أجرى الرئيس الجنوبي سلفا كير ميارديت مباحثات مع قادة الأحزاب الشمالية المعارضة، وعلمت «الشرق الأوسط» أن اللقاء بحث مستقبل العلاقات بين الشمال والجنوب، على خلفية استقلال الدولة الجنوبية، وأكد سلفا كير خلال اللقاء استعداده للتعاون وعلاقات متميزة بين البلدين، وأكد رغبته في خلق حدود مرنة، واستمرار المصالح المشتركة. وأرسل سلفا كير تطمينات للشماليين في الجنوب بأنهم سيبقون في الجنوب وسيعيشون أحرارا وكراما، فيما تعهد القادة الشماليون بالعمل على تقوية الأواصر بين الشعبين. وشارك في اللقاء الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، والدكتور حسن الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي ومحمد إبراهيم نقد الأمين العام للحزب الشيوعي السوداني، وممثلون عن الحزب الاتحادي الديمقراطي، ومالك عقار رئيس الحركة الشعبية في الشمال، وأمينها العام ياسر عرمان. تأتي اللقاءات في وقت قال فيه الرئيس السوداني عمر البشير ل«بي بي سي» أول من أمس إن السودان قد يلجأ إلى رفع السلاح في وجه الدولة الجديدة في الجنوب إذا لم تحل مشكلة منطقة أبيي المتنازع عليها والغنية بالنفط. وأضاف البشير، في مقابلة مع برنامج «هاردتوك» التلفزيوني، أن أبيي «جزء لا يتجزأ من السودان»، وأن أي محاولة للإخلال بالبروتوكول الموقع بين البلدين سيؤدي إلى تجديد الصراع بينهما. وأوضح أنه يرغب في رحيل قوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة من دولة السودان الجنوبي المستقلة حديثا، لكنه رحب في الوقت نفسه بوجود قوات إثيوبية محلها. وقال: «عندما جئنا إلى السلام جئناه عن قناعة، وكنا منتصرين في كل ميادين القتال، وكنا نقاتل من أجل السلام، وقسمنا السودان من أجل السلام، ونحن حريصون على هذا السلام، ولن نقاتل إلا إذا أجبرنا على القتال». وكان ثابو مبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق قد ذكر في 20 يونيو (حزيران) الماضي أن قادة الشمال والسودان الجنوبي توصلوا إلى اتفاق ينص على جعل أبيي منطقة منزوعة السلاح وسحب القوات العسكرية منها والسماح لقوة حفظ سلام إثيوبية بالانتشار فيها الشرق الاوسط