي: نعم.
أحمد منصور: يعني فقط الدكتور الترابي إلي خرج لوحده.
الإمام الصادق المهدي: لا ما هم بعد 6 أشهر أطلقوا سراحنا بمعنى أنه أخرجونا من كوبر إلى..
أحمد منصور: الإقامة الجبرية.
الإمام الصادق المهدي: الإقامة الجبرية في البيوت..
أحمد منصور: قل لي أنت الآن من 1992 إلى باختصار يعني عشان دي كانت تهمني فترة التفاصيل حتى لا تنتهي الحلقة ونحن في تفاصيل كبيرة من 1992 إلى بداية الخلاف بين الترابي والبشير في 1999 إيه الحاجات الجوهرية إلي قمت بها؟
الإمام الصادق المهدي: أهم حاجة جوهرية طبعاً أنه نحن قررنا الاتفاق مع الحركة الشعبية وتم اجتماع في أسمرة توصل إلى إعلان اتفاق القضايا المصيرية..
أحمد منصور: سنة كم؟
الإمام الصادق المهدي: 1995 أعلن كذلك تكوين التجمع الوطني الديمقراطي..
أحمد منصور: نعم طبعاً الأحزاب كانت محلولة وأنت الآن.
الإمام الصادق المهدي: اعتقلت ثاني كصدى لإعلان.
أحمد منصور: اتفاق أسمرة.
الإمام الصادق المهدي: أيوه.
أحمد منصور: قعدت قد إيه المرة دي؟
الإمام الصادق المهدي: حاجة مدهشة اللي حصل النظام كان متورط في محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك.
أحمد منصور: آه.
الإمام الصادق المهدي: فلما فشلت كانوا يريدون يعني إخفاء الأثر غيروا الطاقم المسؤول عن الأمن، الطاقم المسؤول عن الأمن لما تغير جاء واحد إلي هو في الجيش اسمه الهادي عبد الله قال أنا مش سأستلم سجون ناس مسجونين بدون محاكمة.
أحمد منصور: دا راجل دا ما فيش حد في الأمن بعمل كدا.
الإمام الصادق المهدي: أيوه.
أحمد منصور: موقف تاريخي..
الإمام الصادق المهدي: موقف تاريخي المهم قال كدا أطلق سراحي نتيجة لهذا أنا فوجئت بإطلاق السراح لأنه ما له معنى لكن السبب هو هذا الإجراء المهم طبعاً 1996..
أحمد منصور: 1996.
الإمام الصادق المهدي: كان البشير قد عمل دستور كدا دستور توالي اسمه وعملوا لهم الدكتور الترابي وأجرى انتخابات أجرى انتخابات، في هذه الانتخابات فاز وأرسل لي يريد مقابلتي.
أحمد منصور: دي أول مرة كنت تقابله.
الإمام الصادق المهدي: لأ قابلته في 1992.
أحمد منصور: بعد ما خرجت من السجن.
تفاصيل اللقاء مع البشير
الإمام الصادق المهدي: بعد ما خرجت من السجن في واحد اسمه حسن صباحي هو من قبيلة المسيرية وعنده بيته في الكلاكلة عمل لنا لقاء والمدهش في هذا اللقاء البشير كان طول الفترة دي يشتم في يشتم كدا على كيفه فلكن الأخ دا رتب لنا لقاء في بيته والتقيت أنا وهو فقط.
أحمد منصور: خلاصة ما دار بينك وبينه.
الإمام الصادق المهدي: أيوه لما أنا جاي أسلم عليه وهو جاي وهو جاء وأنا جاي أسلم عليه أصيب بقحة وقعد يقح واتجه نحو الحيطة عنده عظم كان في حلقه فالعظم دا بعد القحة دي خرج جاء أول كلمة قالها دي بركاتك يا مولانا، أنا بركاتي هي إلي خلته يتخلص من العظم قال هو مخنوق بالعظم دا من الظهر أكل أكلة كدا العظم دا يعني بقى في حلقه ما قادر، المهم لما قال كدا البشير في لقاءاتك معه.
أحمد منصور: ودود جداً.
الإمام الصادق المهدي: جداَ يتكلم وينكت وكدا..
أحمد منصور: جلست معه كثير وعملت معه أكثر من حوار.
الإمام الصادق المهدي: بس لما يطلع منبر يعني يرمي بشرر كالقصف كأنه جمالات صفر المهم..
أحمد منصور: اللقاء كان ودود.
الإمام الصادق المهدي: كان ودود.
أحمد منصور: الآن التقى فيك مرة ثانية بعد دستور 1996.
الإمام الصادق المهدي: أيوه قال لي الآتي نحن نريد أن تشترك أنت وحزب الأمة معنا.
أحمد منصور: ماذا قلت؟
الإمام الصادق المهدي: ومستعدين نناصفكم.
أحمد منصور: يعني أنتم تأخذوا الحكومة ورئاسة الحكومة.
الإمام الصادق المهدي: ما بعرف ما قال بس الكلام كدا يعني عرض كبير، قلت له نفس الكلام إلي قلته قبل كدا للنميري يا أخي الرئيس أنا ما ممكن أشترك في حكومة لا أرضى دستورها عشان ما نشترك في قهر الناس، أنا مستعد نتفق على دستور ديمقراطي أما غير كدا لأ.
أحمد منصور: قفلت الباب.
الإمام الصادق المهدي: افتكر أنه أنا ما فهمت عرض زي دا كثير من المثقفين في السودان لما تقول لهم الوزارة..
أحمد منصور: يجري.
الإمام الصادق المهدي: ينسوا أي حاجة.
أحمد منصور: بالذات مع العسكر، العسكر استخدموا الناس دول..
الإمام الصادق المهدي: أيوه يستخدموا فقام أرسل لي عثمان خالد في البيت.
أحمد منصور: مين عثمان خالد؟
الإمام الصادق المهدي: عثمان خالد دا إلي كان زميلنا في العمل الخارجي كممثل للجبهة الإسلامية.
أحمد منصور: أيوه فهمته عرفته.
الإمام الصادق المهدي: هو محامي وكان قاضي فجاءني في البيت يا أخي أنت فهمت العرض هو افتكر أنا ما فهمت العرض لأن العرض حاجة المفروض تكون، قلت له لا فهمته، أنا رأيي ولا ممكن يعني ما ممكن أقبل حكم البشير نفسه أو مكانته عشان أحكم الناس بالقوة، المهم الموضوع دا مات لكن أنا لما كنت في الاعتقال لأول مرة قبل ما يطلق سراحي لأول مرة قررت أخرج من السودان ليه؟ لأنه لما اعتقلت التقى معي جماعة الأمن وعلى رأسهم السيد صلاح غوش دا في المرة الثانية قبل ما أطلق سراحي.
أحمد منصور: آه.
الإمام الصادق المهدي: أنا أقول لك الذي ادخل في ذهني فكرة أنه يجب..
أحمد منصور: تخرج برا البلد.
الإمام الصادق المهدي: أخرج من البلد فقال لي كلام معناه معناه أنه أنا سأبقى في السجن ما دام حلفائي في الخارج قائمين بالعمل مع الجبهة مع الحركة الشعبية فقلت له يعني رهينة قال أيوه يعني قلت له زي أهل حميد الدين إلي يعملوه فيه قال لي إيه..
أحمد منصور: دا نظام الأئمة في اليمن زمان.
الإمام الصادق المهدي: أيوه يمسك إل..
أحمد منصور: يمسك العائلات والناس يحبسهم أو..
الإمام الصادق المهدي: عشان رهينة يعني.
أحمد منصور: قال لي أيوه افهمها كدا.
الإمام الصادق المهدي: أنا في ذلك الوقت قررت أن لازم أخرج.
أحمد منصور: من السودان.
الإمام الصادق المهدي: من السودان.
أحمد منصور: فخرجت 1996.
الإمام الصادق المهدي: خرجت في ديسمبر 1996.
أحمد منصور: رحت فين؟
الإمام الصادق المهدي: اريتريا اريتريا.
أحمد منصور: آه عدو اللدود.
الإمام الصادق المهدي: أيوه اريتريا وهناك في اريتريا وجدت أن كل الأخوة في التجمع الوطني الديمقراطي هنا فصرنا نخطط العمل هناك..
أحمد منصور: عمل عسكري.
الإمام الصادق المهدي: العمل كان سياسي عسكري ودا فيه كان يقود جماعتنا ابن عبد الرحمن الصادق.
أحمد منصور: قعدتم قد إيه؟
الإمام الصادق المهدي: قعدنا لغاية 1999 في 1999.
أحمد منصور: وقع الصراع بين البشير والترابي.
الإمام الصادق المهدي: وقرر الترابي أن يلتقيني وتوسط في هذا اللقاء السيد كامل الطيب إدريس إلي هو كان مدير الواي بو.
أحمد منصور: إيه الواي بو؟
الإمام الصادق المهدي: الواي بو دي عملية منظمة الملكية الفكرية في جنيف هو قال لي هو قال لي أن الترابي قال له فلان مش هيجي.
أحمد منصور: فين حددتم ميعاد اللقاء؟
الإمام الصادق المهدي: في جنيف فأنا متردد إيه قيمة هذا اللقاء ولسه ما عارف أبعاد الخلاف.
أحمد منصور: بين البشير والترابي.
الإمام الصادق المهدي: بين البشير والترابي لكن اتصل بي السيد عمر سليمان.
أحمد منصور: مدير المخابرات المصرية.
الإمام الصادق المهدي: وقال لي لا تذهب.
أحمد منصور: هو عرف أن في لقاء.
الإمام الصادق المهدي: انه في لقاء زي دا دول ناس غشاشين ولا تذهب.
أحمد منصور: طبعاً كان في صراع بين المصريين وبين حكومة البشير استمر إلى الآن.
الإمام الصادق المهدي: نعم، القرار دا كلامه دا هو إلي جعلني أقرر أمشي لأنه أنا ما بسمح لإنسان يأخذ قرار لي ولذلك مشيت تكلمنا مع الترابي.
أحمد منصور: ماذا دار بينك وبين الترابي؟
الإمام الصادق المهدي: إلي دار هو لازم نتفق ولازم.
أحمد منصور: اعترف أنه أخطأ بدعم هؤلاء.
الإمام الصادق المهدي: هو ما اعترف هو ما بتكلم يعني حتى اليوم ما يعترف بأننا أخطأنا.
أحمد منصور: لا اعترف لي بشهادته على العصر.
الإمام الصادق المهدي: آه خلاص لكن المهم ما اعترف علناً بقول إن اللي حصل وبدو أعذار يعني..
أحمد منصور: اعترف بكل أخطائه في شاهد على العصر وإن شاء الله تبث..
الإمام الصادق المهدي: لكن الكلام كان هو يعني قاله من ضمن الأسباب الغريبة قاله الجيش كان عايز يخرجني من الحكومة وعشان كدا إحنا عملنا التحرك.
أحمد منصور: متى قررت العودة للسودان؟
الإمام الصادق المهدي: عندما اتفقنا بعد ما حصل الكلام مع الترابي حصل اتصال بيننا وبين يعني اتصلوا بنا جماعة البشير وطلب منا أن نلتقي أو اتفقوا معنا أن نلتقي في جيبوتي، وهناك في جيبوتي اتفقنا على ما سميناه نداء الوطن وفيه اتفقنا على حوار ينتهي إلى تحول ديمقراطي.
أحمد منصور: رجعت إلى السودان وكان منصب الإمامة خالياً منذ وفاة عمك الهادي المهدي في سنة 1970 مارس 1970 والآن عملتم انتخاب مين إلي نافسك على منصب الإمامة؟
الإمام الصادق المهدي: في عمي السيد أحمد هو يعتبر أن الإمامة وراثية لأبناء الإمام عبد الرحمن هو يعتبر كدا بينما في الكلام إلي جاء من والدي الإمام الصديق أن الإمامة تكون بالانتخاب، إلي حصل لما التفاوض حول نداء السودان ونداء الوطن تم لما حصل هذا التفاوض قام كلف السيد مبارك الفاضل أن يدير هذا الحوار مع النظام جاب هو من النظام عرض.
أحمد منصور: ما هو؟
الإمام الصادق المهدي: بالمشاركة بدون تغيير أساسي في الدستور، حزب الأمة رفض بالإجماع بما فيهم مبارك بالإجماع رفض المشاركة ولكن في ذلك الوقت كان البشير حريص على المشاركة لأن هذا سوف يعوضه عن خروج إل...
أحمد منصور: هذا الذي أدى للانقسام في حزب الأمة.
الإمام الصادق المهدي: في جماعة الترابي أيوه جماعة الترابي وكان القذافي حريصا جداً على أن حزب الأمة يدخل في الحكومة فالسيد مبارك هذا اتفق مع البشير ومع مع..
أحمد منصور: الفضل..
الإمام الصادق المهدي: القذافي.
أحمد منصور: آه القذافي.
الإمام الصادق المهدي: على أنه يدعم وأنه يستطيع أن يجر حزب الأمة كله ودا اللي أدى إلى أنه خرج معه جماعة ولكن كل هذا البناء يتهدم.
أحمد منصور: أنت إيه تقييمك لستين عاما من العمل السياسي والصراعات والأسرار التي كشفتها للمرة الأولى ولتفاصيل الانقلابات وفترة الحكم بتاعك وآمال الشعب السوداني التي ضاع كثير منها ووصل الأمر بالسودان إلى أن يقسم ويجزأ إلى دولتين رغم أنه من أول الشهادة إلى آخرها ونحن نتكلم عن السودان الموحد والمحاولات المختلفة التي جرت في هذا الأمر.
الإمام الصادق المهدي: شوف للرد على هذا السؤال هو {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} أنا سأقول لك كلام واضح جداً، انقلاب الإنقاذ دا أسوء ما حصل للسودان وللإسلام لأنه ارتكب في رأيي الموبقات العشر.
أحمد منصور: ما هي الموبقات العشر؟
الإمام الصادق المهدي: الموبقات العشر أولاً انقلاب عسكري بالخداع باعتبار أنه كما قال الشيخ الألباني الانقلاب العسكري شيء خارج عن نظام الإسلام ثانياً تشويه الإسلام نفسه لأنه ربط الإسلام بالاستبداد الفاشستي الاستبداد الفاشستي، ثلاثة إساءة التطبيق، التطبيق إلي فيه أنك تطبق عقوبات على مجتمع ما فيه أي ضمانة إسلامية ولا فيه عدالة ولا ولا..، أنه البيعة عملوا البيعة للنظام بعد سنة من ممارسة السلطة بعدين الاقتصاد قالوا نحن قمنا بالانقلاب عشان الدولار سيبقى عشرين الدولار جنيه يعني الدولار دلوقتي 9500 جنيه، النزوح، السودانيون نزحوا من البلد لغاية دلوقتي 13 مليون 13 مليون هؤلاء..
أحمد منصور: خلال فترة الإنقاذ فقط.
الإمام الصادق المهدي: نعم 90% منهم خلال هذه الفترة 90% من 13 مليون، فصل الجنوب نعم فصل الجنوب كان في بذرة له لكن فصل الجنوب يعني في الوضع الحالي مسؤولية النظام، حريق دارفور، دارفور قبل هذا النظام ما كان فيها ولا بندقية واحدة ضد السلطة المركزية، حروب المنطقتين في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق سوء تطبيق دا للاتفاقية، تبديد أموال البترول، أصلاً البترول دا اكتشفته كان شيفرون ولكن ما استغلته هم استغلوه ولكن الأموال إلي جاءت منه فيمن يقول 80 فيمن يقول 70..
أحمد منصور: مليار دولار.
الإمام الصادق المهدي: مليار دولار بددت في كلام فارغ أبراج تضاعف الصرف الأمني.
أحمد منصور: 80 مليار دي تبني بلد من الصفر.
الإمام الصادق المهدي: مش كدا سبع مرات تضاعف، الوحدات الإدارية عشان يستخدموها للقهر تضاعفت 1800 مرة مؤسسات الدولة القضاء كلها قضي عليها ودلوقتي..
أحمد منصور: طيب هذه أخطاء الإنقاذ أم أخطاءكم أنتم السياسيين..
الإمام الصادق المهدي: سأكمل لك للعشرة ما تقول أخطاءكم السياسيين دي أخطاء هؤلاء المجرمين.
أحمد منصور: وانتم برضه غلطوا.
الإمام الصادق المهدي: لا لا إحنا غلطانا قلناه لكن أنا بتكلم هنا دي جريمة غير مسبوقة في إساءة للإسلام وإساءة للسودان وبعدين قالوا تدمير مؤسسات الدولة، الآن العمل الدفاعي تقوم به مليشيات قبلية في تهميش للقوات المسلحة السودانية.
أحمد منصور: أنت قلت الكلام دا وحاكموك عليه.
الإمام الصادق المهدي: وبعدين أيوه الآن السودان ملاحق قيادته دولياً كمجرمين دي لأول مرة في تاريخ السودان ما في حاجة زي دي.
مستقبل السودان في ظل الثورات العربية
أحمد منصور: كيف تنظر لمستقبل السودان بعد ستين عاماً يعني أنا الحقيقة أنا الستين سنة دول عشتهم ما كنتش بنام وكنت بنام احلم بالسودان والانقلابات وبالسجون وبكل شيء.
الإمام الصادق المهدي: أقول لك السودان واعد للغاية المنطقة كلها في رأيي ستواجه مشكلة حقيقية.
أحمد منصور: ما هي؟
الإمام الصادق المهدي: هي ضرورة أن يقوم الحكم على المشاركة، ضرورة أن تقوم التنمية على أساس فيه توفيق ما بين الأصل والعصر مسألة فكرية، ضرورة أن تتم عدالة اجتماعية، ضرورة أن تحترم الكرامة الإنسانية ضرورة أن يكون النظام قابل على أن يوفر الضرورات وأن يكون مستقل في التعامل مع الآخر الدولي.
أحمد منصور: باختصار كيف تنظر لمستقبل ثورات الربيع العربي والتغيرات القائمة في دول المنطقة؟
الإمام الصادق المهدي: أنا اعتقد ثورات الربيع العربي أصلاً كانت ضرورية وسيظل التطلع للتغير موجود طالما ما فيش مشاركة ما فيش عدالة ما فيش تنمية ما فيش كرامة في التعامل مع الآخر ولكن هذا يحتاج إلى تحضير لأن الثورات دي تمت بدون تحضير كافي للبديل وبدون كوادر مستعدة لتقديم البديل وفي رأيي ستأتي موجة موجة.
أحمد منصور: ثورية جديدة.
الإمام الصادق المهدي: نعم تحقق التغيير بتحضير أكثر للبديل.
أحمد منصور: الإمام الإمام الصادق المهدي إمام الأنصار رئيس الوزراء الأسبق زعيم حزب الأمة أرهقتك إرهاقاً شديداً وأنا أكثر منك إرهاقاً وتعباً أيضاً.
الإمام الصادق المهدي: بس أنا عايز أقول لك كلمتين.
أحمد منصور: تفضل.
الإمام الصادق المهدي: الأولى أنه أنا الآن أن في ناس محتارين أنه ليه أنا قاعد برا السودان.
أحمد منصور: نعم.
الإمام الصادق المهدي: أنا قاعد برا السودان لأنه عندي أربع أجندات.
أحمد منصور: ما هم؟
الإمام الصادق المهدي: خلاصة بسيطة عايز أجمع كلمة المعارضة السودانية في اتجاه ممكن أن يجد للبلاد مخرجاً سلمياً، وفي ناس كثيرين جداً يفتكروا أنا ليه عايز سلمي أنا مش لأنه أقل من الناس مرارة لكن لأنه أنا اعتقد أن القاضمين الغيظ والعافين عن الناس هم أفضل ثم أنا عايز أنقذ هؤلاء إلي في السلطة أنفسهم.
أحمد منصور: ثانياً.
الإمام الصادق المهدي: ثانياً أنا شغال في..، أنا رئيس المنتدى..
أحمد منصور: الوسطية.
الإمام الصادق المهدي: الوسطية هذا المنتدى ممكن أن يكون هو المفاعل لأفكار تجسر الهوة بين التيارات المختلفة، ثالثاَ أنا مع نادي مدريد ونادي مدريد دا ميت..
أحمد منصور: رئيس دولة ورئيس حكومة منتحب سابق.
الإمام الصادق المهدي: سابقاً أنا عايز نعمل وسنعمل مؤتمر نبحث فيه الآتي: أسمع إلى موقف الإسلام الصحيح واعلموا أن الإسلام الصحيح كذا وكذا، ورابعا ًوأخيراً أنا عضو في المجلس القومي للمياه، المجلس العربي للمياه وهذا المجلس العربي للمياه أنا مع أني مش مهندس مياه فيه لأنه كتبت كتاب عن..
أحمد منصور: النيل الوعد والوعيد.
الإمام الصادق المهدي: الوعد والوعيد ولذلك أنا ساعي عشان نعمل عبر هذا المجلس إزالة المواجهة ما بين دول المجرى والمصب ودول المنبع وفي رأيي هذا ممكن يحصل لازم يحصل لأنه إذا ما حصل سيكون الوعيد المسيء لنا جميعاً.
أحمد منصور: الإمام الإمام الصادق المهدي أشكرك شكراً جزيلا على هذه الشهادة المطولة وعلى صبرك علي طوال هذه الفترة وعلى الجهد التي بذلته معي حتى تظهر هذه الحقيقة أو هذه الحقائق للناس.
الإمام الصادق المهدي: أنا في رأيي أنت تقدم لنا جميعاً خدمة كبيرة لأنه نحن عادة لا نحب أن نتحدث عن أنفسنا وللأسف..
أحمد منصور: وهذا ما لاحظته أنت كتبت 50 كتاب ما كتبت عن نفسك حاجة.
الإمام الصادق المهدي: أيوه ودا للأسف.
أحمد منصور: وأرهقتني في البحث عن سيرتك وحياتك.
الإمام الصادق المهدي: ودا للأسف سببه نوع من الحياء، الناس إذا عندك عيوب فحقك يعني حسب إل..
أحمد منصور: تسترها.
الإمام الصادق المهدي: تسترها وإذا عندك محامد ما تتكلم عنها لأنه ما تزكوا أنفسكم، المهم عشان كدا الخواجات في الحتة دي أحسن منا أي واحد يدخل في تجربة يكتب مذكراته أنت تساعد ثقافتنا بأن تزيل بعض هذا النقص بهذه الشهادات وأنا اعتقد بأنها ستكون جزء من التاريخ الحي لمن تقدمهم للمستمعين والمشاهدين في اللغة العربية.
أحمد منصور: أشكرك شكراً جزيلاً وأتمنى أن أكون كذلك وأن ينتفع الناس بما أقوم به وأن يجعله الله في موازين أعمالي أولاً وأخيراً.
الإمام الصادق المهدي: آمين، آمين.
أحمد منصور: شكراً جزيلاً كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم حتى ألقاكم في حلقة قادمة مع شاهد جديد على العصر، هذا أحمد منصور يحييكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.