رغم حضور عدد من النجوم الكبار في دراما رمضان الحالي مثل عادل إمام ويحيى الفخراني ومحمود عبدالعزيز، إلاّ أن غياب عدد آخر من النجوم يمثل خسارة درامية في السباق الرمضاني. العرب هشام السيد الغائبون لا يعتبرون تاريخيا من النجوم التقليديين يمثل غياب بعض نجوم دراما رمضان الجاري، خسارة إذا عرفنا أن الغائبين حققوا نجاحات ملفتة بأعمالهم في السنوات الماضية، مثل المطربة اللبنانية هيفاء وهبي والنجمين أحمد السقا وكريم عبدالعزيز والنجمة التونسية هند صبري، وكلهم قدموا أعمالا متميزة من قبل. الغياب تتفاوت أسبابه، فمنها ما يعود إلى انشغال النجوم بتصوير أفلام سينمائية، ومنها ما له علاقة بتراجع قدرة منتجي الدراما على الوفاء بالأجور الكبيرة للنجوم، وهو ما دفعهم إلى الاكتفاء بنجوم تقليديين. نجوم جدد الناقدة حنان شومان قالت ل"العرب"، "إن أغلب النجوم الغائبين عن دراما رمضان الجاري لا يعتبرون تاريخيا من نجوم الشهر الكريم، مثل أحمد السقا وأحمد عز وكريم عبدالعزيز". وأرجعت غيابهم إلى تفاقم الأزمة المالية التي ساهمت في تقليص الإنفاق، ومن ثم عدم السعي لجذبهم بسبب أجورهم المرتفعة، فضلا عن دخول نجوم جدد إلى السباق مثل عمرو يوسف وأمير كرارة ومحمد رمضان. ومع ذلك، لفتت شومان إلى وجود كبار النجوم التقليديين الذين اعتاد عليهم الجمهور خلال الماراثون الرمضاني مثل يحيى الفخراني ومحمود عبدالعزيز وعادل إمام ويسرا، بعد أن أصبحوا من سمات الشهر الكريم دراميا. وأضافت أن العديد من المنتجين التفتوا إلى أهمية العرض الدرامي خارج شهر رمضان، حيث يمكن تحقيق نسبة مشاهدة تفوق ما قد يصلون إليه في الماراثون الرمضاني، لذلك لجأوا إلى تأجيل عرض مسلسلاتهم إلى ما بعد رمضان، أو تعمدوا بثها قبله. نجاح الفنان في رمضان له تأثيره أيضا على حضوره في المستقبل، وهو حقيقة فرضها العديد من النجوم ممن مروا بهذه التجربة، الأمر الذي يدفعهم إلى التريث قبل الشروع في عمل جديد تفاديا ل"حرق" أنفسهم سينمائيا. الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي اختارت الغياب عن دراما رمضان رغم نجاحها العام الماضي في مسلسلي "مريم" الذي شاركها بطولته خالد النبوي، و"مولد وصاحبه غايب" مع فيفي عبده. العديد من المنتجين التفتوا إلى أهمية العرض الدرامي خارج شهر رمضان، حيث يمكن تحقيق نسبة مشاهدة تفوق ما قد يصلون إليه في الماراثون الرمضاني ورغم غيابها الإرادي عن السباق الرمضاني، فضلت هيفاء التي أعلنت تأجيل مشاركتها إلى العام المقبل البدء في التحضيرات الخاصة بالعمل الجديد مبكرا دون أن تكشف شيئا عن تفاصيله، وسط انشغالها بتحضيرات ألبومها الجديد. وقررت كذلك الفنانة سمية الخشاب، الابتعاد عن الدراما لبعض الوقت، لعدم وجود السيناريو المناسب لها، كاشفة أنها في مرحلة التحضير لأغنية جديدة ستصور الكليب الخاص بها قريبا مع المخرجة اللبنانية راندلا قديح بعد غياب 6 سنوات عن الغناء. قدمت الخشاب العام الماضي مسلسل "يا أنا يا إنتي" مع الفنانة فيفي عبده وحقق نجاحا متوسطا، ربما كان السبب الرئيسي في عدم رغبتها في الاستمرار في الدراما دون وجود عمل يمثل لها نقلة فنية. الفنانة اللبنانية نيكول سابا تستعد لدخول مسلسل "ولاد تسعة" الذي تبدأ تصوير أول مشاهده أواخر شهر رمضان الجاري تمهيدا لعرضه بعد موسم عيد الفطر، كما أعلن الفنان أحمد عز قبل مدة غيابه عن سباق رمضان، مرجعا السبب إلى عدم وجود أفكار جديدة، قائلا "سأكتفي بالظهور على شاشة السينما من خلال فيلم ‘الخلية' للمخرج طارق العريان". يذكر أن آخر إطلالة رمضانية لأحمد عز كانت من خلال مسلسل "الإكسلانس" عام 2014، مع صلاح عبدالله ومنة فضالي وأحمد رزق، وجسّد شخصية رجل أعمال متهم في قضية قتل. غياب النص الفنانة هند صبري غابت عن السباق، رغم تعاقدها مع المنتج صادق الصباح على تقديم عمل جديد، غير أنها أعلنت رغبتها في التركيز على السينما ولو على حساب الحضور الدرامي الرمضاني المعتاد لها. ولم يكن من ضمن نجوم رمضان الحالي النجمان أحمد السقا وكريم عبدالعزيز، حيث غاب السقا لانشغاله بتصوير فيلم "من 30 سنة"، الذي يجمعه مع منى زكي واللبنانية نور وشريف منير. وقدم السقا في رمضان الماضي مسلسلا ناجحا هو "ذهاب وعودة"، كما قدم كريم عبدالعزيز مسلسل "وش تاني" مع الفنان حسين فهمي دون أن يحقق النجاح المنشود، ربما بسبب مواقيت عرضه. مع أن الفنانة نادية الجندي قررت أن تنافس بمسلسل "المنظومة"، من إخراج وائل فهمي عبدالحميد، إلاّ أنه خرج من السباق الرمضاني لأسباب غير معلنة. دخول الفضائيات إلى عالم الإنتاج الدرامي ساهم بشكل كبير في احتكار نجوم بعينهم للعمل الدرامي، بالتالي لا يمكن الجزم بأن الفنان هو صاحب القرار النهائي في الظهور من عدمه الفنانة هنا شيحة اعتذرت عن المشاركة في العديد من الأعمال الدرامية الرمضانية التي عرضت عليها العام الحالي، لعدم وجود الدور المناسب لها، بعد نجاحها في العام الماضي في مسلسل "العهد"، مع غادة عادل وآسر ياسين وكنده علوش. وأوضح الناقد شريف نادي أن بعض النجوم الشباب وجدوا أنفسهم مضطرين للالتزام بعقود وقعوها مع جهات الإنتاج لتصوير أفلام سينمائية قبل عيد الفطر، ثم امتد تصوير معظم الأفلام حتى الآن، نظرا إلى ظروف إنتاجية ما حرم هؤلاء النجوم من اللحاق بدراما رمضان. قال نادي ل"العرب"، "إن الغائبين عن دراما رمضان بعضهم بالفعل يقوم بتصوير عدد من المسلسلات، لكن لم يحالفهم الحظ للحاق بركب الموسم الرمضاني، ما اضطر المنتجين للانتظار خارج رمضان". وأضاف أن دخول الفضائيات إلى عالم الإنتاج الدرامي ساهم بشكل كبير في احتكار نجوم بعينهم للعمل الدرامي، بالتالي لا يمكن الجزم بأن الفنان هو صاحب القرار النهائي في الظهور من عدمه. وختم شريف نادي مؤكدا اعتقاده بأن الفنان إذا كان يملك الخيار لا يمكن له الابتعاد عن الشاشة الصغيرة في هذا الشهر المميز، في حال وجد نصا دراميا يصل به إلى الجمهور العربي.