وقفت عثرة جينية في طريق الحب بالنسبة لحلزون حديقة وحيد ومميز يدعى جيريمي. ورغم كل الظروف التي يواجهها، وبفضل بحث عالمي، وجد جيريمي شريكاً (أو اثنين). جيريمي حلزون "أعسر"، مما يعني أن قوقعته تلتف عكس اتجاه عقارب الساعة، وأعضاءه التناسلية على الجانب الأيسر من رأسه. أي إنه انعكاس في المرآة لأفراد فصيلته الآخرين، ويعني ذلك أنه لن يتمكن من التزاوج مع حلزونات طبيعية؛ لأن الأعضاء التناسلية لن تتقارب. ربّما يكون جيريمي واحداً في المليون، كما يقول عالم الجينات أنجوس دافيسون من جامعة نوتينغهام، إلا أن العلماء يعتقدون الآن أن ميزة جيريمي قد توجد في واحد من كل 100.000 حلزون. ويعمل فريق دافيسون من أجل تحديد الجين الذي يجعل قوقعة جيريمي تدور إلى اليسار، فقد تكون دراسة ذريته مفيدة لأبحاثهم. وبالصدفة، سُمي جيريمي على اسم جيريمي كوربين، قائد حزب العمل البريطاني المولع بالحدائق. وجّه الفريق نداءً للعامة "من أجل المساعدة في إيجاد شريك للرخوي الوحيد"، ونشروا الخبر باستخدام هاشتاغ #snaillove. وفقاً لعبارة موقع Popular Science البديعة، "حتى الحلزونات تستخدم تطبيقات المواعدة". وفوراً، أثار جيريمي، الذي عُثر عليه في كومة سماد بلندن، ضجة إعلامية عالمية ليصبح مشهوراً، أو "shellebrity" (اشتقاقاً من سلبيريتي أو مشهور)، حسبما يقول دافيسون. يضيف: "لم نعرف فعلاً هل هناك أمل أم لا، أو ما هي احتمالات نجاحنا في إيجاد حلزونة، لكن الأمر نجح - وجدنا اثنتين". مالكا الحلزونتين لكل منهما قصة مختلفة تماماً. يضيف دافيسون: "كلاهما مولع بالحلزونات، وكلاهما يظن أن الناس يجب أن يعرفوا أكثر بشأن حيوان الحلزون. لكن فيما عدا هذا، لا شيء مشتركاً بينهما". المتنافس رقم 1: حلزون اسمه "أعسر" Lefty، تربيه امرأة مولعة بالحلزونات بالقرب من إبسويتش، بالولايات المتحدة. وقد تواصلت مع الفريق ما إن سمعت بالطلب، وفقاً لدافيسون. المتنافس رقم 2: حلزون في مايوركا الإسبانية، عثر عليه مزارع حلزونات يدير مطعماً متخصص في تقديم الحلزون. سمع المزارع بشأن الطلب، ثمّ بعدها بيومين عثر على واحدة تدور قوقعتها في الاتجاه الآخر، وهو يجهز الحلزونات قبل طهوها. يقول دافيسون إن جيريمي قابل ليفتي - "يمكنك أن تسميه شهر عسلٍ إن شئت". شوهد الاثنان "يتغازلان"، وهو ما يعني يتبادلان العضات الخفيفة، لكنه يُجزم بأنهما لم يتزاوجا بعد. الطريقة التي تتزاوج بها الحلزونات "غريبة بشكل مذهل"، وفقاً لدافيسون. التواصل الجسدي يُعرف باسم "التخصيب التصادمي"، والجماع يبدأ بطعن بعضيهما بعضاً ب"سهام الحب" - رماح صغيرة من الكالسيوم تنقل الهرمونات. الحلزونات حيوانات مخنثة، مما يعني أنّها مذكرة ومؤنثة في الوقت ذاته، و"تخصب كل واحدة منهما الأخرى بالتبادل" وكلاهما ينتج ذرية. مفاجأة أخرى، هي أن الحلزون يمكنه التكاثر وحده؛ لأن الحلزونات مخنثة. لكن دافيسون يقول إن حدوث هذا "نادر جداً، لكن الحلزون يفضل التزاوج مع آخر/أخرى". فزواج الأقارب "ليس استراتيجية جيدة على العموم". الفكرة هي أن يمضي جيريمي وقتاً مع ليفتي حتى يتزاوجا، وحينها سيكون الأمر واضحاً لأن سهام الحب هياكل كبيرة يُمكن مشاهدتها داخل الحوض. ذريتهما ستوفر إجابة لسؤال كبير: هل سينتج عن تزاوج الحلزونتين المزيد من الحلزونات العسراء، أم أنّها ستكون حلزونات عادية؟ وحتى إن وجد جيريمي الحب مع ليفتي، يستكشف فريق دافيسون طرائق لتقديم جيريمي للحلزونة من مايوركا. وفي وقتٍ سابق من هذا العام، نشر الفريق بحثاً في دورية Current Biology يُشير إلى أن الجين الذي يسبب دوران القوقعة في عكس اتجاه عقارب الساعة يمكنه أيضاً أن "يعطي أدلة عن كيف يؤثر الجين نفسه على عدم تماثل الجسد في حيوانات أخرى، ومن ضمنها الإنسان".