دشن منتخب الشباب السوداني لكرة القدم استعداداته لنهائيات أمم إفريقيا للشباب في زامبيا بحصة أولى لمحطة إعداد بملعب أكادمية تقانة عصر أمس الأربعاء، ولكن ظهر على نحو واضح أزمة وخلاف مكتوم بين اتحاد الكرة السوداني واللجنة التي كونها رئيس الجمهورية للإشراف على إعداد المنتخب حتى موعد سفره إلى زامبيا. بدأت بوادر صراع تظهر بين الاتحاد وتلك اللجنة في السيطرة على التفاصيل الفنية والإدارية بسرعة منذ الأسبوع الماضي، فالمنتخب في الأصل فريق كرة قدم يتبع لاتحاد الكرة السوداني، وبالتالي فإن شؤونه الإدارية والفنية تقع ضمن اختصاص اتحاد الكرة، مثله مثل فريق كرة القدم بالنادي. على الجانب الآخر ترى اللجنة الرئاسية أنها تتمتع بنفوذ من سيوفر المال الذي يعين المنتخب على تنفيذ فترة إعداد مثالية بدون أي معاناة، علما بأن توفير المال أمر ليس بمقدور الاتحاد السوداني القيام به في ظل انسحاب أمين صندوق اتحاد الكرة السوداني أسامة عطا المنان عن تقديم أي دعم مالي للمنتخبات في الفترة الأخيرة بسبب تداعيات أزمة إدارة الكرة السودانية بين اتحاد الكرة ووزارة الرياضة. وعلى ضوء تلك المعطيات فإن اللجنة الرئاسية وبحكم تكوينها السيادي ومقدرتها على توفير المال وهو عصب العملية الإعدادية ترى أنها يجب أن تجد تقديرا أن تشارك في القرارات حول شؤون المنتخب. وأصدرت اللجنة الرئاسية لدعم منتخب الشباب السوداني قرارا في الأسبوع الماضي بالاستعانة بلاعب ومهاجم المريخ الدولي السابق منتصر الزاكي الملقب ب"زيكو" وهو لاعب كرة كان مميزا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، بتولي أعباء المهمة الإدارية، وقد ظهر زيكو في محيط اتحاد الكرة السوداني بل والتقى الأمين العام لاتحاد الكرة السوداني منتصف هذا الأسبوع. وسريعا أبدى المدير الفني تحفظه لمنتخب الشباب مبارك سليمان وهو المدرب المساعد بالهلال في ذات الوقت، تحفظه المعلن عبر الصحف، على اختيار زيكو والاستغناء عن الجهاز الإداري السابق، ودخل رفض مبارك في إطار ضعف الود بين لاعبي الهلال والمريخ في العمل سويا بالمنتخبات وهي حالة المتسبب برفع من درجة التوتر والتوجس فيها الإعلام السوداني الذي ينظم الحملات المكثفة لوضع أحد لاعبي النادي السابقين رئيسا لزميله في تلك المنتخبات، وهو أمر تسبب أيضا في انقسام الجماهير حول المنتخبات السودانية. والشاهد أنه بتلك اللغة غير الموضوعية تخوف المدرب مبارك "الهلالي" أن يقع تحت كماشة إدارية وفنية "مريخية" بمنتخب الشباب فالمستشار الفني للمنتخب هو مازدا والمدرب المساعد هو أمير دامر إلى جانب المدير الإداري المقترح هو زيكو والثلاثي لاعبون سابقون بالمريخ وعلم "" حدوث تطور في الأمر بتدخل رئيس الاتحاد السوداني الدكتور معتصم جعفر ورفضه لتعيين زيكو في محادثة هاتفية جرت بينه وبين رئيس اللجنة الرئاسية محمد الشيخ مدني، مرحبا بعمل اللجنة في المنتخب رافضا تدخلها في الجوانب الإدارية والفنية بالمنتخب. وتباهى بمقدرته على الاستعانة بإتحادات صديقة لإعداد منتخب الشباب منذ الآن وحتى خوضه النهائيات، وهو أمر رفضه عدد من أعضاء اللجنة الرئاسية باعتبار أن إعداد المنتخب بتلك الطريقة يعني التسول باسم علم دولة يرتدي ألوان علمها منتخب كرة قدم. وانتظر الكثيرون انفجار الموقف في أول حصة تدريبية جرت أمس الأربعاء، ولكن وكما تابع "", كان التوتر باديا على الجميع، فقد غاب زيكو المدير الإداري المقترح من قبل اللجنة عن التدريب، وقال إنه لن يباشر مهامه ما لم يتسلم خطابا رسميا يكلفه بالمهمة. وفي ذات الوقت حضر مبارك سليمان المدير الفني قبل الحصة التدريبية، وغادر ملعب الأكاديمية وحضر الحصة التدريبية مع الهلال، ثم عاد للأكاديمية بعد نهاية الحصة التدريبية لمنتخب الشباب. ولم يحضر أي مسؤول من اتحاد الكرة لمتابعة تدشين الإعداد للمنتخب الشاب لكن حضر من جانب اللجنة الرئاسية العضو محمد جعفر قريش الذي تجاذب أطراف الحديث مع المستشار الفني للمنتخب وأعاد معه ترتيب برنامج المنتخب لما بعد العيد. وتبرز من كل تلك التداعيات حول الوضع الإدارة والفني بمنتخب الشباب أن هناك أزمة ثقة بين مسؤولي الاتحاد السوداني واللجنة الرئاسية. كووورة