الخرطوم : استدعت وزارة الخارجية السودانية، أمس الأحد، القائم بأعمال سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الخرطوم بعد قرار بمنع السودانيين من دخول الولاياتالمتحدة. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر أمرا تنفيذيا يمنع دخول المهاجرين إلى الولاياتالمتحدة لمدة أربعة أشهر ومنع أيضا المسافرين من السودان وست دول إسلامية أخرى من دخول الولاياتالمتحدة لمدة 90 يوما. ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن الخارجية قولها إن «السودان ينتظر من حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية أن يتم رفع اسم السودان عاجلاً من قائمة الدول الراعية للإرهاب وأن يعاد النظر في القرار التنفيذي 13769 الذي قيد دخول المواطنين السودانيين للولايات المتحدة». وقالت الخارجية: «من المؤسف حقاً أن جاء القرار متزامناً مع إنجاز البلدين لخطوة تاريخية مهمة برفع العقوبات الاقتصادية والتجارية الأمريكية عن السودان وشروع المؤسسات الاقتصادية والمالية ورجال المال والأعمال في البلدين، في التواصل وفي تطوير مشروعاتهم الاستثمارية والتجارية بغية توظيف ما يتمتع به البلدان من موارد وإمكانات طبيعية وبشرية واقتصادية هائلة لصالح شعبي البلدين». وحسب وكالة الأنباء الرسمية، فقد أدان محمد المصطفى الضو، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني، القرار، مشيراً إلى أن «صدوره تزامن مع تطلع السودان بعد رفع الحظر الاقتصادي في الأيام القليلة الماضية إلى مزيد من الاعتماد المتبادل بين قطاعات الشعبين والتواصل بين قطاعات البلدين من خلال مشاريع ملموسة تصب في مصلحة الشعبين». وتداول السودانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الحالات التي حدثت لمواطنين كانوا في طريقهم للولايات المتحدة بتأشيرات مسبقة، ما عكس حالات الإحباط والمشاكل التي تسبب بها هذه القرار. وذكرت وكالة «رويترز»، أن طالبة سودانية تعرضت لاحتجاز مهين، عقب عودتها من الخرطوم، رغم أنها تحمل إقامة قانونية في الولاياتالمتحدة. وفتح العديد من السودانين باب النقاش حول جواز السفر السوداني، مشيرين لسهولة اقتنائه للأجانب وتم عرض صور العديد من الأجانب الذين يحملون وثائق سفر سودانية. وجرى تداول وثائق، لم يتسن التأكد من صحتها، تشير لمنح مواطنين من عدة دول الجنسية السودانية بموافقة رئاسة الجمهورية. وأصدرت سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الخرطوم تعميماً أكدت فيه وقف إصدار التأشيرات للأجانب من بلدان عديدة هي العراق، إيران، ليبيا، الصومال، السودان، سوريا واليمن على الفور حتى إشعار آخر، وذلك بعد أيام قليلة من دعوة السفارة للطلاب السودانيين للتقديم للدراسة في أمريكا في مختلف التخصصات. وطالبت سفارة واشنطن، مواطني الدول المذكورة بعدم التقديم للحصول على تأشيرة دخول أمريكا وعدم دفع أي رسوم بهذا الخصوص. وأضافت أن القرار يشمل حتى الذين بدأوا الإجراءات ونصحتهم بعدم المضي قدماً في هذا الاتجاه، مشيرة إلى أن القرار لا يشمل السفر لأغراض حكومية رسمية أو إنابة عن المنظمات الإنسانية. وحول خلفيات القرار، يرى الصحافي موسى حامد، أن «وصول ترامب إلى سُدة الرئاسة، جاء وفقاً لتخطيطٍ مدروسٍ، لمؤسسات قويّة في الولاياتالمتحدة، ترى بأنّ مصالح دولتها في تمرير جُملة من القرارات، التي بدأت بالفعل بمنع مهاجري بعض الدول العربية/الإسلامية من دخول أمريكا». وتابع: «القرارات الكبيرة، للمؤسسات القوية في أمريكا، لن تصدر إلا عبر شخصيات بمواصفات ترامب، متهورة، غرائبية، شُعوبية، كارهة للآخر، وتُصنّف كل تصرفاتها ضمن الكوميديا السوداء». وأعتبر أن «هذه القرارات والتي وصفها بالعنصرية، تتعارض مع القوانين الأمريكية وحقوق الإنسان، وتصدر وفق مخطط، وترتيب لهذه المؤسسات، التي تنظر بالأساس إلى مصلحة الولاياتالمتحدة فقط، لا غيرها»، موضحاً أن «هذه المؤسساتٌ تعرف تماماً أنّ قراراتها الغرائبية هذه، في حاجة إلى رئيس غرائبي». ورغم أن المحلل وأستاذ العلوم السياسية، صلاح الدومة، انتقد طريقة منح الجنسية السودانية للأجانب في الفترة الأخيرة ووصفها بالعشوائية، مؤكداً أن الشعب هو الذي يدفع الثمن، لكنه لم يُرجع قرار منع السودانيين من دخول أمريكا لهذا الأمر. وأكد أن القرار لا يعكس السياسة الأمريكية بقدر ما يحدد حالة شاذة لرئيس أمريكي وصفه بغير السوي. وأضاف: «حتى الشعب الأمريكي رفض ترامب رغم أنه وصل إلى البيت الأبيض عبر صناديق الإقتراع، وتظاهر الآلاف ضده مرتين، الأولى يوم إعلان النتيجة والثانية يوم تنصيبه، يضاف إلى ذلك رفض المجتمع الدولي لسياسة الرئيس الأمريكي الجديد ووصفها بالحماقة». ولفت إلى أن «الخطر قادم»، متوقعاً أن «يلغي ترامب القرارات التي أصدرها أوباما والخاصة برفع أو تعليق العقوبات الاقتصادية ضد السودان، خاصة وأنه بدأ ينفذ كل وعوده الانتخابية والتي ترتكز بشكل واضح على عزل الدول أو الحكومات ذات الخلفية الإسلامية والضغط عليها». وأعلنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية يوم السبت الماضي قرارا يحظر دخول مواطني سبع دول هي : السودان، سوريا، العراق، إيران، اليمن، ليبيا والصومال. وقالت الوزارة إن القرار يشمل أيضا حملة البطاقة الخضراء التي تسمح لهم بالإقامة الدائمة بشكل شرعي في الولاياتالمتحدة. القدس العربي