والله و تالله قد أدخلنا هؤلاء ( الإسلامويون ) في حالةٍ من الإهتزاز النفسي و تأنيب الضمير و الإحساس المخجل بأنه ما قصّرَ أحدٌ في حقِّ عشيرته و أهله و وطنه مثلما قصَّرنا .. أصبح الواحد منّا يُديرُ حواراً بينه و بين نفسه يتأرجحُ فيه بين واقعٍ يستظلُّ به .. يعيشه و يلمسه .. و بين الذي علمنا آباؤنا و غرسه بدواخلنا معلمو ذاك الزمان .. حواراً حول التربية و السلوك و النهج .. ما الصدق مع النفس و مع الآخر و ما هو نكران الذّات ؟ و كيف العدل مع القوي و الضعيف و ما هي النزاهة و عفّة اليدِ و اللسان ؟ كيف تحترم الكبير و الصغير و كيف تدافع عن حريّةِ الآخَر قبل أن تطلبها لنفسك ؟ .. أتوجدُ تضحية مُلزمة علي طريق الجارِ و الإبن و الزميل أو العمّةِ أو الخاله ؟ هل يكون التساوي في الحقوق الإنسانيةِ و المواطنه علي أن يكون التفاضل بالجهدِ و العمل ؟ هل يجب أن تنتصر المبادئ وتبقي أم هو زمانٌ يناسبه النِّفاق و التّملُّق و مسح الجوخِ ثمّ الرياءُ فالكذبُ و أكلُ السُّحتِ و ظلم الناس ؟ .. أم تُراه زمان الغفلة و الرِّدةِ و الإنكسار ؟ عجبي طاف بخاطري كل هذا و انا أعاين التلفاز ، ففي ندوةٍ للمؤتمر الوطني قبل يومين أو ثلاث تحدث شاب بدا لي من لمعة خديه و امتلاء زنديه و ( فوران دائه ) و رقّة ردائه أنه من الأسلامويين .. و إن حَسُن الظنّ فمن القُمُشِ الخُنُعِ توابِعِهم .. رأيت أن استمع حديثه و ألاّ اقنع بفطنة المؤمن و حُكمي المسبق عساني أظلمه .. طفق المذكور يدافع عن حكم الفساد و ظلم العباد و يذكرنا أن حكاية طالب يموت و الناس يعملوها أكتوبر دي إنتهت .. و أن من أنتج الفديو لوالدة الشهيد محمد الصادق ( ما أهي شغله يظهر بيها و تاني ما حتشوفوهو .. ) و أن رئيس حزب كبير( قال جاي و لما سمع بحركه في الجامعه قال ما جاي ) و أن هنالك داخل الأحزاب لا توجد مؤسسيه و نظام و لا توجد ديمقراطيه .. و حكاية حكومة ( التكنوقراط ) دي ما دايرنها قصه قديمه انتهت من السبعينات .. كما أنه لم ينس أن يذكرنا بأن الإنقاذ عمرها 27 سنه أما الأحزاب فعمرها لا يقل عن سبعين سنه ( عشان كده ما حيقدرو علي الإنقاذ ! ) .. ( و أضرب مثل بالكوره .. يعني ما ممكن فريق اللعيبه أعمارهم أقل من ثلاثين يلعبو ضدهم ناس أعمارهم سبعين ؟ ) و هكذا استمر المدعو حسن اسماعيل في هرطقةٍ و مسح جوخٍ و ملقٍ يشمئز منه كل رجلٍ بن رجلٍ يحترم نفسه .. أخذت رشفة الشاي بطريقةٍ آلية و دون أن أتذوق طعما و قد تأجج حشاي كُرهاً و احتقاراً لإمثال هؤلاء ، لكني ما بارحت مكاني عسي أن يعدُلَ من جاء بعده أو يستقيمَ طرحُه .. و للأسفِ كان الذي هو أدني ! .. قال حامد ممتاز مثل ما قال صاحبه و أضاف أن ( لا مكان للمذكرات و أن الحراك و الثورات إجراءات قديمه لن تصلح بعد هذا اليوم لأي خائن أو خارج ! .. و هنا علمتُ أن أمر أولئك الناس غريب .. مثَلهم كمثَلِ الكلبِ إن تحمل عليه يلهث أو أن تتركه يلهث .. هذا البشرُ المُقزَّمُ سَعْيُه ينتفشُ و يستقوِي بظُلَّةِ الطُّغيانِ فينْتُقْ ليري في ذاته ما لا يراه الناس ( نَتُقَ : بَطُنَ و اكتسي شحماً و لحما ) ، يحسَبُ توهُّمه علواً و نحسبه تحاتٍ مُزرٍ و خيبةً مُعلنه.. يتحدث الواحد منهم بتعالٍ و كبرياء و رجولةٍ مُستلَفةٍ وهو يعلم أنه الطّاعِمُ الكاسي .. يكسب رزقه من التَّمسُّح بأعتاب السلطان أو التغاضي عن أخطاء النظام الذي يأويه ، لا تطرف له عين و لا يهتز ضميره إذ يري الفاقة و الحزن و الغبن و الضّيمَ عنوان معلق بحوائط الأُسرِ المكلومة و أمهات الشهداء .. يدّعون أنهم مسلمون و اليهود أقرب للإسلامِ منهم ، يأمر خاتم النبيين ( أن لا تقتلوا شيخاً و لا امرأة و لا صبياً و لا عابد في محراب و لا راهباً في صومعة و لا شاباً مادام لا يحمل السلاح و لا تقطعوا شجرة و لا تعفروا بئراً و لا تجهزوا علي جريح و لا تُمثّلوا بقتيل ) .. يوجه الرسول أن يتقيّد الناس بهذا في ميادين الحربِ و الحربُ دائره و انتم تُخالفون جلَّ ذلك داخل المُدن و في المدارس و الحواري و المواقع السكنيه و داخلية الطالبات لعنة الله عليكم و علي الذي أتي بكم ( فلستم سودانيون و لا تشبهوا السودانيين ) . كيف يكون الحديث يا حامد ممتاز و يا حسن إسماعيل بهذه الصفاقه و عدم المسؤليه و لا أحد يخفي عليه قتل المواطن السوداني في كل ناحية من أنحاء البلاد .. كيف يكون الحديث بهذا اللؤم و والكل يعلم فساد الأيادي المتوضئه و سرقة المال العام و إجازة الربا و تفعيل فقه السترة و التقيه و انتهاك الحرمات و سياسات الموالاة و التمكين .. كيف تجرأتم بمخاطبة الناس و انتم من فشل في إدارة التنوع و فصلتم الجنوب .. و انتم من سرق مليارات عائد النفط و دمرتم البنيات الأساسية للإقتصاد و فككتم المصانع و بعتم ممتلكات الشعب للموالين و اللصوص الإسلامويين .. كيف تجرؤون و قد مزقتم الأحزاب و استقطبتم ضعاف النفوس لتكوين أحزاب هلامية تتبع شموليتكم و تطبِّل و تصفق لعهركم و خطاياكم ؟ أضعفتم النقابات و المنظمات المدنية و اتحادات العمال و المزارعين فقويت بكم شوكة المرابين و اللصوص و المنتفعين .. سحَلتُم الصغار و فتكتم بالصِّبيةِ بُناة المستقبل و قتلتم الشباب بدارفور و النيل الأزرق و جنوب كردفان و الخرطوم و بورتسودان و مناطق السدود قتلاً جماعياً و بين هذا و ذاك كان القتلُ الممنهج بكل ولايات السودان و مدنه و أريافه و آخرها وقبل اثنين و سبعين ساعة محوتم عن وجه الأرض أطفالاً و أسراً كاملة بأم القري هيبان .. ألهذا و بعد كلِّ هذا تخاطبون الناس أن لا طريق غير الحوار ؟ أي حوارٍ و أنتم تكتمون الحريات و تصادرون الصحف و تقتلون الصبية و تضيعون مستقبل فلذات الأكباد بالقهر و الحبس و الإعتقال و التعذيب ؟ تطيلون الهمز و اللمزَ و لغوِ السَّفوكِ حتي لا ينتهي الحوار فتطول أعماركم .. تجندون مواليكم و التُّبَّع و أحزاب ( الفكّةِ ) لرسم بنوده و التلاعب بمضمونه قاتلكم الله .. يا هؤلاء ملأتمونا همّأً و غمّأً و غضبا .. اكتب الآن و شفرةٌ تحتشُ دواخلي و نذيفٌ دامٍ يذكرني أن محمد الصادق إبني و أبوبكر الصديق إبني و التّايه و محمد يونس و عادل أحمد آدم و محمد موسي بحر الدين و المئات من الشباب في سبتمبر و غير سبتمبر و الألوف من المواطنين بجبال النوبه و دارفور و أصقاع السودان المختلفه و نواحيه منذ مجيئكم المشؤوم .. إنهم أهلنا من بيتنا و ترابنا و وطننا .. فإلي متي تقتلون الأهل لنسكت و إلي متي تصادرون أرواح الصغار لننسي ؟ .. قد طفح الكيل و بلغ السيل الزبي و جاز الحزام الطبيين .. آخر قولي لكم أيها الخُنُعُ الخُرّعُ أشباه الرجال أنكم و بخُبثكم نجحتم في تفريق الشمل و تفتيت الأنظمة المعارضه كما نجحتم بتفريق اللُّحمةِ بين أبناء الوطن الحدادي مدادي و لكن رغم التشتت لازال مقتكم و كرهكم ووجوبِ إزالتِكم ثم عقابكم أمراً واحداً يجتمع فيه و عليه الناس كما اجتمعوا علي عبادةِ إلهٍ واحد .. و رغم إيماني أن كلا طرفي قصدِ الأمورِ زميمُ إلاّ أني أبشركم أن الشعب قد أيقن أن لا انتظار لإعادة تنظيم أو تجديد هيكلةٍ لأحزاب أو هيئات و إنما القرارُ القرارُ القرار هو اجتثاثكم فرادي و آحادا و لكلٍّ من ذلك تحرك مختلف و آلياتٍ تختلف و توقيتاتٍ تختلف ، و لينصرن الله من ينصره . [email protected]