أعلنت الأممالمتحدة، أمس، حالة المجاعة رسمياً في منطقتي جنوب باكول وشابيل السفلى في الصومال اللتين ضربهما الجفاف الحاد مهدداً بحصد أرواح أكثر من 350 ألف شخص، في وقت تحدثت المنظمة عن «أخطر أزمة غذائية في أفريقيا» منذ 20 عاما داعية إلى تضافر الجهود للحؤول دون زيادة الوضع سوءا على خلفية التجاهل العالمي لمحنة الصومال. وفيما اعتبرت المنظمة أن نصف الشعب الصومالي تقريبا، أي 3,7 ملايين نسمة يعيش 2,8 منهم في الجنوب، باتوا يواجهون وضعاً مأزوماً، كشفت أن نسب الوفيات وسوء التغذية في المنطقتين اللتين اجتاحتهما المجاعة، تفوق نسب الأزمات السابقة التي ضربت النيجر وأثيوبيا والسودان في أعوام سابقة. وحذر منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في الصومال مارك بودين، في تصريح أدلى به في نيروبي، من انه «إذا لم نتحرك الآن، ستمتد المجاعة إلى المناطق الثماني الأخرى في جنوب الصومال خلال الشهرين المقبلين، بسبب رداءة المحاصيل وظهور أمراض معدية». وأكدت الأممالمتحدة أن الوضع يزداد سوءاً نتيجة الحرب الأهلية، مشيرة إلى أن المنطقتين الأكثر تضررا من المجاعة تقعان تحت سيطرة حركة الشباب الإسلامية المتمردة، بينما رحب المتمردون الصوماليون الشباب بالإعلان وأبدوا استعدادهم للقبول بمساعدة عاجلة للسكان، وفق ما قال قيادي رفيع في صفوفهم. وكان المتمردون اجبروا الوكالات الإنسانية على مغادرة الصومال عام 2009، ليعودوا ويرحبوا باستقبال هذه الوكالات مجددا في بداية الشهر الحالي «شرط أن تكون نيتها فقط مساعدة من يعانون». وفي وقت بدأت موجة الجفاف تتسع مهددة كلا من جيبوتي وأثيوبيا وكينيا وأوغندا، طلبت منظمة الأممالمتحدة للتغذية والزراعة «الفاو» مبلغ 120 مليون دولار إضافياً لمساعدة دول القرن الإفريقي. وقالت المنظمة في بيان «نطلب مبلغاً إضافياً من 120 مليون دولار لمواجهة الأزمة الإقليمية في القرن الإفريقي، من بينها 70 مليوناً للصومال و50 لأثيوبيا وكينيا وجيبوتي وأوغندا»، مشددة على ضرورة عدم إغفال «الأزمة الإنسانية في السودان وجنوب السودان التي طلبت الفاو لمكافحتها 37 مليون دولار إضافيا». ويحمل الجفاف والنزاعات آلاف الصوماليين على السير لأسابيع باتجاه اثيوبيا وكينيا، آملين في ان يجدوا في هذين البلدين المجاورين مساعدة انسانية لا يستطيعون الحصول عليها في بلدهم. واتهمت منظمة «أوكسفام» الحكومات الأوروبية «بالاهمال المتعمد» مع تسبب نقص في المعونات قيمته 800 مليون دولار، بينما دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى اتخاذ تدابير فورية، وأخرى تنظيمية، «لتعزيز قدرة المنطقة على التحرك لدى وقوع أزمات في المستقبل». إلى ذلك، نددت منظمة العفو الدولية ب»جرائم الحرب» ضد الأطفال الصوماليين، خصوصاً «التجنيد المنتظم» لهم من قبل حركة الشباب الإسلامية.