دخل الدوري الإسباني في المنعطف الأخير من سباق اللقب وسط تقارب حظوظ ثلاثة فرق في التتويج، وهو الأمر الذي كان يصعب تخيله منذ حوالي شهر. وسيقيس برشلونة المتصدر ب76 نقطة عمق الأزمة التي يمر بها في ملعب ريازور أمام ديبورتيفو لاكورونيا، في حين يحل أتلتيكو مدريد الثاني بنفس الرصيد ضيفا على أتلتيك بيلباو، فيما يخوض ريال مدريد الثالث بفارق نقطة اختبارا صعبا أمام ضيفه فياريال. وتمثل الجولة ال34 من المسابقة أهمية كبرى بالنسبة للمتنافسين الثلاثة على اللقب، حيث لا يقدر برشلونة على تحمل سقوط جديد فهو لم يحصل سوى على نقطة واحدة من أصل 12 ممكنة في أخر أربع مباريات له بالليجا، فيما أن الأتلتي والريال ينتظران بفارغ الصبر هذا التعثر وتحقيق نتيجة طيبة في سان ماميس وسانتياجو برنابيو. وتركت الهزيمة الأخيرة للبرسا أمس الأحد أمام فالنسيا بهدفين لواحد على ملعب كامب نو الفريق الكتالوني في حالة شك وأزمة صعبة، ولكن على الرغم من هذا فإن كل الأمور لا تزال بين يديه حيث أنه اذا ما حقق الفوز في أخر خمس جولات سيضمن اللقب. ويجب أن تكون زيارة الفريق الذي يقوده المدرب لويس انريكي لملعب ريازور بمثابة نقطة تحول، خاصة وأن الفريق خرج من ربع نهائي دوري الأبطال أمام أتلتيكو بصورة غير متوقعة. من ضمن الأمور التي ربما تسهل المواجهة نظريا على الفريق الكتالوني أن ديبورتيفو ضمن البقاء عمليا في الدوري، على عكس الموسم الماضي حينما التقى الفريقان في الجولة الأخيرة وكان الديبور لا يزال مهددا بالانتقال للدرجة الثانية ولكنه تمكن في النهاية من التعادل بالمباراة التي شهدت وداع قائد البرسا تشافي هيرنانديز. من جانبه، سيسافر أتلتيكو مدريد إلى ملعب سان ماميس في زيارة صعبة لأتلتيك بيلباو الذي يحلم بالتأهل لدوري الأبطال، حيث تفصله ست نقاط عن فياريال صاحب المركز الرابع. وسيخوض ال"روخيبلانكوس" المباراة وهم في أفضل حالاتهم عقب التأهل لنصف نهائي دوري الأبطال وبعد التساوي في النقاط مع برشلونة المتصدر، فيما أن الفريق الباسكي الذي يقوده ارنستو فالفيردي استعاد سريعا تماسكه بعد الخروج من دوري أوروبا على يد إشبيلية بركلات الترجيح بالفوز على مالاجا. وسيتسلح أتلتيك بيلباو أمام أتلتيكو بجماهيره لايقاف مسيرة الفريق المدريدي الذي يقوده دييجو سيميوني ولا يبدو عليه التأثر أو الانهاك في المنعطف الأخير من الموسم. بالنسبة لريال مدريد فالأمور أيضا جيدة للغاية بتأهله لنصف نهائي دوري الأبطال حيث سيواجه مانشستر سيتي وفارق النقطة الواحدة مع الأتلتي والبرسا، بعد أن كان الجميع يظن أن فرصه في المنافسة على لقب الليجا شبه مستحيلة. ومنذ خسارة الفريق الذي يقوده الفرنسي زين الدين زيدان أمام أتلتيكو في البرنابيو فإنه حقق سبع انتصارات بما فيها الكلاسيكو بانتصار بهدفين لواحد على برشلونة في ملعب كامب نو. وسيحل فياريال ضيفا ثقيلا على النادي الملكي بالبرنابيو في ظل الموسم الرائع الذي يقدمه عبر النتائج واللعب الجذاب والانضباط التكتيكي المثالي. ويحتل فريق "الغواصات الصفراء" المركز الرابع ب60 نقطة ولكن خسارته من الريال وفوز أتلتيك بيلباو على أتلتيكو سيجعل الفارق بينه والفريق الباسكي ثلاث نقاط فقط، الأمر الذي يشعل المنافسة على أخر المراكز المؤهلة لدوري الأبطال. ويلعب كل من برشلونة وأتلتيكو وريال مدريد هذه المواجهات يوم الأربعاء بنفس الترتيب، لذا فإن النادي الملكي سيكون الوحيد الذي سيعرف ماهية وضع منافسيه على اللقب قبل خوض مباراته. وتنطلق الجولة ال34 غدا الثلاثاء بمواجهتي إسبانيول وبيتيس أمام سيلتا فيجو ولاس بالماس على الترتيب، حيث سيسعى الثنائي لضمان ابتعادهما عن الهبوط. وبالنسبة لصراع الهبوط، توجد عدة جبهات مثل مواجهة غرناطة وليفانتي التي ستختتم الجولة يوم الخميس، فيما سيخوض سبورتنج خيخون ال18 اختبارا صعبا على ملعب المولينون أمام إشبيلية الذي يبدو أكثر تركيزا في دوري أوروبا ونهائي كأس الملك عن الليجا. من جانبه، سيخوض خيتافي متذيل المسابقة، للمرة الأولى منذ سبتمبر/أيلول 2004 ، اختبارا صعبا أمام ريال سوسييداد في ملعب أنويتا الصعب لمحاولة الخروج من أزمته، فيما أن رايو المنتشي بفوزه الأخير على فياريال سيحل ضيفا على مالاجا في محاولة تحقيق فوز جديد ليمنح مدربه باكو خيميز الهدوء المطلق.
