نفذت محلية الخرطوم أمس نقلاً جزئياً لعدد من خطوط المواصلات من موقف السكة حديد "كركر" لموقف "شروني". وشملت الخطوط التي تم نقلها مركبات "أركويت المعمورة مايو السلمة الجريف غرب الفردوس والمجاهدين". الشاهد أن هذا الإجراء لم يرق لكثير من المواطنين، خصوصًا أن غالبية الذين التقتهم (الصيحة) لم يكونوا على علم بهذا الإجراء، ولمعرفة مدى توفر الطرق الرابطة بين الموقفين وإزالة العوائق والعلامات المرورية التي وعد بها المعتمد قبيل التنفيذ زرنا المكان وخرجنا بالآتي: مشاهد من الحدث (الصيحة) حرصت على المرابطة صباحًا بالموقف محل الإجراء لمعرفة مدى انسياب الحركة خصوصا المارة ومدى ردة فعل الشارع وأصحاب المركبات، فالملاحظ أن المشهد السائد منذ الصباح ما بين موقف "كركر" وشروني شبيه بشعيرة السعي بين الصفا والمروة، ولكن هنا كان التذمر حاضرًا وسط المواطنين من تعقيد الحركة خصوصًا وأن الطرق الرابطة بين الموقفين منعدمة تماماً مع قليل من أكوام الأتربة التي توجد بين جانبي الطريق، فلا مجال للمركبات أياً كان نوعها أن تصل إلى موقف شروني من موقف كركر مباشرة، وعلى الركاب أن يستأجروا أصغر المركبات لتقلهم إلى ما قبل موقف شروني بقليل، وهناك تجد كوماً من القمامة والأوساخ تقف عندها المركبة لتبدأ مسيرة راجلة إلى ضاحية "شروني" وتكون الحركة منسابة بوسط حي السكة حديد الذي تحول إلى سوق جديد وموقف مصغر لأصحاب المركبات الصغيرة. الضحك رفيق الغضب النور عبد الرحمن سائق مركبة "حافلة" تعمل بخط مايو، بدأ حديثه للصيحة والضحك لم يفارقه إلى أن ختم حديثه، وقال بأنه كان متفائلاً منذ أن سمع النبأ ليلاً بترحيل جزئي للمركبات من موقف كركر نسبة للضائقة التي يمر بها الموقف الذي اكتظ بالمركبات، وأشار النور إلى أن أمله تبدد بعد أن فشل المعتمد في الإيفاء بما وعد وخاصة إصلاح الطرق الرابطة بين الموقفين، موضحاً بأنه تفاجأ صباحاً بأن الطريق الى شروني صعب المراس ولا وسيلة للركاب إلا المشي بعد أن يقطعوا قليلاً من المسافة بالركشات التي لن تستطيع الوصول إلى الموقف أيضاً. غياب الشورى ومضى النور إلى أبعد من ذلك، وقال إنه ينبغي على المحلية عندما تريد أن تجري مثل هذا الإجراء أن تضع في الاعتبار مشورة أصحاب المركبات، فقد يجدون منهم أفكاراً تساعدهم في الحلول مبدياً أسفه لعدم اهتمام المحلية بصيانة الطريق الرابط بين الموقفين ولو كان من التراب، لتغطية وعورة الطريق الذي ظل مصادقاً للنفايات بجانب وعورته التي لم تنتبه لها المحلية، خاتماً حديثه للصيحة بأنه كصاحب مركبة غير متضرر لأنه يقف في المكان المحدد له ولكنه عاد ليقول إن المعاناة تقع على كاهل المواطن الذي يسير مسافة ليست بالقصيرة راجلاً إلى أن يصل الموقف الجديد، وناشد السلطات بضرورة معالجة الطرق التي تربط بين الموقفين. للمعاناة أكثر من وجه المواطن الضو عبد الله وجدته جالساً يلتقط أنفاسه بعد أن قطع المسافة راجلاً، فبدأ حديثه واصفاً قرار المعتمد بالمتخبط مبررًا ذلك، وقال إن القرار لم يراع الظروف المصاحبة لإجراءات النقل، وأضاف: "لو كان أبو شنب بمشي بالمواصلات ما كان عمل كده قبال ما يعمل طريق ولو بتاع تراب ساكت"، مشيراً إلى معاناته في الوصول إلى الموقف خصوصًا وأن المركبات لا تستطيع الوصول حتى الموقف. حزمة ثانية معتمد محلية الخرطوم الفريق ركن أحمد علي أبوشنب قال عقب تدشينه خط المواصلات من موقف كركر إلى شروني بأن هذه الإجراءات تأتي ضمن استكمال تنفيذ الحزمة الثانية من إعادة هيكلة وتنظيم عمل المواقف وخطوط المواصلات لفك ظاهرة الاكتظاظ المروري والضغط المتزايد من المركبات على موقف كركر، مشيرًا إلى استكمال جميع الترتيبات والخدمات لاستقبال خطوط المواصلات المذكورة. واقع مخالف لكن الترتيبات والخدمات التي أشار إليها المعتمد وقطع باكتمالها يكذبها الواقع تماماً، وهو ما رأيته بأم عيني وأكده لي حديثي مع الطيب الرشيد، وهو صاحب تاكسي أجرة، والذي قال إن الخدمات معدومة تماماً في جانبي المسافة بين الموقفين. واتفق الطيب مع من سبقوه بالحديث للصيحة حول عدم وجود طرق تربط بين الموقفين، وهو الأمر الذي أدى إلى اكتظاظ الطريق بالمارة المتجهين من وإلى الموقف. المدير التنفيذي للمحلية أحمد المليجي أكد تركيب العلامات المرورية وتحديد المسارات للدخول والخروج من وإلى الموقف وتعهد بإزالة كل العقبات وتوفير الخدمات وإزالة العوائق التي كانت تعترض تشغيل موقف شروني في السابق. الرحيل المر حديث المدير التنفيذي أعلاه لم يرق للمواطنة فاطمة عبد الرحمن التي قالت بأن العوائق التي تعهد المدير بإزالتها لا تزال حاضرة بل إنها تشكل عقبة في أنسياب الحركة، وأشارت فاطمة خلال حديثها للصيحة إلى أن المحلية أخطأت في تقدير الموقف واستعجلت ترحيل خطوط المواصلات دون الوضع في الاعتبار أن الترحيل يحتاج للكثير من الترتيبات التي يجب أن يتم تنفيذها على أرض الواقع، واضافت بأن المحلية لم تراع معاناة المواطنين الذين تفاجأوا بالخطوة التي لم تكن معلنة من قبل، بل إن الكثيرين كانوا في حيرة من أمرهم في أعقاب الترحيل، وناشدت السلطات بضرورة الإسراع في تنفيذ ما وعدوا به في الصحف بإزالة العوائق وتوفير الخدمات في الموقف، خصوصاً وأن بعض المواطنين بدأوا يمارسون التجارة من على القرب من منازلهم بعد أن انتقلت حركة المواطنين في رحلة الوصول إلى الموقف الجديد بتوسط حي السكة حديد، بحثاً عن طرق غير وعرة، وختمت فاطمة حديثها بأن الخطوة من حيث المضمون فهي إيجابية ويمكن أن تسهم في تخفيف الضغط، ولكن فاطمة عادت وقالت إن الجانب السلبي يطغى على القرار. المعتمد مشغول أنهيت وجودي في موقف شروني بعدما قمتُ برصد الحدث من الميدان من خلال حديثي مع المواطنين وأصحاب المركبات، واتجهت صوب مباني محلية الخرطوم على أمل أن نجد المعتمد أو الموظف المسؤول، وبالفعل وجدت المعتمد حاضراً حسبما قال مدير مكتبه، بيد أنه لم يسمح لنا بالوصول على الرغم من تنفيذ طلبه لي بإبراز الهوية الصحفية، فكان الرد أن نجلس في كراسي الانتظار إلى أن ينهي المعتمد مشغولياته، وعندما طال الانتظار اتجهت صوب مدير مكتبه، وسألته عن سبب التأخر في دخولي على الرغم من انقضاء الوقت المضروب، فقال لي: "أقول ليك بصراحة" فقلت له "نعم" فقال "ما ح تلاقي المعتمد الليلة وأحسن ليك ترجع لي بكرة"، حينها كظمتُ غيظي والتزمت الصمت وقررت أن أضع هذه المادة بين أيديكم، بعد أن فشلت في الحصول على تعليق من المعتمد... فلكم الحكم. الصيحة