الآلاف من الجماهير الألمانية المشجعة لفريقها القومي تتعلق قلوبها وتمنياتها بخطوات واختيارات «بول»، عله يؤكد فوز فريقهم في مسيرته بمنافسات كأس العالم. وللعلم فإن بول ليس ساحرا أفريقيا يكشكش الودع ويضربه، أو غجريا يطلق البخور وينظر في كرة من الكريستال، كما أنه ليس خبيرا في كرة القدم يدرس ويوازن بين مؤهلات كل فريق من الفرق المتنافسة. بول مجرد أخطبوط يعيش في حوض أسماك بمدينة أوبرهاوسن الألمانية. ووفقا لتانيا مونسينغ، الناطقة باسم الأكواريوم، فإن تنبؤات بول لا تخيب، وقد جربت مرات ومرات لا سيما قبل المباريات الحاسمة التي يخوضها الفريق الألماني، وذلك في منافسات كأس أوروبا التي أقيمت مشاركة بين النمسا وسويسرا عام 2008 حين كشفت اختبارات بول عن فوز الفريق الألماني أو فشله، بما في ذلك الهزيمتان اللتان لحقتا بألمانيا حينها، أولا من قبل كرواتيا ثم في مباراة الختام من قبل إسبانيا التي سحقت الألمان وفازت بالبطولة. وخلال مباريات كأس العالم بجنوب أفريقيا هذه الأيام لم يفقد بول فراسته، بل زادت مهارته، وبذلك زاد الاعتقاد في فاعليته. فقد كشف عن فوز ألمانيا ضد استراليا كما كشف عن هزيمتها ضد صربيا، وأول من أمس أكد فوزها ضد إنجلترا. الطريف أن بول إنجليزي الأصل ولد في بريطانيا ثم نقل للعيش في ألمانيا. أما كيف يكشف بول، وله من العمر سنتان، عن نتائج المباريات، فالأمر غاية في البساطة ولا يزيد عن كون أن بول يختار طعامه عادة من الصندوق الذي عليه علم الفريق الذي سيفوز. أول من أمس، وأمام جمع حاشد تابع في قلق وتوتر شديدين اختيار بول قام مسؤول في لحظة واحدة بإنزال صندوقين شفافين بهما كمية متساوية من نفس الطعام بعد أن زينت واجهة أحد الصندوقين بالعلم الألماني، فيما زينت واجهة الصندوق الآخر بعلم الفريق الإنجليزي، وما إن وصل الصندوقان لأرضية قاع الأكواريوم حتى تحرك بول نحو الصندوقين بعد فترة أوشكت قلوب الحضور أثناءها أن تبلغ الحلقوم. في نعومة تامة انزلق بول وهو يجرجر أطرافه ليختار مباشرة الصندوق الألماني، ومن ثم دفع بغطائه، ورويدا رويدا تكور بداخله ملتهما ما فيه من طعام.
