يعيش فيرناندو توريس مهاجم أتلتيكو مدريد فترة رائعة حاليا، يعول عليها الكثيرون لقلب الحسابات في مباراة إياب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا الثلاثاء المقبل، حين يحل الأتلتي ضيفا على ملعب كامب نو، الذي شهد تسجيل المهاجم الإسباني 6 أهداف، وساهم في آخر فوزين للروخيبلانكوس. ولا يعد "كامب نو" مجرد ملعب، فهناك حيث سيحاول توريس مع الأتلتي تعويض خسارته 1-2 ذهابا، سبق وتمكن من تحقيق الفوز بقميص الأتلتي والوصول لنهائي دوري الأبطال، وتسجيل أهداف جلبت الفوز، بل هو أيضا حيث خاض مباراته الأولى في الليجا، لكنه من ناحية أخرى كان المكان الذي شهد الموسم الماضي تعرضه للطرد في ربع النهائي. وكانت آخر الذكريات السيئة لتوريس بملعب كامب نو هي الزيارة الأخيرة للأتلتي وتعرض فيها المهاجم الإسباني للطرد بعد أن نال البطاقة الصفراء الثانية، إثر تدخله على سيرجيو بوسكيتس. وكان فريقه متقدما قبلها 1-0 بهدف سجله بنفسه، ليرتفع عدد الأهداف التي سجلها في هذا الملعب إلى 6. وسجل توريس 4 أهداف أخرى للأتلتي بملعب كامب نو حسمت الفوز لصالح الروخيبلانكوس، وتحديدا في آخر مواجهتين خارج أرضه أمام برشلونة، وقبل عقد تقريبا، بواقع ثنائية في كل مرة. وتلعب المصادفة دورها هنا أيضا، حيث جرى هذان اللقاءان في شهر فبراير/ شباط، الذي سيشهد هذا العام مباراة الإياب في السابع من الشهر. وفيما يتعلق بالمواجهتين السابقتين، فقد كانت أولهما في السادس من فبراير/ شباط 2005، وانتهت بفوز أتلتيكو مدريد بهدفين حملا توقيع توريس، والثانية في الخامس من فبراير/ شباط 2006 وكان هذا التاريخ تحديدا هو آخر مرة يفوز فيها الأتلتي على البرسا بملعب كامب نو. وسجل توريس وقتها هدفين من ثلاثية أتلتيكو التي أتمها الأرجنتيني ماكسي رودريجيز. 6 أهداف إجمالا في شباك البرسا على ملعبه، والضعف تقريبا، 11، باحتساب المواجهات على ملعب فيسنتي كالديرون، الذي شهد أداء مميزا من توريس في لقاء الذهاب الأربعاء الماضي. كما تمكن توريس من تسجيل هدف في شباك البارسا على "كامب نو" عندما كان يرتدي قميص تشيلسي، في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2011-2012. ويبدو أن فورة توريس آخذة في التصاعد وهو ما أظهره بهدفين في مرمى ليجانيس السبت الماضي في الليجا. ويقول زميله المدافع دييجو جودين "هو على ما يرام. ليس فقط أمام برشلونة، فقد ظهر بشكل رائع أمام ألافيس. قد تدور التساؤلات حول ما إذا كان سيؤدي بصورة أفضل أم أسوأ لو تم الدفع به، لكن فيرناندو دائما ما يدخل أرضية الملعب ويقدم كل شيء". وأضاف المدافع "وظف أمس السبت هذا اللعب والعمل الرائع لصالح الفريق بهدفين، وهو الأمر الذي يحتاج له المهاجمون". واتفق معه الظهير البرازيلي فيليبي لويس بقوله "رأيته كما عهدته دوما، يقاتل ويكافح وفوق كل ذلك يلعب من أجل الفريق. إنه لاعب مهم للغاية". من جانبه أكد المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني "4 أيام رائعة من توريس. يلخص هذا كل ما يتعلق بمواصلة العمل والكفاح، لم يقع عليه الاختيار للعب لكنه تدرب على أفضل نحو ممكن. وهذه أفضل ميزة يحظى بها توريس، ليس الآن فحسب، بل دائما"، وذلك بعد دقائق من الفوز 2-0 على ليجانيس. وتابع بعدها سيميوني "نتابع نحن المدربون ما نراه وبالطبع نحتاج لأهداف"، ما يعني احتمالية كبيرة للدفع بتوريس أساسيا في موقعة كامب نو، التحدي الأقرب للمهاجم الذي لم يظهر في التشكيل الأساسي هذا الموسم في مباراتين متتاليتين ولو لمرة واحدة.