لماذا تحاربون الفتى الذهبي طه سليمان؟ صحيح أن الفنان الشاب الرائع طه سليمان لم يحالفه التوفيق حينما تساءل عما إذا كان الصحفيون الفنيون يعانون من مرض نفسي, وزاد مخاطباً الصحفيين الحاضرين المؤتمر (أنتو الحاجة دي بدرِّسوها ليكم في الجامعات ولا شنو)، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته شركة "اهات" وشركة "خزف" وقناة النيل الأزرق بالسلام روتانا لمناقشة مسلسل (وتر حساس), ولكن حسب علمي حيث إنني لم أحضر هذه المؤتمر إنه اعتذر للصحفيين قبل أن يبارحوا أماكنهم وينسحبوا من المؤتمر الصحفي عن زلة لسان أو قل كلمة خرجت في لحظة غضب, فالفتى اعتذر عما بدر منه وسحب الكلمة على الهواء مباشرة, وعلى مرأى ومسمع الحضور, فماذا تريدون أن يفعل أكثر من ذلك؟, ولماذا تصوِّبون سهامكم (السامة) نحوه بهذه الطريقة العنيفة. إن الله غفور رحيم، فمن نكون نحن حتى لا نقبل اعتذاره, فنشن عليه كل هذا الهجوم. الفنان الشاب الرائع طه سليمان ومهما حدث منه فإن ذلك لا ينفي أنه شخصية فريدة من نوعها, متعدد المواهب, وليس غريباً أو عيباً أن يجد نفسه في ممارسة كل هذه المواهب دفعة واحدة طالما أنه قادر على العطاء, وطالما أن ممارسة هذه المواهب محكومة بزمان ومكان لكل واحدة منهم, وطالما أن لديه الوقت الكاف الذي يسمح له بممارسة كل هذه الفنون من فنان غنائي ومقدم برامج وممثل, ما الذي يمنع طالما أنه حريص على أن يعطي كل واحدة حقها من الاهتمام في المكان والزمان المناسبين, ويجتهد بقدر عالٍ من أن لا تطغى واحدة عن الأخرى, فلماذا نحاربه ؟, وكل الأدلة والشواهد تؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أنه نجح في ممارسة الثلاث مواهب وحظي بإعجاب وتقدير كل المشاهدين للجهد الخرافي الذي يبذله هذا الفتى, فكان من باب أولى أن ندعمه ونشيد به ونشد من أزره ونبارك له هذا النجاح بدلاً من أن نشن عليه كل هذا الهجوم غير المستحق وغير المبرر. مليار ونصف المليار جنيه (كتيرة) على مسلسل سوداني التكلفة الإنتاجية الكلية لمسلسل (وتر حساس) بلغت مليار ونصف المليار جنيه سوداني, هذا ما جاء على لسان جمال عبد الرحمن مدير شركة (خزف) المشاركة في إنتاج المسلسل. أولاً: كان من باب أولى توظيف هذا المبلغ لبناء مستشفى سرطان الأطفال, وهو الموضوع الرئيس الذي تناوله بالبحث والتحليل المسلسل. ثانياً : تكلفة إنتاج المسلسل كبيرة جداً - رقم خرافي قياساً بما تم صرفه على مسلسلات سودانية أنتجت من قبل ولم تكلف الخزينة ربع هذا المبلغ, لكنها ما زالت عالقة في ذاكرة المشاهدين حتى الآن, وعلى سبيل المثال: (أقمار الضواحي – موت الضان – اللواء الأبيض – الشاهد والضحية) وغيرها، فالأثر الذي تركته هذه المسلسلات في ذاكرة المشاهدين لم يحظ به مسلسل (وتر حساس) رقم كل هذا الصرف البزخي – الحسنة الوحيدة في هذا المسلسل أنها قدمت لنا ممثل سوداني من طراز فريد ونادر يرجى منه في المستقبل القريب وهو الممثل طه سيلمان. التيار