يعد شهر مارس هو الثالث في السنة الميلادية ويعقب (يناير وفبراير) ويشترك مع الأول في عدد أيامه ال (31) ويسمى في العراق وبلاد الشام ب (آذار)، والكلمة مشتقة من جذر (هدر)، وذلك لما يقع فيه من عواصف وسيول وهدير وبعض الناس يسمونه (آذار الهدار) و(آله الحرب). ويبدأ شهر مارس وفقاً لعلم التنجيم عندما تكون الشمس في برج الحوت وينتهي في برج الحمل. وفلكياً عندما تكون الشمس في برج الدلو وينتهي في الحوت، وفي التقويم الروماني كان مارس هو الشهر الأول في السنة، حيث أن شهور الشتاء يناير وفبراير لم تكن موجودة، وذلك من أجل الحروب في هذه الفترة، وقد استمر استخدام مارس كبداية للسنة في بعض البلدان لوقت طويل. مسميات عديدة أُطلق عليه عدد من الأسماء في مختلف دول العالم، حيث يسمى في اليونان القديمة ب (الأتيكية) وفي اللغة الفنلندية يسمى الشهر (ماليسكو)، والذي يعنى الغموض فيما سماه البريطانيون القدماء (هيلد - مونث) الذي يعني الصاخب أو العاصف. مشاهير مارس عدد كبير من نجوم العالميْن العربي والغربي ولدوا في مارس نذكر منهم على سبيل المثال (ميخائيل غورباتشوف، انشتاين، عبد العزيز بوتوفليقة، بروس ويليس، أحمد السقا، إلهام شاهين، جاستن بيبر، جيسيكا بيال، ديانا روس، سيلين ديون، جراهام بيل، حنان ترك) وآخرون. ويقال إن معظم مواليد هذا الشهر من الفنانين والمشاهير. أبرز الأحداث شهد مارس العديد من الأحداث والحوادث الكارثية الدامية عالميا وعربيا ومحليا، وقد تكون هذه سبب تسميته بشهر الكوارث، مثلا (محمد علي باشا يقضي على بقايا المماليك بمجزرة رهيبة عرفت بمجزرة القلعة.. ووقوع معركة بسمارك البحرية وذلك أثناء الحرب العالمية الثانية.. والملك شارل الثاني ملك إنجلترا يعلن الحرب على هولندا.. عدوان اليمن الجنوبي على اليمن الشمالي، بالإضافة إلى العديد من الأحداث الأخرى). كوارث مارس في السودان ولقد شهد شهر مارس عندنا في السودان العديد من الأحداث، وفي العام 1954 كانت هناك كارثة دموية عرفت ب (حوادث مارس) التي وقعت بالخرطوم ومباشرة بعد وصول اللواء محمد نجيب رئيس مصر بدعوة لحضور افتتاح البرلمان في الأول منه في 1954، وقد هرعت جموع السودانيين لاستقباله بالمطار، وقد كانوا على قسمين، الأول مؤيدو الحكومة وقد تمركزوا حول مبنى المطار بينما اصطف القسم الثاني وهم طائفة الأنصار في الشارع المؤدي من المطار إلى شارع الجزيرة وعددهم قدر بنحو ستمائة رجل وهم يهتفون بغرض إسماع صوتهم إلى اللواء محمد نجيب (الاستقلال يا نجيب، الاستقلال يا هاو، إلى الجهاد) أثناء مرور موكبه، إلا أن الدواعي الأمنية اقتضت بأن يتم تغيير خط سير موكبه مما أشعر الأنصار بالإحباط، فحدثت صدامات واشتباكات عنيفة ما بين طائفة الأنصار عند محاولتهم اقتحام البوابة الغربية للقصر وما بين القوات الحكومية وتلاقي السلاح الأبيض مع السلاح الناري، وقد بلغ عدد القتلى نحو 500 قتيل من الطرفين. بجانب الأحداث الدامية بين حكومة نميري وأهالي الجزيرة أبا بالنيل الأبيض وتصدي الأوائل لزيارة الرئيس الراحل جعفر نميري، فتم قصف الجزيرة أبا بالطائرات في السابع والعشرين من مارس العام 1970، واستمرت لثلاثة أيام وطلب منهم إخلاءها وعلى رأسهم الإمام الهادي المهدي فرفضوا، وقتل الكثيرون أمام جبروت السلاح الناري وضعف سلاحهم الأبيض، وفي نهاية الأمر خرج الإمام الهادي متخفيا من الجزيرة أبا إلا أنه لُوحق ومن معه، وقتل في الكرمك وكانت مصادمة دموية مؤلمة سجلها سفر التاريخ. أغنيات عن الأحداث تحضرني هنا الأغنية التي تتغنى بها الأنصارية وصفاً لهذه الأحداث (حوادث مارس قوية، أهل الذكرى الجلية، بالنيم بيقاوم بندقية، غني وطرق يا لساني على شجاعة إخواني، السودان للسوداني، الزول من مصر ما يجينا تاني، يا المهدي لي أنا والأنصار عاجبننا) الانتباهة